لندن: لايزال إنتشار ومخاطر الإنفلونزا المكسيكية يطغى على إهتمام الصحافة البريطانية التي تناولت الموضوع بالعرض والتحليل في إفتتاحياتها وتعليقاتها وأخبارها صباح السبت. بعد أن حذرت صحيفة الاندبندنت من الهلع في افتتاحية مقالها الذي حمل العنوان : quot;لتتكاتف دفاعات العالم في وجه انفلونزا الخنازيرquot;، بدأت بعرض الأسباب التي تجعل من هذا المرض شيئا خطيرا تنبغي مواجهته بغاية الجدية.

تقول الصحيفة ان كون الفيروس المسبب للمرض هو فصيلة جديدة لا يعرفها نظام المناعة في الجسم، وكذلك كونه شديد العدوى يميزها عن فيروسات الانفلونزا الأخرى. ويرى المقال انه وان جرى التوصل الى اعداد لقاح مضاد للمرض الا ان الفيروس سريع التطور ولا يستبعد أن يتكيف مع اللقاح الجديد.

ويرى كاتب المقال في انتشار الفيروس عبر 11 دولة في فترة تقل عن الشهر دليلا على عدوانيته وسرعة انتشاره. ويختم الكاتب مقاله بالقول إن التعاون الدولي هو الوسيلة الأنجع لمقاومة انتشار المرض وأن هناك ضرورة لمساعدة الدول الفقيرة لا من قبيل العطف بل من قبيل المصلحة.

لا للهلع، نعم للحذر

وزير الصحة البريطاني ألان جونسون أيضا يرى ان ليست هناك دواع للهلع من انتشار الفيروس المسبب للانفلونزا المكسيكية، رغم اعتقاده ان هناك امكانية لوصول اننتشار الفيروس الى درجة الوباء.

ما نعرفه حتى الآن عن الفيروس، يقول وزير الصحة في مقابلة مع صحيفة التايمز، انه ليس قاتلا ولم يتسبب في حالات وفاة سوى في المكسيك، ، وقد ينتهي به الحال الى أن يصبح فيروس الانفلونزا خفيف الآثار، وان كان لا يمكن ضمان أن لا يتغير الوضع لاحقا وأن لا يصبح الفيروس فتاكا. ويحث الوزير المواطنين على توخي الحذر والاهتمام بغسل اليدين.

ونوهت الصحيفة الى وجود حالة في بريطانيا أثبتت امكانية انتقال الفيروس من شخص الى شخص. ونسبت الصحيفة الى ألان هاي مدير مركز الانفلونزا في المعهد القومي للأبحاث الطبية في لندن قوله ان فحص عينات الفيروس التي وصلت من الولايات المتحدة لم يسفر عن اكتشاف أي خواص للفيروس تجعله فتاكا، وان كانت عملية الفحص لا تزال جارية.

ثالوث الرعب

وفي صحيفة الديلي تلغراف تكتب بريوني غوردون عن quot;ثقافة الخوفquot; واقطابها الثلاثة: الانفلونزا المكسيكية والتغير المناخي والارهاب. بأسلوب ساخر تستعرض الكاتبة الأخطار المحدقة بنا من الانفلونزا الى التغير المناخي الى الارهاب الى المجاعات بفعل الأزمات الاقتصادية. تشبه الكاتبة المناخ السائد في العالم بأجواء أفلام الرعب، وتقول إننا أدمنا الخوف وتعودنا عليه بحيث أصبح جزءا من حياتنا ومتطلبات وجودنا.

الآن، تقول الكاتبة، لا حاجة بنا لابتياع تذاكر سينما لمشاهدة أفلام الرعب، فيكفي أن نفتح التلفاز ونشاهد الأخبار. وتنهي الكاتبة مقالها بالقول ان quot;الأخطار المحدقة بناquot; ما هي الا مبالغات هدفها إشغالنا، وهذا ما أثبتته التجارب، فالتحذيرات كثيرة والخطر الحقيقي لم يظهر حتى الآن. الخطر الحقيقي، تقول الكاتبة، هو أن يطل خطر بمعنى الكلمة برأسه علينا ونعامله كأي خطر زائف تعودنا على أن تشغلنا به الحكومات والمؤسسات. وتنهي الكاتبة مقالها بالسؤال التالي: هل تذكرون قصة الذي صرخ قائلا : quot;الذئب، الذئب quot;؟