الكويت: الجانية اعترفت بحريق الجهراء طالبةً الصفح |
عامر الحنتولي من الكويت: ظهر أهل الجانية في قضية حريق خيمة العرس الكويتي أمس في تفاصيل المشهد المأساوي الكويتي أمس للمرة الأولى، متحدثين عن إشارات ووقائع غريبة جدا، تنفي جملة وتفصيلا أن يكون لإبنتهم أي علاقة بالحريق، رغم الإعترافات التفصيلية التي أدلت بها إبنتهم أمام إدارة التحقيقات الأمنية، والتي استمرت حتى فجر اليوم، في وقت أطلقت فيه السلطات الأمنية سراح مسؤولة البوفيه في الخيمة، وسائق التاكسي الذي أقل الجانية قبل الحادث، ما يعني ضمنا أن النيابة العامة ترى في اعترافات نصرة دليلا مباشرا على مسؤوليتها الحصرية عن الجريمة، خصوصا وأنها أسندت إليها تهمة القتل العمد، وهي عقوبة تصل الى الإعدام شنقا في حال أدانتها المحكمة الكويتية خلال محاكمتها المفترضة مطلع العام المقبل، في وقت علمت فيه quot;إيلافquot; أن قوى أمنية بدأت تتواجد في محيط أسرة الجانية المفترضة لإحباط أي تحركات إنتقامية من ذويها.
وقالت أسرة الجانية أن إبنتهم لم تغادر المنزل أبدا لا قبل إشتعال النيران في خيمة العرس، ولا بعدها، بشهادة شهود من الجيران والأقارب، لكن رسائل هاتفية وإتصالات بدأت تنهال عليها من قبل أقارب زوجها تتهمها بالمسؤولية عن الحريق، وهو ما دفعها الى التوجه الى أحد المراكز الأمنية الكويتية لتسجيل شكوى بحق أقارب زوجها، لكن إدارة المركز الأمني اعتبرت أن الرسالة الهاتفية لا تنطوي على تهديد من أي نوع، لكن إدارة المركز الأمني ستكون جاهزة للشهادة في صف الجانية المفترضة إذا ما إتهمت لاحقا بأنها هي التي نفذت جريمة حريق الخيمة، إلا أن اللافت حتى الآن أن -بحسب أهل الجانية- النيابة العامة ترفض إعلان نتائج التحقيقات الأمنية، والإعترافات التفصيلية لعاملة البوفيه، وسائق التاكسي، ومشرف محطة الوقود، على اعتبار أن سائق التاكسي أبلغ أسرة الجانية أن إفادته أمام التحقيقات لم تتضمن أكثر من أنه أقر بأن سيدة منقبة استقلت سيارته، وتوجهت الى محطة الوقود، و ذهبت لاحقا الى مكان الجريمة، لكنه لا يستطيع الجزم عما إذا كانت من صعدت معه في السيارة هي نفسها الجانية التي أعلن عنها.
وبحسب معلومات quot;إيلافquot; فإن النيابة العامة الكويتية قد أصرت على أن تؤدي الجانية مشهدا تمثيليا لجريمتها، وفي مكان الواقعة تحديدا، لتدعيم ملف القضية، وإرساله الى القضاء الكويتي ليقول الكلمة الأخيرة في هذه القضية المأساوية. إلا أن وزارة الداخلية الكويتية تمنت على النيابة أن تقبل تمثيل الجريمة في مكان سري يحدد لاحقا بالإتفاق مع جهاز النيابة العامة، على اعتبار أن مكان الواقعة الأصلي لا يمكن تأمينه من الناحية الأمنية كونه سكنيا، ويمكن أن ينطوي على تطورات شديدة إذا ما أقدمت مجموعات غاضبة من أهالي الضحايا على محاولة الإنتقام والثأر من الجانية، التي تردد اليوم أنها مصابة بإنهيار عصبي كامل منعها من مواصلة الكلام والسير على قدميها، وسط إحتمالات أن تطلب النيابة العامة توقيع الكشف الطبي عليها، في ظل مزاعم لأسرة الجانية أن اللقاء القصير جدا الذي جمعهم بإبنتهم في مكان توقيفها في قصر العدل قد تضمن إشارات حول ظروف إحتجاز قاسية، وكانت إبنتهم تشكو من كسر في يدها، و آلام حادة. إلا أن السلطات الرسمية لم تعلق على تلك المزاعم حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فيما تؤكد أسرة الجانية أن إبنتهم بريئة بالمطلق مما نسب إليها، وستكون لهم وقفة لاحقة مع الصحافة المسيئة، بعد محاكمة إبنتهم وإعلان براءتها.
يشار الى أن الحريق الذي وقع ليل يوم السبت الماضي، قد أوقع حتى الآن 46 قتيلة كن داخل الخيمة، فيما لا تزال عشرات الإصابات تخضع للعلاج المكثف على أيدي فرق طبية أجنبية وصلت الى الكويت فجر أمس بناء على طلب من وزارة الصحة الكويتية، إذا باشرت تلك الفرق إجراء عمليات جراحية دقيقة للتعامل مع حروق أصيبت بها عشرات النساء الكويتيات، وسط دعوات من جانب البرلمان الكويتي الى إصلاح القطاع الصحي بأسرع وقت ممكن.
التعليقات