دعا الفنان اللبناني مارسيل خليفة الموسيقيين العمانيين الشباب لعصيان قوانين اللعبة في الحياة الموسيقية العربية، وتجديد آلة العود، وتخريب المجرى المنطقي للأمور. وطالبهم بثورة فنية وربيعٍ موسيقي.


مسقط: تستضيف دار الأوبرا السلطانية في مسقط الفنان اللبناني مارسيل خليفة وفرقته الميادين، حيث سيحي أمسيتين موسيقيتين بمرافقة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية في الخامس والسابع من آذار (مارس) الجاري. ويقدم خلالهما عمله الموسيقيّ الجديد بعنوان "سيمفونية العائد" التي ستعزفها الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، وهو عمل موسيقي طويل تتخلله كلمات للشاعر موسى شعيب، فيما يقود الأوركسترا فيه المايسترو الأرمني اللبناني هاروت فازليان.

أما الفصل الثاني من الأمسية فتحييه فرقة "الميادين" التي ترافقه في حفلاته منذ نحو 38 عاماً، ويشارك فيها عازف البيانو رامي خليفة، وعازف الأكورديون جولين لابرو، وعازف الكلارينيت إسماعيل لومانوفسكي، وضارب الإيقاع بشار خليفة. وتتضمن الأمسية أعمالاً شهيرة لخليفة، لطالما ضج بها الشارع العربي من أقصاه إلى أقصاه، كأغنيات "أحن إلى خبز أمي"، "جواز السفر"، "ريتا"، "ركوة عرب"، "شجر البن"، "بغيبتك نزل الشتي"، وغيرها الكثير.

تخريب المجرى المنطقي:
هذا وواكبت "إيلاف" الفعاليات المتابعة لزيارة "خليفة" إلى مسقط، والتي تستمر بنحو أسبوع بعد أن بدأت الإثنين بجلسةٍ حوارية أقيمت في جمعية هواة العود حول تطوير الكتابة الموسيقية، ضمت إلى جانبه مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية للتعليم والتواصل المجتمعي& الدكتور ناصر الطائي، والفنان فتحي محسن مدير جمعية هواة العود، وحضرها حشد من أعضاء الجمعية والصحفيين وعشاق خليفة من الموسيقيين الشباب. ودار خلالها الحوار بجدل حول التجديد الذي طال موسيقى خليفة منذ أواخر التسعينات.

ودعا خليفة في حديثه مع الموسيقيين العمانيين إلى ثورة موسيقية تقودنا للتجديد في آلة العود، فقال: "نحن اليوم بأمس الحاجة وأكثر من أي وقت لتخريب المجرى المنطقي للأمور ولعصيان قوانين اللعبة في الحياة الموسيقية وهدم الغارقين في التوازنات والاعتبارات الموسيقية الجاهزة. التطور لا يزال ممكنًا، التطور بمعنى إعادة النظر بالثوابت، وألا نترك الأشياء على حالها إلى الأبد، فلنسع لتكوين عازفين جدد متشددين في اختياراتهم، عازفين يبحثون عن احتمالات جديدة غير يقيناتهم، يقبلون بالحوار مع رؤية جديدة للأشياء والتساؤل حول كل ما يطرحه أي عمل إبداعي جديد موضع التساؤل".

العود الجديد:
أما النشاط الثاني لخليفة فكان الندوة التعريفية بموسيقاه والتي أقيمت مساء الثلثاء على هامش فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث ناقش فيها الحضور ألبوم "جدل" الإشكالي الذي يعد باكورة أعمال التجديد الموسيقي لـ"خليفة" في أواخر تسعينيات القرن الماضي، والذي يعتبره نوعاً من النقاش بين العود القديم والعود الجديد. وقال خليفة: "الجديد في آلة العود مرّ في كل طريق وفي تاريخ تطور الآلة ذاتها، زرياب كان جديدًا في عصره، الشريف محيي الدين حيدر، محمد القصبجي، فريد غصن وغيرهم وصولًا حتى اليوم. الجديد هو التعبير بأدوات فنية جديدة تتفق مع متطلبات تطور الإنسان في عصرنا، وكل هذا لا يأتي من خارج التاريخ العام لآلة العود نفسها بل من داخل تاريخ الآلة العربية نفسها، وهذا الكلام لا يعني إغلاق الباب على التفاعل مع أشكال التعبير الفني في العالم بل على العكس يعد هذا التفاعل ضروريا جدا مع الحفاظ على الملامح الخاصة لتراث شعبنا".
&

&