أكد الفنان السوري مكسيم خليل أن الموهبة هي الأساس بعد أن استطاع النجاح في الأعمال الرومانسية والشريرة على حدٍ سواء رغم ملامحه البريئة. وصرّح في حديثه لـ"إيلاف" أن الفنان لا ينفصل عن جمهوره ووطنه، لافتاً لأن بعض الأعمال السورية قد بدأت في الهروب من الواقع في الفترة الأخيرة.


مكسيم خليل وسيرين عبد النور في مشهدٍ مشترك

&& القاهرة: أثبت الفنان السوري مكسيم خليل جدارته بالتمثيل&عبر تنقله الناجح&بين الأدوار رغم ملامحة البريئة التي تميّزه. وأكد& أن الموهبة هي الأساس بعد أن استطاع النجاح في الأعمال الرومانسية والشريرة على حدٍ سواء. وصرّح في حديثه لـ"إيلاف" أن الفنان لا ينفصل عن جمهوره ووطنه وأن ما وراء تقديمه أعمالاً تمس الواقع السوري هو إيمانه بأهمية تقديم رسائل للجمهور من خلال هذه الأعمال. وقال: بعض الأعمال السورية في الفترة الأخيرة قد بدأت في الهروب من الواقع.

وتحدث عن أصداء مسلسل "سيرة حب" وتعاونه مع الممثلة اللبنانية سيرين عبدالنور، ومُسلسله الجديد "غداً نلتقي" الذي يُقدم فيه شخصية مختلفة عن ميوله وإتجاهاته من خلال دور موالي للنظام، وعن أشياء أخرى كثيرة في حياته&الفنية والخاصة، ستظهر تباعاً في الحوار التالي:

واستهل "خليل" حديثه عن أصداء دوره في الجزء الثالث من مُسلسل "سيرة حب" الذي تعاون فيه مع الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور وحقق نجاحاً كبيراً في مصر والدول العربية، مؤكداً على سعادته بنجاح العمل، وموضحاً أن طبيعة أحداث الجزء الثالث وما حملته من مفاجآت للجمهور ووضوح الكثير من الأحداث الغامضة فيه، قد زادت من نسبة المشاهدة وأثرت بشكلٍ إيجابي على معدلات متابعة الجمهور للعمل. وقال: الجزء الثالث في نجاح متزايد ولقد وصلتني أصداء من مصر على الجزئين الثالث والثاني الذي عُرِضَ مؤخراً على بعض الفضائيات المصرية. وأضاف: لقد عادت المسلسلات الطويلة للنشاط مجدداً، وهذه الأعمال تحتاج لمزيدٍ من الوقت لتجذب إنتباه الجمهور، الذي اعتاد متابعة الأعمال التركية في الفترة الماضية.

أما عن التعاون الثاني بينه وبين سيرين عبدالنور، ونجاح الإنسجام في الأداء بينهما بعد تجربة مسلسل "روبي" الذي حقق نجاحاً واسعاً، فقال: أستمتع بالعمل مع سيرين عبد النور، وخاصة أنني أشعر بأن معي شريك آخر يعطي بنجاح، وهذا أعتبره قمة التمثيل. فإن فقد الممثل الشريك القوي في المشهد، ستولد مشكلة الصعود على حساب الآخرين، وقد يشعر بهذه المشكلة النقاد والصحافيين أكثر من الجمهور، ولكن حينما يكون هناك إنسجاماً وتناغماً بين إثنين من الفنانين فهذا يجعل المشهد صادقاً مع الجمهور. وأضاف: أعتقد أن هذا الامر قد حدث في "روبي"، كما أن تجربة مسلسل "سيرة حب" مُختلفة للغاية، حيث أننا دخلنا في هذا العمل في نبض الأحداث والجمهور المصري. فتركيبة مُسلسل "روبي" كانت مصرية لبنانية، ولكن في "سيرة حب" قدمت الشخصية المصرية بحذافيرها من خلال تركيبة مصرية كاملة للعمل ماعدا سيرين التي جسدت شخصية نصفها مصري وآخر لبناني، ولذلك فالعمل يحتاج لملامسة الجمهور بشكلٍ أكبر كي يتقبله ويشعر بأجواء العمل.

ولفت "خليل" لأدائه شخصيةً شريرة في مُسلسل "سيرة حب" على عكس الرومانسية المُعتاد عليها في أعماله الفنية، وذكّر بأنه قدم من قبل شخصيةً شريرة من خلال مُسلسل "الشك" بدورٍ مختلف عن دوره في "سيرة الحب" بشخصية حملت مُفاجآت كثيرة، فلم يعرف أحداً أن الشخصية شريرة إلا مع توالي الأحداث والحلقات على عكس مسلسل "الشك" الذي قدم فيه الشر المُطلق والواضح للجميع، وقال: "هذا ما قصدت إبرازه للجمهور في العمل من خلال الإختلاف. كما أن النقطة الثانية هي أن شخصية "مجدي" لم تحمل الشر المُطلق فهو مُجرم ولا نختلف على ذلك، ولكن هُناك نواحي أخرى في حياته لم تحمل الشر سواء في تصرفاته مع إبنته أو مع شخصية "ريم" التي قدمتها&"عبد النور". وفي المطلق أنا لا أرى أن شخصية "مجدي" في مُسلسل "سيرة حب" سهلة، بل صعبة للغاية، وإستغرقت مني وقتاً كثيراً من التحضير حتى قدمتها بشكلٍ جيد".

ومن ناحية أخرى، أشار "خليل" لأنه أنه يعكف على تصوير مشاهده في مسلسل "غداً نلتقي" الذي يرصد أحوال ومعاناة اللاجئين السوريين الذين خرجوا من سوريا وسافروا للكثير من الدول بسبب الحرب، وأكد أن هذا العمل ينظر للأحداث السورية ومعاناة السوريين بمنظار إنساني وإجتماعي بعيداً عن الحديث في الأمور السياسية. ونفى وجود أي تشابه بين دوره في "غداً نلتقي" والشخصية التي قام بأدائها في مسلسل "حلاوة الروح" الذي ناقشت أيضاً بعض القضايا المُتعلقة بالوضع السوري. وشرح أن الأحداث تدور في إطار مُغاير بين العملين من حيث أن "غداً نلتقي" يتحدث عن أوضاع اللاجئين السوريين الموجودين خارج سوريا على عكس "حلاوة الروح" الذي ناقش قضايا السوريين داخل سوريا والحرب وداعش والكثير من القصص المُتعلقة بالسياسية وليس الجانب الإنساني والإجتماعي فقط، بينما شخصية "إسماعيل" التي قدمها في مسلسل "حلاوة الروح" كانت وطنية للغاية، وحملت رسالة عن الأشخاص الوطنيين الذين كانوا يتمنون عدم قيام الحرب في سوريا، وقال: "لقد قبلت العمل لأنه يحمل رسالةً واضحة، بعيداً عن التكرار. فأنا أجسد دور موالي للنظام وأعبّر عن وجهة نظر مُختلفة في هذا العمل، ولذلك فأنا أعتبر الدور تحدي وخاصة أنه مُختلف للغاية عن توجهاتي".

وعما إذا كان دوره في مسلسل "غداً نلتقي"سيحظى بالقبول والرفض من البعض بسبب تجسيده شخصية موالية للنظام السوري، أجاب "خليل": " أعتقد أن المحورين يُعبِّران عن وجهات نظر حقيقية، ولكنني أرى أن التعبير عن الرأي شئ صحي لابد من وجوده. بالإضافة لأن الشخصية التي أُقدمها في هذا العمل وعلى الرغم من ولائها للنظام لا تختلف مع الرأي الآخر، كما أنها ترفض العنف والقتل، ولكن هُناك صراع في وجهات النظر والصناديق والبرامج الإنتخابية وما إلى ذلك، ولذلك فأنا ارى أن الشخصية غنية ومميزة للغاية".

وشرح "خليل" موقفه وأسباب إهتمامه بتقديم أعمال فنية تهتم بالواقع والأحداث السورية مشيراً لأن بداخله مواطن سوري يهتم بقضايا بلده وشدد على أهمية تكريس الفنان لجزء من عمله في الفن لصالح مناقشة قضايا بلده وتوجيه رسائل واضحة للجمهور من خلال هذه الأعمال، وقال: أنا أحب أن أُقدم الأعمال السورية التي تنقل الواقع، وقد لاحظت مؤخراً أن الكثير من الأعمال السورية بدأت بالهروب من الواقع من خلال تقديم أعمال بعيدة عن الحرب والسياسة. وتوجهوا للأعمال الخفيفة. ولذلك فأنا أرى أن هُناك بعض الفنانين لهم مصالحهم في هذا الأمر، ولكن الجميع قد تجاهل أن سر نجاح الدراما السورية وشهرتها عربياً يعود لكونها كانت تلامس الواقع، حيث أنها كانت في تقدم دائم. وبالنسبة لي فيهمني جداً أن أُقدم أعمالاً ملامسة للواقع".

&