إيلاف من بيروت: مع إطلاق الموسم الأول من الدراما السياسية التشويقية Designated Survivor عبر تطبيق Netflix للمشاهدة عبر الإنترنت، تفتح إيلاف ملف الدراما السياسية التي تلقى رواجاً متزايداً حول العالم، بعد نجاح لافت لأعمال تلقي الضوء على ما يحدث خلف جدران البيت الأبيض: الفساد السياسي، النزوات العاطفية، تزاوج المصالح، التلاعب بالإنتخابات، إساءة إستخدام السلطة، الخ. كل هذا موضوع بقالب تشويقي درامي مع بعض البهارات العاطفية، والمشاهد الجنسية، في خلطة سحرية لا تعرف الفشل.
دراماً تفضح جميع أنواع الموبقات التي لا تظهر في الصورة البراقة لأميركا كدولة تقود العالم الحر، وتدعي أنها ديموقراطية، تحترم الحريات، وتمتلك نظاماً ديموقراطياً يضمن تداول السلطة، لكن الكواليس (في الدراما على الأقل) تقول عكس ذلك. 

إيلاف تلقي الضوء في هذا التقرير على مجموعة من أبرز هذه الأعمال:

الملصق الترويجي لمسلسل The West Wing 

1- مسلسل الجناح الغربي أو The West Wing : 
من بطولة مارتن شين، بدأ عرضه عام 1999 وإستمر لسبعة مواسم متتالية لحين توقف إنتاجه عام 2006. تدور أحداثه في الجناح الغربي من البيت الأبيض، حيث يقع المكتب البيضاوي للرئيس، ومكاتب كبار موظفيه، خلال حقبة حكم للحزب الديموقراطي برئاسة جوسيا بارتليت (مارتن شين).
حاز العمل على شعبية جماهيرية وتقدير النقاد، وإشادات من اساتذة العلوم السياسية، وموظفين سابقين في البيت الأبيض على حد سواء، وحصل على 3 جوائز غولدن غلوب، و 26 جائزة إيمي.
في العام 2003 بلغب نسبة مشاهدته 16 مليون مشاهد، وحل في المركز السابغ في قائمة دليل التلفزيون لأهم 60 عمل درامي في التاريخ، ومنحته جمعية الكتاب الأميركية المرتبة العاشرة في قائمة مؤلفة من أفضل 101 نص تلفزيوني. 
بدأت شعبيته بالتراجع بعد موسمه الرابع عندما إنسحب مؤلفه آرون سوركن الذي كان قد كتب 85 من أصل أول 88 حلقة، لكن العمل بقي متابعاً من قبل الطبقة الميسورة، وهي شريحة هامة جداً بالنسبة للمعلنين. فإستمر لثلاثة مواسم أخرى قبل أن يتوقف إنتاجه نهائياً.

 

الملصق الترويجي لمسلسل Scandal

2- مسلسل "فضيحة" أو "Scandal":
من بطولة كيري واشنطن بدور (أوليفيا بوب)، وتدور أحداثه حول إمرأة سوداء ناجحة، تدير مكتباً للتحريات الخاصة، مهمتها معالجة مشاكل الطبقة السياسية والثرية، ودفن الفضائح، تعمل كمستشارة للحملة الإنتخابية للرئيس الأميركي تتآمر مع رئيس موظفيه على تزوير الإنتخابات لصالحه وإيصاله لمقعد الرئاسة، وتتورط في علاقة عاطفية معقدة معه، يعمل تحت أمرة بوب مجموعة من الشباب بمختلف التخصصات، لكل منهم ماض أسود، لكنهم الأفضل في مجال عملهم، وغالباً ما يتجاوزون الخطوط الحمر لإنقاذ موكليهم.
المسلسل مليء بالمؤامرات والدسائس السياسية، والفضائح، يركز خطه الرئيسي على علاقة بوب والرئيس والتحديات العملية والشخصية التي تواجههما، بالإضافة الى المنظمات السرية التي تعمل تحت إمرة الحكومة والتي لا تدار حسب الأصول القانونية، وتسيطر على صناع القرار من خلال التجسس والإبتزاز، يديرها والد أوليفيا (أيلي بوب)، وتسييس القضاء والنيابة العامة، ورضوخ الدائرتين للضغوط من قبل صناع القرار وأصحاب النفوذ.
هكذا يبدأ الجزء الأول الذي أنتج عام 2012 ولا قى نجاحاً كبيراً، وحصد عدداً لا يحصى من الجوائز، ليستمر المسلسل لخمسة مواسم لاحقة.
واللافت أن العمل الذي حقق 8 ملايين مشاهدة في موسميه الأول والثاني، إرتفع عدد مشاهديه ليصل الى 12 مليون مشاهد في موسميه الثالث والرابع. ولينخفض الى 10 ملايين في موسمه الخامس الذي بدأ عرضه في سبتمبر من العام الماضي، لكن هذا الإنخفاض لم يثن صناعه عن إنتاج جزء سادس منه من المقرر أن ترى أولى حلقاته النور في يناير 2017.
تتوفر المواسم الثلاث الأولى من المسلسل على تطبيق OSN Go Online. بينما يمكن مشاهدة الموسمين الرابع والخامس علر موقع FMovies.
مسلسل "فضيحة" من إنتاج شوندا رايمز التي تولت كتابته وتنفيذ إنتاجه، ومن أعمالها الأخرى مسلسلات غرايز أناتومي، وبرايفت براكتس، وتم إختيارها في العام 2007 من بين أبرز مائة شخصية مؤثرة في العالم.
ومن أعمالها الحالية مسلسل How To get away with Murder والذي تقوم ببطولته فايولا دايفس ويتوفر بموسميه الأول و الثاني على تطبيق Netflix حالياً، بالإضافة الى مسلسل The Catch.

 

الملصق الترويجي لمسلسل House of Cards

3- مسلسل "House of Cards" :
من بطولة كيفين سبايسي وروبين رايت تدور أحداثه حول فرانك اندروود (سبايسي) رئيس الاغلبية للحزب الديموقراطي في الكونغرس، وزوجته كلير أندروود (رايت) التي ترأس منظمة إنسانية غير ربحية.
علاقة هذا الثنائي الزوجية فريدة من نوعها، فهما في زواج مفتوح يغفر الخيانة ويعلي المصلحة المشتركة على كل شيء، الهدف هو البيت الأبيض حيث يطمح فرانك للرئاسة، وتسانده كلير التي تطمح بدورها لأن تكون السيدة الأولى، ينجح فرانك بطرق ملتوية للوصول الى الرئاسة عبر تنحية كافة المنافسين بطرق غير قانونية، ليجلس على مقعد نائب الرئيس، ثم يوقع الرئيس في شرك يجبره على التنحي، فيصل لكرسي الرئاسة دون إنتخابات، ويفشل في تحقيق أي إنجاز يذكر في مدة جلوسه الأولى، ويدخل الإنتخابات الرئاسية لفترة ثانية وينجح بوسائل ملتوية، ففرانك مستعد لفعل أي شيء للوصول الى هدفه، وتدمير كل من يقف في طريقه، ويتلاعب بكل من حوله، ولا يتواني عن الإيذاء والقتل - بنفسه عندما كان في الكونغرس- ومن خلال آخرين بعد وصوله لسدة الرئاسة.
ومع حلول الموسم الرابع تتحول العلاقة بينه وبين زوجته الى منافسة محمومة عندما لا تلتقي مصالح الثنائي، حتى يتعرض الرئيس لمحاولة إغتيال تغير قواعد اللعبة، ولأول مرة في التاريخ يختار زوجته كنائبة له ليرضي طموحها ويتقي شرها، ويمهد لها الطريق لكرسي الرئاسة عندما تنتهي ولايته الثانية.

مسلسل مليء بالتشويق، مكتوب بطريقة جيدة، ويلامس الواقع بشكل كبير، ومميز في أسلوب صناعته، وعلى الأخص عندما يواجه سبايسي الكاميرا بشكل مباشر ويتحدث مع المشاهدين شارحاً خططه ونواياه أو مبرراً تصرفاته وتصرفات من حوله.
بدأ عرض الموسم الأول منه عام 2013 عبر تطبيق Netflix ، وحقق نجاحاً ساحقاً، ليستمر بنجاح متصاعد في مواسمه اللاحقة، وصولاً للجزء الرابع الذي يتوفر حالياً عبر نفس التطبيق، وأعلن عن انتاج جزء خامس منه للعرض العام المقبل.
وهو أول مسلسل صنع خصيصاً للعرض على الإنترنت يحوز على ترشيحات من جائزة الإيمي في فئات رئيسية وصلت الى 33 ترشيحاً. كما حصل المسلسل على 8 ترشيحات لجائزة الغولدن غلوب.

4- مسلسل Designated Survivor:

وأحدث المسلسلات التي تتناول كواليس ما يحصل في البيت الأبيض، بعنوان Designated Survivor من بطولة خافير سوذرلاند، بدأ عرضه عبر تطبيق "Netflix" للمشاهدين في الشرق الأوسط بشكل أسبوعي، وذلك بعد أن فازت الشركة بحقوق عرضه عالمياً.
العمل من إنتاج شبكة ABC وبدأ عرضه في أميركا وكندا يوم الأربعاء قبل الماضي، وتدور أحداثه حول وزير للإسكان والتطوير الحضري يدعى "توم كيركمان" يقوم بدوره سوذرلاند، لا تلقى مشاريعه إهتماماً رئاسياً وكان على وشك خسارة منصبه وإرساله للعمل كسفير منظمة تابعة للأم المتحدة في مونتريال، عندما يتم إختياره قبل يوم واحد من فقد وظيفته ليكون Designated Survivor بحسب الإجراء الأمني المتبع بوضع مسؤول حكومي ذو رتبة متدنية، في مكان آمن خلال خطاب الرئيس عن "حالة الإتحاد" أمام الكونغرس، وذلك تحسباً لأي كارثة قد تودي بالرئيس و الحكومة وأعضاء الكونغرس، وهو إجراء إحترازي إعتيادي، لكنه يغير حياة توم الى الابد عندما يتحول الكابوس الى حقيقة ويجد نفسه فجأة رئيساً للولايات المتحدة عقب تفجير إرهابي يقتل الرئيس وجميع المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والأمنيين الأعلى منه مرتبة. 
ووسط حالة من الذهول والإرتباك يتم إصطحابه بعد أداء القسم الرئاسي الى غرفة العمليات ليجد من تبقى من موظفي البيت الأبيض في حالة من الإرتباك والفوضى، ويحاول أحد الجنرالات السيطرة على زمام الأمور، يعلن حالة الطواريء بحجة أن اميركا في حالة حرب، ويحاول التآمر لخلع توم من منصبه بحجة عدم الكفاءة، للجلوس محله. لكن الأخير ينجح في الحلقة الأولى من ردع إيران وإجبارها على سحب سفنها من مضيق هرمز، متفادياً رغبة الجنرال بإعلان الحرب عليهم.
في محور آخر تقوم عميلة في مكتب التحقيقات الفيدرالي بتحليل أثار الحادث وفي الوقت الذي يتجه فيه الجميع لإتهام الحركات الإرهابية بالأمر، تستغرب هي عدم إعلانهم المسؤولية، وترى بأن الأمر لم ينتهي بعد وأن هذا الهجوم ليس سوى البداية.

في الحلقة الثانية يواجه الرئيس الجديد معضلة كبيرة فالخوف يدفع بحاكم ميشيغان الولاية التي تعيش فيها أكبر نسبة من المهاجرين المسلمين الى حملات إعتقال إحترازيةعشوائية، وعنف غير مبرر تجاه هذه الشريحة من المهاجرين، ويرفض الحاكم الإمتثال لأوامر الرئيس بإطلاق سراح الأبرياء منهم، ويتطور العنف فيؤدي لوفاة شاب في السابعة عشر من عمره رفض إعتقاله دون مبرر، فإنهال عليه رجال الشرطة بالضرب مما أدى لإصابته بجروح بليغة، وتوفي في المستشفى متأثراً بجراحه.
يحاول الرئيس الإستعانة بمستشاريه القانونيين لإيجاد وسيلة تردع حاكم ميشيغان فلا يجد حلاً عندهم، ويقرر البحث بنفسه عن مخرج ويلجأ لحيلة تنجح في إجبار الحاكم على إطلاق سراح جميع من تم إعتقالهم. 
حظي المسلسل بردود أفعال متفاونة فالبعض رأى أنه مسلسل مشوق نجح في شد إنتباه المشاهدين منذ الحلقة الأولى، بينما إعترض البعض على إختيار سوذرلاند لبطولته، فرغم موهبته يرى هؤلاء بأنه لا يتمتع بالكاريزما اللازمة لدور كهذا، بينما نعتقد نحن بأنه الإختيار الأمثل لهذا الدور لأنه لا يفترض به أن يتمتع بالكاريزما اللازمة ليكون رئيساً، فهذه أحد المتطلبات الأساسية للدور، على الأقل في مراحله الأولى، ويبقى الحكم على كيفية تطور أدائه رهناً بالحلقات المقبلة، عندما يصل مرحلة الثقة بالنفس ويعتاد على كرسي الرئاسة، ويرسي دعائم حكمه، ويقنع الناس بأنه مناسب لملىء الكرسي الشاغر.