إيلاف من بيروت: بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل طريقي تعود شركة "بي لنك" لتقدم من جديد تحفة درامية إسبانية حققت نجاحاً كبيراً، وتم عرضها مدبلجة أو مترجمة أو مقتبسة في عدة دول حول العالم.

تدور أحداث مسلسل "جراند أوتيل" في خمسينات القرن الماضي، بمدينة أسوان المصرية، مما منح المشاهد الخارجية سحراً أخاذاً، ناهيك عن أن الفندق هو بطل العمل، وفي النسخة الأصلية كان موقع التصوير أحد أبرز عوامل نجاحه، ووفقت الشركة المنتجة في إختيار HOTELSOFITEL LEGEND OLD CATARACT  الذي لا يقل فخامة وخصوصية عن الأصل، ليكون مسرحاً لأحداث العمل في نسخته المصرية.

صراع العشق والإنتقام

تدور قصة المسلسل حول "علي" (عمرو يوسف) الذي يرتبط عاطفياً بشكل كبير مع شقيقته ضحى (آية سماحة) حيث فرقتهما الظروف عن بعض في طفولتهما، بعد وفاة والديهما، وشعر وهو طفل بعجزه عن حمايتها وتحمل مسؤوليتها، وهذا الإرث العاطفي يشكل دافعاً كبيراً له لتحصيل حقوقها خلال أحداث العمل حتى لو كان ذلك على حساب قلبه ومشاعره.

غياب يلفه الغموض

يسافر علي الى أسوان بعد أن تنقطع رسائل ضحى عنه، لزيارتها في مقر عملها فندق "جراند أوتيل" ليطمئن عليها، لكنه يفاجأ بأنها رحلت قبل وصوله ببضعة اشهر وإختفت في ظروف غامضة، فيدخل الشك قلبه لاسيما عندما يقال له بأن شقيقته طردت من عملها بعد أن سرقت إحدى النزيلات الدائمات في الفندق فخر هانم (شيرين)، وهو الأمر الذي يرفض عقله تصديقه.

وبحثاً عما يزيح شكه في اختفاء أخته، يبدأ علي العمل في الفندق بإسم فؤاد لكي يخفي صلته الأساسية بضحى، ولا يعرف في البداية هويته الحقيقية سوى (محمد ممدوح) أمين ، ولاحقاً إبنة صاحبة الفندق المتواضعة والطيبة التي تهتم بالعاملين ولا تعاملهم كخدم "نازلي" (أمينة خليل)، التي عادت من أوروبا لتتم خطبتها على إبن عمها (أحمد داوود) مراد، والذي تعينه والدتها مديراً للفندق، تحت مسمى "الظروف حكمت"، بعد أن كان مرشحاً لهذا المنصب (محمد حاتم) إحسان زوج البنت الكبرى (ندى موسى) آمال.

جريمة في الجراند أوتيل
يتقرب علي من فخر هانم منتحلاً شخصية أحمد الزهيري مدعياً بأنه قريبها من بعيد، مستغلاُ وحدتها وحيها للثرثرة، ينجح في أن يعرف بأنها لم تتعرض للسرقة مطلقاً، فيزداد شكه، خصوصاً وأنه يكتشف بالصدفة أن شقيقته تحتفظ بمذكراتها في مخبأ سري في الأرضية تحت سريرها، ويلتقط من خلالها خيوط اللغز الذي يشير الى تورطها مع مراد في علاقة عاطفية، ترفض نازلي تصديقها في البداية، وتتطور الأحداث ويبدأ أحدهم بإبتزاز مراد بارسال الثياب التي كانت ضحى ترتديها ليلة مقتلها ويطلب مبلغاً من المال مقابل سكوته، وبينما يحاول مراد حرقها، يعثر عليها علي، ويريها لنازلي التي لا يزال عقلها يرفض فكرة تآمر مراد أو أحد من عائلتها على قتل ضحى، ويستدرج مراد من يبتزه لقتله، ويتضح بأنه ماهر عامل الإستقبال في الفندق، ويستعين مراد بالقاتل المأجور الذي أجهز على ضحى للتخلص منه، ويفتح البوليس تحقيقاً بالأمر ينتهي بتقييد الجريمة ضد مجهول، لكن علي يكشف عن شخصيته الحقيقية لخالد كمال (الصاغ شريف) الذي يعثر عليه في منزل ماهر فاقدأ للوعي، ومع تصاعد الأحداث يتضح أن ضحى لم تمت وأن ماهر شاهد الجريمة وأنقذها وعالجها وأبقاها في منزله طيلة هذا الوقت، وأن ضحى إستغلت حبه لها وورطته في خطتها للإنتقام من العائلة وإبتزازها، ورغم موته بسببها، ترفض ضحى مغادرة المكان مع شقيقها، وتصر على إنهاء ما بدأته وهو إبتزاز قسمت ومراد مقابل عدم كشف ما تحتويه رسالة وجدتها بالصدفة تهدد ملكية الفندق، يتم العثور على ضحى ميتة في الجراند أوتيل، ويفتح تحقيق جديد رغم محاولات العائلة عرقلته ثم إغلاقه بأوامر عليا، لكن المحقق ينجح في فتحه من جديد بعد أن يثبت الطبيب الشرعي من تشريح الجثة أن ضحى ماتت جراء ضربه على الرأس، ولم تمت نتيجة الإختناق خلال الحريق، وهنا تحدث مفاجئة، إذ يقرر إحسان التستر على آمال التي قتلت ضحى وهي تحاول إستعادة الرسالة منها، ويعترف هو بقتلها مدعياً أنه كان يحاول إستعادة ال "بروش" الذي سرقته، وأنه كان في حالة دفاع عن النفس والممتلكات، وهكذا يغلق التحقيق الذي كلف "علي" حبه "نازلي" التي كانت قد قررت ترك كل شيء والهرب معه يومها لكنه رفض المغادرة معها دون أن ينتهي من تحصيل حق أخته.

سر الرسالة الغامضة

تعود نازلي الى الجراند أوتيل وتقرر الزواج بمراد إنتقاماً لكرامتها المجروحة، وتكشف الأحداث أن ضحى أخفت الرسالة مع خادمة الفندق مي الغيطي (فاطمة) التي كانت بإنتظار ضحى لتسليمها لها وفق موعد حددته لها المغدورة، عندما ظهرت لها قسمت هانم وأمرتها بمساعدتها على جر جثة ضحى الى غرفة كانت قد أضرمت فيها النار.

لا يحتمل ضمير فاطمة ما حصل وتبدأ الكوابيس تطاردها، وتلاحظ ورد أن هناك ما يؤرق زميلتها التي تشاركها الغرفة، حتى تعترف الأخيرة بسرها لها، تستغل ورد جهل فاطمة بالقراءة والكتابة، وتستحوذ على الرسالة دون أن تخبرها فحواها، والتي يعترف بها صاحب الجراند أوتيل بأن أمين الخادم في الفندق، إبن سكينة رئيسة الخدم هو إبنه ووريثه الشرعي، وبالتالي تقرر ورد التي كانت ترتبط بعلاقة آثمة مع مراد وحامل منه، وتركها بطريقة مذلة عند عودة نازلي، أن تنتقم لنفسها وتكمل ما بدأته ضحى، فتخفي الرسالة في مخبأ ضحى السري، وتتقرب من أمين وتتزوجه ضد رغبة سكينة والدته، التي كانت ترغب بطردها من الفندق إلا أن قسمت هانم تحول دون ذلك، مستغلة حمل ورد للتغطية على فقدان آمال لجنينها بحادث أفقدها قدرتها على الإنجاب، وتجبر إبنتها على إرتداء "وسادة" طيلة فترة حمل ورد، لحين ولادة الجنين لتأخذه منها وتدعى أنه إبن آمال وإحسان، والهدف طبعاً ثروة والد إحسان التي ستنقذ قسمت هانم من الإفلاس.

يتعرض أمين لمحاولة إغتيال فاشلة خطط لها مراد قبل سفره لقضاء شهر العسل، ويفشل القاتل المأجور في مهمته، حيث يدخل أمين في غيبوبة ويكسر ساقه لكنه لا يموت.

من خلال فاطمة يكتشف علي سر ورد، ويعثر على الرسالة ويطلع على مضمونها قبل أن تستعيدها ورد منه، ينوء علي بحمل السر لوحده، فيلجأ لرئيس الخدم محمود البزاوي (صديق) الذي ينصحه بإطلاع نازلي على السر، وبالفعل يقوم علي بكشف سر الرسالة لنازلي، والتي كالعادة ترفض تصديق ما فيها وتسخر منه، لكنها تعود لاحقاً للإعتذار من علي وإعلامه بأنها فكرت بالأمر وأنها تميل لتصديقه، وتبدأ بالتقرب من أمين الذي يفيق من الغيبوبة، وتحاول إكتشاف طبيعة علاقته بوالدهما، ويروي لها أمين كيف كان أدهم باشا يحنو عليه ويميزه عن بقيه الخدم في الفندق.

توقن نازلي أن رواية علي صحيحة، في الوقت الذي يستحوذ فيه مراد على الرسالة من ورد، وتلد ورد طفلاً تسرقه الداية، وتتركها لتنزف حتى الموت، وتسلم الطفل لقسمت التي رشت الطبيب الذي يفترض أنه يولد آمال في نفس الأثناء، ولكن ما لم تحسب له قسمت أي حساب هو أن ورد حامل بتوأم وبأن أمين لحق بها في الوقت المناسب وساعدها على ولادة الطفل الثاني وأنقذ حياتها.

هذا هو ملخص أحداث مسلسل جراند أوتيل لغاية حلقته ال 18 والتي تسير بوتيرة متصاعدة في التشويق والإثارة.

عمرو يوسف خطوة جديدة على درب النجاح

ينجح عمرو يوسف من جديد في إختيار دوره ليكن بين الأعمال التي تصنف ضمن الأفضل في الموسم المزدحم، ويشاركه محمد ممدوح هذا النجاح بعد أن تألقا معاً كثنائي ناجح في مسلسل ظرف إسود العام الماضي، وتعود دينا الشربيني من محنتها أقوى، لتكمل مسيرة التميز التي بدأتها في المواطن أكس، وبنت عليها في عدة أعمال لاحقة لتؤكد بأنها موهبة إستثنائية لم تقدم بعد سوى النزر اليسير.

سوسن بدر كعادتها سيدة الأداء العالي تتألق بدور سكينة رئيسة الخدم الصارمة، والأم التي تخنق ولدها بحبها من حرصها عليه وترفض أن تشاركها فيه إمرأة.

مفاجآت العمل

كما تضمن العمل مفاجآت على صعيد الأداء الأولى أنوشكا التي تقدم دور العمر في هذا العمل، والذي سيضعها دون شك في مكانة مختلفة تماماً على صعيد التمثيل، فقسمت شخصية درامية صعبة ومركبة، لأرستقراطية وصولية لاتقف عند حد في شرورها، ولا يوجد لديها أي رادع أخلاقي، تتحكم بكل من حولها وتحركهم كقطع الشطرنج، لتحقيق مآربها في الحفاظ عل الجراند أوتيل ومنع أمين من تحصيل حقه، دور أدته أنوشكا بإقتدار وبراعة كشفت عن قدرات تمثيلية هائلة تضيفها الفنانة الجميلة على مسيرتها كمغنية متميزة.

أما المفاجئة الثانية فكانت أمينة خليل التي تألقت بأداء سهل ممتنع بدور نازلي وسيشكل لها هذا العمل دون شك نقلة نوعية هي الأخرى في مسيرتها الفنية كممثلة، إن عرفت كيف تحافظ على إنتقاء أدوراها ومستوى الأعمال التي ستشارك فيها مستقبلاً دون أن تقع في فخ الإنتشار على حساب نوعية الأدوار.

كما برعت مي الغيطي بتقديم دور الفتاة الشابة الغرة الساذجة، التي تنبهر بعلي منذ النظرة الأولى وتحبه من طرف واحد، وتسعى للتقرب منه من خلال الإستعانة به لتعليمها القراءة والكتابة، في الوقت الذي يستغلها علي ليشغل وقته وفكره بعد زواج نازلي من مراد، ورغم أن دورها يعد ثانوياً لكنه ذو أهمية، لأنه محرك لبعض خيوط العمل الدرامية لذا كان من الضروري أن يتم إختيار من ستمثله بدقة، وفي الحقيقة وفق المخرج في إختياره لجميع أبطال العمل.

جراند أوتيل من إخراج محمد شاكر خضير، مدير تصوير تيمور تيمور، ورؤية سيناريو وحوار تامر حبيب، موسيقى تصويرية أمين بو حافة. ولا ننسى الإشادة بفريق عمل شركة Beelink بقيادة المنتج المنفذ محمد مشيش الذي يقدم للعام الثاني على التوالي خلطة درامية بنكهة مختلفة عن السائد، وبمستوى إنتاج يرقى للعالمية.