تشو

تشو يونغوانغ ابتكر نظام كتابة جديدة للغة الصينية باستخدام الحروف اللاتينية مما سهل استخدام اللغة في جميع أنحاء العالم

توفى اللغوي الصيني الشهير تشو يونغوانغ، والملقب بأبو الكتابة الصينية اللاتينية "بينيين" عن عمر 111 عاما، بعد نجاحه في ابتكار نظام كتابة جديد جعل اللغة الصينية أسهل تداولا.

وأسس يونغوانغ نظام كتابة حوُل الرموز الصينية إلى كلمات باستخدام حروف من الأبجدية اللاتينية.

وعمل تشو مع لجنة الحزب الشيوعي ثلاث سنوات متواصلة لتطوير نظام كتابة بينيين خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي.

وغير هذا النظام من طريقة تعليم اللغة الصينية وساهم في رفع معدلات إجادة القراءة والكتابة في البلاد، فقبل تطبيقه كان 85 في المئة من السكان لا يجيدون القراءة.

ولد تشو، عام 1906 في حقبة حكم أسرة تشينغ الامبراطورية، وأصبح في وقت لاحق من أشد المنتقدين للحكم الشيوعي في الصين.

وتوفي في بكين، اليوم السبت بعد يوم واحد من احتفاله بعيد ميلادة، بحسب ما أوردته وسائل إعلام صينية.

اللغة الصينية

قبل ابتكار نظام بينيين الجديد عانى 85 في المئة من الصينيين من الجهل بالكتابة والآن يجيد كل السكان تقريبا كتابة النظام الجديد

عاش تشو فترة من شبابه في الولايات المتحدة، عمل خلالها مصرفيا في حي المال والأعمال في نيويورك وول ستريت.

وعاد إلى الصين مرة أخرى بعد انتصار الشيوعية وسيطرتها على البلاد، عام 1949، لتوكل إليه فيما بعد مهمة تطوير اللغة الصينية ووضع نظام كتابة جديد باستخدام الأبجدية اللاتينية.

وقال في لقاء مع بي بي سي عام 2012 "أمضينا ثلاث سنوات في تطوير نظام كتابة بينيين. كنا مثار سخرية الناس لأننا استغرقنا كل هذا الوقت للتعامل مع 26 حرفا فقط".

ومنذ ظهور النظام الجديد أصبح هو المعتمد والأوسع انتشارا في الصين والعالم، رغم أن الكثير من الصينيين خاصة في هونغ كونغ وتايوان مازلوا يستخدمون نظم بديلة.

ويستخدم نظام بينيين في كتابة الحروف الصينية على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، ما دفع البعض للخوف من استبدال الحروف الصينية تماما في نهاية الأمر.

وأنقذ الإنجاز اللغوي الكبير تشو من الاضطهاد إبان حكم الزعيم الصيني ماو زيدونغ.

ومع ذلك فقد أرسله النظام إلى الريف فيما بعد ليدخل مرحلة إعادة التأهيل خلال ثورة ماو الثقافية.

لقاء تليفزيوني

الصين دشنت برنامج تليفزيوني بعنوان، بطل الحروف، للترويج لنظام الكتابة الجديد ونشره بين الصينيين

وخلال السنوات الأخيرة تحول إلى انتقاد السلطات الصينية، وكتب عددا من الكتب، ظل معظمها محظورا على التداول.

وقال في مقابلة عام 2011 مع موقع NPR الامريكي انه يأمل انه يعيش طويلا لرؤية السلطات الصينية تعترف بخطأ حملتها الدموية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية في ميدان تيانانمين، عام 1989.

وقال "الناس العاديين لم يعودوا يعتقدون في الحزب الشيوعي، والغالبية العظمى من المثقفين الصينيين كانوا في صف الديمقراطية".