"إيلاف" من القاهرة: خصمت الفنانة ياسمين عبد العزيز من رصيد نجاحها بعودتها الضعيفة للدراما التليفزيونية بعد 15 عاماً من الغياب. حيث ظهرت لآخر مرة بالتليفزيون في مسلسل "إمراة من زمن الحب" مع الفنانة سميرة أحمد في واحدٍ من أنجح أعمالها الدرامية على الإطلاق.

ربما تكون المشاكل التي واجهتها في التحضيرات وتغيير قصة العمل لأكثر من مرة، لدرجة أن بعض الحلقات لم يتم الانتهاء من كتابتها حتى الآن، قد ألقت بظلالها على المستوى الفني للمسلسل ككل. فضعف السيناريو برز منذ الحلقات الأولى. 


ويمكن القول، أن "عبد العزيز" التي تعد صاحبة أعلى إيراد لأفلام المرأة في القرن 21 بفيلمها الأخير "عصمت أبو شنب"- الذي تجاوزت إيراداته 20 مليون جنيه- غير موفقة درامياً على الإطلاق.

يبدأ العمل بمطاردة داخل السيارة تنتهي بها في المستشفى وهي فاقدة للذاكرة، وفي كل حلقة نشاهد تقمصها لشخصية محددة تعيش ظروفها، في بيئات متفاوتة إجتماعياً.

وفيما يلاحظ طول مشهد المطاردات نسبياً في المسلسل الكوميدي، يبقى الأهم بأنها فرضت نفسها على جميع المشاهد تقريباً من بداية الحلقة وحتى نهايتها، فيصعب أن تجد مشهداً بدونها. فياسمين التي اعتادت على كوميديا السينما لم تدرك أن طبيعة التليفزيون مختلفة وأنها لا يمكن أن تبقى قادرة على إضحاك الجمهور لأكثر من 30 دقيقة يومياً على مدار 30 حلقة.

"عبد العزيز" فرضت نفسها على الأحداث، لدرجة أن مصطفى خاطر نجم مسرح مصر فقد بريقه في المسلسل، بينما جاءت "(المؤثرات الكوميدية بالعامية-الايفيهات)" التي تقال والأفكار التي يعالجها المسلسل بإطار كوميدي مستهلكة. وغلب على أدائها في الشخصيات الإنفعال المبالغ فيه، وهو ما ظهر بحلقة البحث عن عريس، وحلقة الفتاة التي كانت تستعد لزفافها وتعرضت لسرقة هاتفها المحمول، فافسدت المبالغة في الأداء متعة المشاهدة، وبدلاً من أن تتسبب في إضحاك الجمهور خلقت حالة من النفور لدى المشاهدين.

وعليه، فإنه من المرجح أن "عبد العزيز" لن تخوض السباق الدرامي مجدداً، أفله في العام المقبل. فنجمة السينما ستدرك أن التليفزيون ملعب مختلف بشكلٍ كامل. ولا بد لها أن تتعامل بمعطياته، فإسمها وحده ليس كافياً على إنجاح العمل، ولا تكفي الدعاية الجيدة في شوارع مصر، وعرض العمل في مواعيدٍ مميزة على شاشة تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة للإبقاء على الجمهور متابعاً لعمل يفتقر لمقومات النجاح في بيئة تنافسية عالية.

وفي النهاية، لا بد لـ"عبد العزيز" أن تدرك بأن عملها لم يكن على قدر التوقعات، وهو ما يظهر بوضوح في تراجع أعداد متابعي العمل على YouTube. فالحلقة الأولى التي شاهدها أكثر من مليون و800 ألف شخصاً هي الأعلى من بين باقي الحلقات التي شهدت تراجعاً ملحوظاً في المشاهدة. فالحلقة الخامسة حصلت على نسبة أقل من 800 ألف شخص رغم عرض الحلقة السادسة على YouTube مساء أمس. وهو ما يعني أنها خسرت على الأقل نصف جمهورها.