تعاني المدارس الحكومية في الأردن من عدم تنظيم تدابير الوقاية من الإنفلونزا المكسيكيّة، بعكس المدارس الخاصة، حيث تم في هذه الاخيرة ايجاد تدابير احترازية مشددة لتنظيم والحد من انتشار العدوى بين الطلاب في الاردن، كذلك يتم الحديث عن تزويد اللقاح المضاد للانفلونزا المكسيكيّة قريبًا في الاردن غير أنّ الحصص لن تكون متساوية للجميع، كما توقعت وزارة الصحة تسجيل المزيد من الإصابات خصوصًا مع بداية موسم الخريف والشتاء وارتفاع أعداد المصابين بهذا الفيروس لانه ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي.
رانيا تادرس من عمان : مع اقتراب موسم الشتاء يحتل موضوع الإنفلونزا المكسيكيّة اهتمامات الساحة الصحية والتربوية في الأردن، خصوصًا في ظل توقعات بزيادة انتقال الفيروس وزيادة عدد الإصابات بسبب برودة الطقس، حيث تخف مناعة الجسم مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالبرد وأنواع الإنفلونزا المختلفة .
وتجسّد اهتمام وزارة الصحة الأردنية بتعزيز الإجراءات الوقائية في المدارس لأنها بيئات مغلقة تسهّل انتشار هذا الفيروس الذي أصاب وفق آخر إحصاءات رسمية نحو 157 طالبًا من مجموع الحالات التي سجلت منذ انتشار المرض .
وحول الإجراءات الحكومية والتدابير التي تطبق في المدارس بشقيها الخاص العام يقول مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي في حديث لـquot;إيلافquot;، إنه quot;تم تزويد مدارس المملكة كلها بنشرات توعية حول المرض أعراضه وكيفية الوقاية منه، وكذلك الصف الذي تكتشف فيه أي حالة يتم منحه إجازة وإجراء فحص شامل لكل طالب في هذا الصف إضافة إلى حملة التعقيم التي تنفذ فيه .
ولم يخفِ الدكتور حقيقة quot;توقعات وزارة الصحة بتسجيل المزيد من الإصابات خصوصًا مع بداية موسم الخريف والشتاء وارتفاع أعداد المصابين بهذا الفيروس لانه ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي .
ووزعت وزارة الصحة نشرات توعية تضمنت أعراض المرض وهي عبارة عن السعال الشديد والعطاس وارتفاع الحرارة، وألم في العضلات والتقيؤ والإسهال.
وتضمنت تلك النشرات نصائح الوقاية والمتمثلة بالابتعاد عن المجتمعات المغلقة والتقبيل ، وضرورة غسل الايدي بالمياه والصابون أكثر من مرة عند ملامسة أسطح تكون ملوثة برذاذ هذا الفيروس، وكذلك استعمال المناديل الورقية عند السعال.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر تربوية خاصة لـ quot; إيلاف quot;فضلت عدم ذكر اسمها أن تدابير المدارس الحكومية متواضعة جدًا خصوصًا في المحافظات وما ينشر في وسائل الإعلام المحلية هو مضلل وعكس الواقع تمامًا .
وأشارت تلك المصادر أن quot;الكثير من المدارس لا يوجد فيها ماء وصابون حيث لا توجد مخصصات مالية لشرائها .وما يحدث واقعيًا كما تقول تلك المصادر إن quot;الطلاب يستعملون موادًا معقمة ومناديل معطرة مما خلق حالة تذمر لدى الكثير من العائلات الأردنية محدودة الدخل .
وتضيف المصادر أن quot; المدارس الحكومية لا توجد فيها عيادات ولا طبيب للكشف عن الطلاب في حال ظهور أعراض المرض.
والمدارس الحكومية تخلو من إمكانيات طبيبة للكشف عن تلك الحالات بعكس المدارس الخاصة التي في حال ظهور أي أعراض على أي طالب يتم تحويله إلى عيادة المدرسة للكشف عليه وترقب حرارته وإبلاغ عائلته، وكذلك يتم منع دخوله إلى المدرسة إلى حين أجراء الفحوصات اللازمة وشفائه ولو كان التشخيص رشح عادي يتم وضع كمامة وفق ربى مجدوب أم لأطفال يدرسون في مدارس خاصة.
وتعتقد مجدوب أن quot; إجراءات المدارس الاحتزارية والرقابية الخاصة شديدة وقوية جدًا، حيث أن إدارات المدارس تشترط وجود مواد التعقيم والمناديل المعطرة والورقية التي تستخدم بعد انتهاء كل حصة وقبل وبعد فترة الاستراحة وتناول الطعام .
فيما اعتبر أستاذ المناهج والتدريس في كلية العلوم التربوية عمان الدكتور عودة أبو سنينه أن إجراءات وزارتي الصحة والتربية في المدرسة لا تزال دون المستوى المطلوب، إذ يعتقد أن قرار العودة إلى المدارس كان من أساسه خطأ وكان من المفترض تأجيل المدارس بعد انتهاء موسم الشتاء .
ويقترح على المدارس لضمان التقليل من الإصابات والسيطرة على قدر الامكان لانتشار هذا الفيروس رفع مستوى النظافة. وكذلك ضرورة وضع الصابون السائل في دورات المياه، مستدركًا انه من الضروري وضع مساحات حرارة لقياس حرارة الطلاب عبر كوادر المختبر الموجودة في المدارس أو توفير طبيب
ومن الخطوات الضرورية التي على الطواقم التدريسية كما يرى الدكتور أبو سنينه quot;ضرورة التواصل مع عائلات الطلاب وإبلاغهم بأي أعراض قد تظهر على أبنائهم .
ودعا كذلك أهالي الطلاب الى ضرورة توفير أغذية التي من شأنها زيادة المناعة في الجسم . وبخصوص اللقاح فانه سيكون محتكرًا من قبل وزارة الصحة الذي من المتوقع وصوله نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأولوستكون حصة الأردن نحو مليونين و250 ألف لقاح.
وحول آلية التوزيع يؤكد الدكتور البلبيسي انه تم وضع خطة وطنية للتطعيم ضد أنفلونزا المكسيك، إذ ستكون الفئات المستهدفة الحجاج خصوصًا أن موسم الحج ينطلق نهاية نوفمبر . وكذلك الفئات التي تعمل في مهن حساسة كالسائقين والكوادر الطبية والدفاع المدني ،إضافة إلى الأطفال والحوامل .
بدورها ، لم تستعبد الدكتورة الصيدلانية تماضر محادين أن الضجة التي رافقت هذا المرض أثارت مخاوف المواطنين من اجل تسويق بعض أنواع الأدوية العلاجية لهذا الفيروس .
وتدلل على هذا السيناريو الإقبال المتزايد من قبل المواطنين بكل فئاتهم على لقاحات جديدة وصلت المملكة في تركيبتها ما يمنح الجسم مناعة ضد أنفلونزا المكسيك والطيور والعادية .
لكنه في الوقت ذاته لم تخفِ قلق المواطنين وخوفهم من اخذ اللقاح الجديد خصوصًا أن أعراضه الجانبية لا تزال غير معروفة وترى أن الناس سيكونون حقل تجارب لتلك اللقاحات .
فيما يؤكد الدكتور البلبيسي إن quot;منظمة الصحة الحالية ما تزال تجرى أبحاثًا على الآثار الجانبية ومضاعفات هذا اللقاح حيث انه سيتم تزويد المواطنين بكل تفاصيله خصوصًا انه تم استخدامه من قبل دول مثل أميركا وأوروبا .
ويذكر أن لقاحات إنفلونزا المكسيك ستكون حكرًا على وزارة الصحة إذ لن يسمح للصيدليات أو القطاع الطبي الخاص استيرادها وكذلك لن يتم تطعيم طلاب المدارس خلال الدفعة الأولى من اللقاحات .
التعليقات