وفي رؤية توقظ الاستنارة الأخلاقية وتدفع بنا الى التحول بالقوة وايقاظها للعمل الحق يطل كتاب quot;فلسفة العدالة في عصر العولمة quot; للاستاذ بومدين بوزيد ليطرح العدل كضرورة دائمة للبحث ولإعادة البحث في مفاهيمه ومضامينه طالما أن المجتمعات في حركة دائمة، تتطور أشكالها بتطور العلوم والتقنيات الإنسانية. ويرى بعض الفلاسفة انطلاقا من هذه الضرورة، أن هذا القرن بالذات هو quot;قرن الفلسفة السياسية والأخلاقيةquot;. فهل تتحقق العدالة بالعنف ؟ او هل تتحق العدالة بأساليب غير عادلة؟ أسئلة كثيرة ربما تطال الانسان في وجوده وكينونته يحاول الكاتب الاجابة عنها منطلقًا من التراث ومحاولا ان يعبر التاريخ ليؤصل العدالة كمفهوم ، فلدى المفكر العربي في هذا الموضوع- كما يقول - تراثا من البحوث والدراسات، فـ quot;في عالمنا العربي - الإسلامي نجد أن العدل، سواء بمضامينه الأخلاقية والدينية أو السياسية والاجتماعية يشكّل رأس القيم بل جوهرها..quot;، وقد تناولته بعض الفرق الإسلامية كالمعتزلة، وتناوله ابن خلدون، والفارابي وابن رشد وغيرهم. كما أنه لا بد من الاطلاع على مضامين أخرى فلسفية وفكرية غربية تتناول العدلquot;، وquot;الاستفادة من quot;نظرية العدلquot; للفيلسوف الأميركي جون راولزquot;، والرجوع إلى آراء أفلاطون وأرسطو، وكانط وفلاسفة quot;الأنوارquot;.
مروة كريدية ndash; إيلاف: في عصر أمسى فيه العنف quot;ممنطقًا quot; و معقلنًا quot; ، وفي وقت أصبحت فيه لغة العنف هي السائدة بالمجتمعات البشرية ، نجد أنفسنا مطالبين بالاستنارة المعرفية للاضفاء على الوجود معنى واستراتيجية فاعلة من أجل العدالة ، و مع بروز مفهوم الدولة المدنية الحديثة والتضييق في الحريات والاستبداد، يبقى موضوع العدل من المواضيع الأساسية المطروحة أمام مفكرينا وفلاسفتنا وحركاتنا الاجتماعية والسياسية على حد سواء .
يحتوي الكتاب على مقالات لثلاثة عشرة أستاذا وباحثا من قسم الفلسفة في جامعة وهران، تتحدث عن quot;رؤى فكرية ونظرية لقضايانا العربية والإسلامية اليوم، مع التركيز أيضا على فهم فلسفات العدالةquot;، وتتطرق إلى المواضيع التالية: quot;سؤال العدالة وحفريات المفهومquot; ويبحث في تطور مفاهيم العدالة عبر التاريخ وفي طرق ممارستها. وquot;الأخلاق وثلاثية العدل الذهبية عند بول ريكورquot; الذي يلخص العدالة بـ quot;العيش الجيد مع الآخرين ولأجلهم في مؤسسات عادلةquot;. وquot;العدالة في فلسفة أفلاطون بين المفهوم الأخلاقي والمفهوم السياسيquot;، ويبحث في تداخل هذين المفهومين. وquot;عدالة الدولة عند أفلاطونquot; الذي يرى quot;أن السياسة تعني العدالة في المدينة، كما أن الفضيلة تعني العدالة عند الفردquot;.
وquot;الفارابي ومسألة العدالةquot; في تصوره للمدينة الفاضلة. وquot;العدالة في الفلسفة الإسلاميةquot;، لأن العدل quot;مبدأ من المبادئ الأساسية في الإسلام وهو فضيلة باعتبار مقابلته لرذيلة الظلمquot;. وquot;نظرية العدالة عند جون راولز quot;الذي يناقض الفلسفة النفعية، ويقترح مذهبا quot;يكون فيه التعاون الاجتماعي في الدرجة الأولىquot;. وquot;إشكالية العدالة في فلسفة تشومسكيquot; الذي quot;يرى أن تحقيق العدالة تبدأ من القضاء على الظلم وممارستهquot;. وquot;إشكالية العدالة البراغماتية الجديدة بين لهث الخطاب وتلفظات الواقعquot;. وquot;العالم العربي وأزمة خطاب عولمة القيم بين إفرازات الأحادية الليبرالية واستشراف قيم quot;ما بعد النهاياتquot;.
وquot;نحو مفهوم سلعي للعدالة وهي دراسة في طرق الفصل في المنازعات الاقتصادية الدولية في ظل العولمة واقتصاد السوقquot;. وquot;دول العالم الثالث هاجس الاستقرار الداخلي ومستقبل الحريات الفرديةquot;. وquot;العدالة الاجتماعية في الجزائر: من العدالة السياسية إلى العدالة بالعنفquot;.
التعليقات