شريط فيديو مجتزأ إلتقته كاميرا هاتف أثار لغطًا وصخبًا في quot;14 آذارquot;
جنبلاط يعتذر من حلفائه الموارنة والسنّة: لم أقصد الإساءة

إيلي الحاج من بيروت: قدم رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط إعتذارًا في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر اليوم الأربعاء عن كلام صدر عنه وتسرب جزء منه في فيديو إلتقط بهاتف نقال، وذلك خلال زيارته للمرجع الروحي الدرزي الشيخ محمد جواد ولي الدين قبل أكثر من شهرين. قيادات قوى 14 آذار/ مارس السنية والمسيحية حاولت في البدء تجاهل الموضوع وعدم التعليق عليه أو التخفيف من شأنه لكنه أُقحم بقوة في سوق المزايدات الإنتخابية مما دفع الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع إلى إعلان رفض كلام جنبلاط واعتباره في غير مكانه وزمانه ولا يجوز بين حلفاء، بينما اكتفى رئيس حزب الأحرار دوري شمعون بالقول إن ما صدر عن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي هو من نوع quot;كلام ليل يمحوه النهارquot;. في حين طالب أحد نواب كتلة quot;المستقبلquot; عزام دندشي باعتذار من أهالي عكار الذين قال جنبلاط في الشريط إن quot;المستقبلquot; استقدم ألف شاب منهم إلى بيروت ولم يصمدوا نصف ساعة في وجه مسلحي quot;حزب اللهquot; وحلفائه يوم 7 أيار/ مايو الماضي في بيروت.

ولكن لوحظ أن رسالة جنبلاط كانت موجهة خصوصًا إلى الطائفة المارونية ولا سيما بطريركها نصرالله صفير، معتذرًا تحديدا عن عبارة quot;جنس عاطلquot; وردت في حديثه، موضحاً أنه لم يقصد الإساءة إلى هذه الطائفة ومشيداً بعطاءات أبنائها في التاريخ اللبناني والعربي والحاضر. علماً أن رد الفعل كان اختلف بين الحلفاء السنة والموارنة في قوى 14 آذار/ مارس على مضمون الشريط المسرّب ، إذ أعطى رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري توجيهات إلى الأركان والمسؤولين في التيار ووسائل الإعلام التابعة له بعدم الرد أو التعليق على كلام جنبلاط ، فكان موقف دندشي استثنائيًا، ربما لأنه ليس عائداً إلى مجلس النواب على لائحة quot;المستقبلquot; العكارية. وقال دندشي إن quot;شباب عكار لا تنقصهم العزيمة والقدرة والشجاعة والبأس. وهم لم ينزلوا الى بيروت بسلاحهم لمقاتلة عدو، ولم تطلب منهم قياداتهم السياسية ذلك، بل نزلوا عزلاً لمقاومة شغب متوقع من أخ ضل وتجبّر وحماية لمؤسسات مدنية وتربوية وثقافية واعلامية لمؤسسة الحريريquot;.

وبعدما كان جنبلاط أبدى في اليومين الأولين إثر التسريب رغبة في التزام الصمت وعدم التعليق، أقنعه حلفاؤه في 14 آذار بأن المسألة يبدو أنها تكبر ولا تصغر بسبب الموسم الإنتخابي الذي تستخدم فيه كل الوسائل ، وبالتالي من الأفضل له ولجميع المنضوين في تحالف الأكثرية أن يصدر إعتذاراً لسحب الموضوع من التداول، وهكذا كان.

مؤتمر جنبلاط

ومما قال جنبلاط في مؤتمره الصحافي في دارته في كليمنصو : quot;بعد استشارات كثيفة مع الشيخ محمد جواد ولي الدين الذي ساءه التسريب الذي حصل خلال خلوته، وبعد اتصال من قبل الشيخ أمين الصايغ الذي طلب توضيح ما جرى وكان جزءا من حديث طويل، وانسجامًا مع ما اكنه للبطريرك صفير، الذي معه عقدنا مصالحة الجبل عام 2001 ، والذي معه عقدنا التواصل واعترضنا على التمديد، والذي كان الساهر الاول على quot;ثورة الأرزquot; وعدم المجازفة بعملية انتخاب الرئيس إذ فضل الثلثين على النصف زائد واحد، والى غيرها من المحطات المشرقة، اتمنى من البطريرك صفير ومن سائر الموارنة ان يعتبروا ان الكلمة المسيئة والمهينة التي استخدمتها والتي اجتزئت من حديث طويل عن حالات الانعزال لم تكن الا لتصف الحالة التي تتسبب بها الانعزالات. أتمنى من غبطته ومن خلاله من سائر المواطنين أن يعتبروا أن الكلمة المسيئة والمهينة التي استخدمتها والتي اجتزئت لم تكن إلا لتصف هذه الحالات الانعزالية المرضية الموجودة لدى كل الطوائف لمعالجتها ، ولا بد من استئصال هذه الحالات.

أضاف:quot; وكنت أعبر على طريقتي عن عملية اختيار المرشحين ولا سيما في صفوف 14 آذار، حيث طغى اللون الحزبي وهذه الانتقائية تتمثل ايضا في الفريق الاخر الذي ايضا لا يعطي للاعتدال مسيحياً كان ام مسلماً اي اعتبار. وكانت آخر ضحية عزوف الأستاذ نسيب لحود عن الترشح، وهذه العملية لا تتمثل في 14 آذار وحدها بل في الفريق الآخر أيضاquot;. ورأيناها من جزين إلى عكار . وحديثي في السياسة لم يكن في اي لحظة عن العرق او الطائفة، ففي كل منها اخيار او اشرار ولست بحاجة للتذكير بكبار من الطائفة المسيحية من الاعلام في الادب والسياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات. وأشاد بتاريخ العظماء من الموارنة أمثال البساتنة وشمعون راجيا أن يكون حديثه الآن كافيا لمحو الاساءة غير المقصودة التي حاول البعض تسريب جزء منها عبر الاعلام، مطالبا بوعي خطورة المرحلة التي نحن فيها الآن وخصوصا بعدما تم التوافق على الهدوء على الساحة الداخلية. وقد حاول بعض الاعلام التذاكي من اجل سبق صحافي كنا في غنى عنه وأطلب من بعض الاعلام ان نعي خطورة المرحلة وان نسعى إلى ترسيخ التهدئة وصولا الى المصالحات.

القصة في الأساس

وكانت محطة quot;الجديد بثت قبل أيام الشريط المسجل على فيديو هاتف خليوي للقاء جنبلاط والشيخ ولي الدين وعدد من المشايخ، والذي انتقد فيه رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; عددا من حلفائه المسيحيين والنائب الحريري والدكتور جعجع، على خلفية تشكيل لائحة الشوف الانتخابية والصدامات العسكرية في الجبل مع quot;حزب الله.quot; وقال إن المسيحيين وبعض السنّة كانوا يتمنون صدام الدروز مع الشيعة. وبدا في الشريط المصور الذي يستمر دقائق قليلة أن جنبلاط كان يعلق على انفتاح بريطانيا على quot;حزب اللهquot; والولايات المتحدة على إيران، وتناول علاقة الدروز بالشيعة في لبنان، قائلاً إن quot;العداء مع الشيعة ليس له لزومquot; . أما عن الانتخابات البرلمانية المحددة في7 حزيران / يونيو المقبل، فقال إنها quot;لن تغير شيئاً جوهرياًquot;. وبدا من الحديث، أن الجلسة حصلت قبل الاتفاق على تشكيل اللوائح الانتخابية، إذ كان الزعيم الدرزي يهدد بإقفال لائحة الشوف من دون رئيس الأحرار شمعون، والنائب السابق مستشار الحريري غطاس خوري .

وفي سعيه إلى احتواء الإنتقادات والأضرار قام جنبلاط في الأيام الماضية بثلاث خطوات ، في أولاها أوفد الوزير وائل أبو فاعور الى مقر البطريركية في بكركي، حيث أبلغ البطريرك صفير ان الشريط المصوّر اقتطعت منه أجزاء يتناول فيها جنبلاط بالنقد الى جانب حلفائه، فريقه الحزبي أيضا، ويؤكد فيه تحالفاته . وأوضحت مصادره ان البطريرك أبدى تفهمه لما سمعه من أبو فاعور، الذي أكد للبطريرك صفير quot;التمسك بالخيار الاستقلالي وبتحالف قوى ١٤ آذار الذي حقق انجازات كبيرةquot; .

وفي الخطوة الثانية صدر بيان عن الحزب التقدمي الإشتراكي برر كلام جنبلاط quot;بمرحلة تشكيل اللوائح الانتخابية التي شهدت تجاذبات وتوترات فرضتها طبيعة المرحلة، والحرص على عدم الانجرار مجدداً الى الفتنة المذهبية. كما أنه يؤكد ضرورة قطع الطريق على كل أشكال الانعزال والتطرف والانغلاقquot; . أما الثالثة فكانت توضيحا من النائب مروان حماده الذي دافع عن رئيس كتلته الذي quot;وقف مرة ضد حلفاء الأمس وأحيانا ضد حلفاء اليوم تفاديا للوقوع في فتنة داخليةquot;. وقال: quot;منذ نحو شهر كان وليد بك في اجتماع مع مشايخنا الأجلاء عند سيدنا الشيخ أبو محمد جواد، أطال الله بعمره. وكانت هناك مصارحة ودردشة وأسئلة وأجوبة حول أوضاعنا في مرحلة كانت اللوائح تتألف ويتجاذب من خلالها وحولها الكثير من القوى السياسية، وقد رافقت ذلك بكل تمعن، لكننا فوجئنا عبر إحدى الوسائل الاعلامية بنشر تقرير مأخوذ من مقتطفات مجتزأة من كلام للأستاذ وليد جنبلاط تبادله مع مشايخنا الأجلاء، وبتسجيل مأخوذ بالهاتف. أرادوا من خلال ذلك الإمعان في محاولة بث الفرقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحلفائه في حركة ١٤ آذار، وأكثر من ذلك محاولة بث الشكوك بين أعضاء اللائحة الواحدة الموحدةquot;.

وكان كلام جنبلاط المسرّب مضافًا إليه تواصله مع رئيس حركة quot;أمل quot; ومجلس النواب بري وامكان قيام تبادل أصوات وخدمات في البقاع الغربي، عزز القلق لدى جمهور ١٤ آذار وخصوصا جمهورquot; تيار المستقبلquot; حيال جنبلاط. وكان الوزير أبو فاعور الأكثر تعبيرا عن مدى القلق الذي ينتاب جمهور quot;المستقبلquot; في المنطقة من المواقف الحالية لجنبلاط، فحاول في كلمته خلال إعلان اللائحة أمس ان يبدد هذا لقلق ويطمئن جمهور المستقبل الى التزام حزبه وزعيمه التحالف والتعاون الانتخابيين مع الحريري. وأبلغ أبو فاعور النائب الحريري موقف جنبلاط quot;الحاسم والحازم في دعم كل أعضاء اللائحةquot; . وفي المقابل استطاع رئيسquot; تيار المستقبلquot; تبديد قلق بعض كوادره من المواقف الحالية لجنبلاط، مؤكداً أن quot;لا داعي للقلق لأن الأخ وليد ملتزم اللائحة ولا وجود لأي تحالف تحت الطاولة مع حركة أمل وحزب اللهquot;.