بيروت: رأى محللون ان المتغيرات الاقليمية والداخلية وابرزها الانفتاح الاميركي السعودي على دمشق وسيطرة حزب الله على بيروت عسكريا العام الماضي، دفعت الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى الانفصال عن قوى 14 اذار الممثلة بالاكثرية النيابية ويعتبر من ابرز قادتها.
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي quot;عندما اجتاح حزب الله بيروت في السابع من ايار/مايو 2008 لم تقم الادارة الاميركية السابقة الاكثر حماسا لقوى 14 اذار بشيء، فكيف بالادارة الجديدة التي بدأت الانفتاح على سوريا وايرانquot;.
ويران وسوريا هما الدولتان الداعمتان لقوى 8 اذار الممثلة بالاقلية النيابية وحزب الله اكبر اطرافها.
وبعد ازمة سياسية استمرت عاما ونصف العام بين الطرفين، جرت مواجهات دامية سيطر اثرها حزب الله على غرب بيروت وانتهت باتفاق الدوحة الذي سمح بانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور ستة اشهر في سدة الرئاسة الاولى.
ويضيف العزي ان quot;جنبلاط رأى ان ما حصل في السابع من ايار/مايو يهدد حزبه وطائفته فاراد حمايتهما وربما وجد من الافضل له القيام بهذه الخطوة الكبيرةquot;.
واعلن جنبلاط الاحد ان تحالفه مع الاكثرية quot;كان بحكم الضرورة الموضوعية ولا يمكن ان يستمرquot;، مؤكدا quot;وجوب اعادة التفكير بتشكيلة جديدةquot;.
وفيما بدا محاولة للتخفيف من وقع خطوته اوضح جنبلاط في احاديث صحافية نشرت الثلاثاء ان ذلك لا يعني انضمامه الى قوى 8 اذار وان موقعه الجديد هو الى جانب رئيس الجمهورية التوافقي ميشال سليمان.
ويرى العزي ان خطوة جنبلاط هي quot;ضربة معلم اداها ببراعةquot;.
ويضيف ان جنبلاط quot;جعل نفسه بيضة قبان. اذا وقف الى جانب قوى 14 اذار حافظت على اكثريتها النيابية واذا انضم الى قوى 8 اذار تتحول من اقلية الى اكثريةquot;.
ويتابع ان الزعيم الدرزي quot;وضع نفسه في موقع بات الكل يحتاجه فاي خطوة يخطوها منفردا تغير المشهد السياسيquot;، لافتا الى ان الزعيم الدرزي يقوم بذلك quot;تحت شعار المحافظة على السلم الاهليquot;.
ويرى المحلل السياسي مايكل يونغ ان جنبلاط اراد بانفصاله عن قوى 14 اذار quot;ان يصبح في موقع المحاور خصوصا لسورياquot; من دون ان يعني ذلك عودة دور النظام السوري الى ما كان عليه قبل 2005 عندما سيطر على لبنان لنحو ثلاثة عقود انتهت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
ويقول يونغ quot;اقليميا الخطوط باتت مفتوحة مع سوريا داخليا المشكلة الاساسية التي يخشاها الخلاف السني الشيعي، كما ان حجم المسيحيين اكبر من حجم طائفته الدرزيةquot; التي تعد من اصغر الطوائف الرئيسية في لبنان.
ويضيف يونغ ان جنبلاط quot;يدافع عن نفسه داخل التركيبة اللبنانيةquot;، موضحا ان quot;اطرافا مسيحية بدأت فتح خطوط على دمشقquot; في اشارة الى زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون حليف حزب الله والى انطلاق المصالحة بين حزب الكتائب المسيحي (قوى 14 اذار) مع زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية المقرب من الرئيس السوري بشار الاسد.
ويتوقع المحللون بان يتاخر تشكيل الحكومة الجديدة المكلف بها سعد الحريري منذ 27 حزيران/يونيو سواء تم عبر الصيغة او من خارج الصيغة التي كان قد تم التوصل اليها وتقضي بقيام حكومة من ثلاثين عضوا تتضمن 15 وزيرا للاكثرية وعشرة للاقلية وخمسة لرئيس الجمهورية.
وكان جنبلاط قد اعرب عن اعتقاده بان موقفه quot;لن يغير الصيغة الحكوميةquot; معبرا عن استعداده quot;لتسهيلquot; ولادتها.
ويرى العزي ان quot;هذه الصيغة انتهتquot;. ويقول ان quot;البحث عن صيغة اخرى يتطلب الحصول على موافقة اقليمية عليها مما يعني ان الوقت لتشكيل الحكومة سيطولquot; بدون ان يحدد مهلة زمنية.
ويضيف ان quot;جنبلاط حسن شروط مشاركته في الحكومة لكنه اضاف تعقيدا جديدا على تعقيداتهاquot; مشيرا الى quot;تعقيد اقليمي ظهر عندما توقف الكلام عن زيارة العاهل السعودي الى دمشقquot; فاصبح الموقف الاقليمي quot;غير مسهل اذا لم نقل يعقد التشكيلquot;.
بالمقابل يعتبر يونغ ان مواقف جنبلاط الاخيرة quot;ستوخر التشكيل لكنها لن تدفع الحريري الى الاعتذار او الى تغيير الصيغةquot;.
ويقول ان quot;الحريري انتصر في الانتخابات ولا يمكنه ان يسجل على نفسه خسارة تشكيل الحكومةquot;.
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة قد رد الاثنين على سؤال صحافي عن احتمال اعتذار الحريري بقوله quot;لا داعي اطلاقا للبحث باي موضوع يتعلق بالاعتذارquot;.
واضاف ان quot;مستجدات طرأت من المهم التعامل معها بهدوء والتشاور بشانها بما يؤدي الى معالجات حكيمةquot;.
وبدأ جنبلاط التمهيد لخطوته قبل اجراء الانتخابات النيابية في السابع من حزيران/يونيو الماضي والتي فازت بها الاكثرية بـ71 مقعدا مقابل 57 للاقلية.
وقد اكد في عدة مناسبات ضرورة وضع حد للانقسام العمودي بين قوى 14 و8 اذار السائد منذ اغتيال الحريري.
وداب رئيس مجلس النواب نبيه بري (قوى 8 اذار) على الاشادة بهذه المواقف حتى انه تساءل علنا خلال مفاوضات توزيع الحصص في الحكومة quot;مع اي طرف ستحسبون وزراء جنبلاطquot;.
التعليقات