أطل المشاهير في حفل "ميت بول" الشهير بأزياء ملوكية تتماشى مع سمة الحفل حيث تبارى مصممو الأزياء كما العادة على إبراز كل إبداعاتهم التي تجعل الرؤوس تسدير لكل من يمر على السجادة الحمراء.

يعتبر حفل ميت بول أكبر فعالية في تقويم صناعة الأزياء، ويُقام الحفل لدعم معهد الأزياء في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك من تبرعات المشاهير. وأفادت تقارير بأن سعر التذكرة لحضور الحفل الذي أُقيم هذا العام في الثاني من أيار(مايو) كان 30 الف دولار ولحجز طاولة كاملة 275 الف دولار. وكان ميت بول جمع العام الماضي 12.5 مليون دولار لمعهد الأزياء في المتحف. 

واستضافت حفل هذا العام كالعادة آنا ونتور التي أشرفت بنفسها على كل شيء من المقبلات الى قائمة المدعوين وما يرتديه الضيوف ، الى توقيت لحظة الوصول. وتكون ونتور تقليديا أول الواصلين فيما تكون بيونسي آخر العابرين على السجادة الحمراء الى قاعة الحفل. 

سجادة الصفقات

وكان مشهد السجادة الحمراء متميزا في حفل هذا العام لم تثقله ملهيات الترويج لأفلام معينة أو تسليط الأضواء على نجوم فائزين بجوائز. وفي حين ان الأزياء تكون في فعاليات أخرى المظهر الخارجي لصفقات جادة في الداخل فان حفل ميت بول ترجم فكرة السجادة الحمراء الى منصة بيع ضخمة. فالملبس في حفل ميت بول هذا العام هو الطلة الملوكية وما يرتديه الحاضرون هو السؤال الوحيد على الألسنة بعكس الفعاليات الأخرى التي تتركز فيها أسئلة الصحافيين على أعمال المشاهير الأخيرة أو القادمة. فالهدف هنا هو بلوغ قائمة الأفضل ملبساً. 

ولعل لفت الانتباه لا يقل أهمية عن الملبس نفسه. فالبروز والتميز بين 600 ضيف أو نحو ذلك من المشاهير والنجوم انما هو انجاز بحد ذاته. ولا يجدي الذوق الرفيع والأناقة المتواضعة بل التألق الباهر والبذخ في كشف أقصى ما يمكن كشفه وذيول الفساتين الطويلة والتزويقات الباهرة هي سيدة الموقف. كما يتطلب إخراج الحفل دراما من نوع آخر لا سيما وان على المدعوين ان يصعدوا درجات المتحف برشاقة. والمدعوات اللواتي يحافظن على جمال حركتهن وهن يجرن وراءهن ذيول فساتينهن الطويلة أثناء تسلق درجات المتحف يحصلن على علامات جيدة من الصحافيين المتربصين لهن بالمرصاد. وأي شيء لا يثير الاهتمام يضيع في الصور. لذا فان شناعة المظهر ليست بالضرورة مصدر إحراج وانتقادات.

ومعذور من ينسى في غمرة هذا الاستعراض ان الفعالية يُراد بها ان تكون ثقافية هي افتتاح معرض متحف متروبوليتان الربيعي. وكان من المعارض السابقة معرض مصمم الأزياء البريطاني الكسندلار ماكوين بعنوان "الجمال المتوحش". معرض هذا العام يستكشف الأزياء في عصر التكنولوجيا والعلاقة بين الأزياء والآلات. ويهتم المعرض بتقنيات الدقة ، من التطريز والتزيين الى تصاميم ايسي مياك الاستثنائية مرورا بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والفستان الذي صممه حسين شالايان من الألياف الزجاجية.

ونادرا ما يتكلل الجمع بين الموضوعات والأزياء بالنجاح ولهذا السبب كان حفل ميت بول ينتصر في أحيان كثيرة بتقديم مجموعة من المواد المثيرة لقوائم الأسوأ ملبسا حين يتصدى الضيوف ومصممو ملابسهم للتحدي المتمثل بتسويق صورتهم. 

وكانت قاعدة الملبس هذا العام هي الأبيض بالارتباط مع التكنولوجيا. ومن هنا شهدت السجادة الحمراء موجة من الطَّلات التي تظهر فيها المرأة بملابس تبدو معها وكأنها ماكنة ، اي بفساتين معدنية متلألئة ، من حورية البحر الأثيرية (فلورنس ويلتش بفستان من تصميم غوتشي) الى الدرع القوية على الجسم ـ بفضل فساتين من تصميم اوليفييه روستيغ ارتدتها سندي كروفورد وكيم كارداشيان وجوردان دان . 

العيون على ملابس مادونا وليدي غاغا

وارتدى كاني ويست سروال جينز ممزقا مع حذاء سويد. وتمكنت بيونسي من ان تبدو محتشمة في فستان من تصميم ريكاردو تيتشي. وتكفلت مادونا وليدي غاغا بأن يستمر الحديث عن ملبسهما أسبوعاً على الأقل متحمورا حول السؤال "ما هذا بحق السماء؟" وحرصت مادونا في سن السابعة والخمسين على ارتداء فستان يكشف عن ردفيها.
ولوحظ ان التصوير في داخل الحفل كان ممنوعا. وبذلك حُرم الجمهور من صور مشاهير يرقصون أو يرقصن في أجواء خاصة. 

وبعد ما راج العام الماضي عندما انهالت سولانج نولز بالضرب على جاي زد في المصعد من شائعات عن خيانته شقيقتها بيونسي فان الجمهور هذا العام لن يرى ما جرى وراء الستائر المذهبة. وكما نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن راعية الحفل آنا ونتور فان "عالم الأزياء يمكن ان يصنع حلماً ، فنتازيا.... انه نوع من المسرح". 

سارة جسيكا باركر بزي أشبه بملابس الرياضة
ظهرت نجمة مسلسل "الجنس والمدينة" سارة جسيكا باركر بزي أبيض أشبه ببدلة الرياضة ، علامة مونس ، مع قلادة كبيرة وحذاء مرصع بالمجوهرات.

يعرف المتابع الآن ان اللياقة المدنية هي الهدف الأسمى وليس النحافة. وهذا ما أثبتته أجسام نعومي كامبل ونيكول كيدمان وكندال جينر وكارلي كلوس في حفل ميت بول.

روستيغ وأزياء بقوة الدروع


جاء المصمم اوليفييه روستيغ ومعه عارضات ازيائه في فساتين أشبه بالدروع ليقدم عرضا من القوة والمهارة.
وحين يظن المرء انه شبع من رؤية الفساتين الصارخة تأتي لينا دنهام بفستان من تصميم جي كرو واليكسا تشونغ بفستان من تصميم تاكون وكلاهما لطيفان بلا تزويقات مثيرة. 

فستان الذيل العملاق 
صُممت درجات متحف متروبوليتان لتحدي الفستان ذي الذيل العملاق. وظهرت زوي سالدانا بفستان من تصميم دولتشة اند غابانا التا مودا يتألف من 20 الف ريشة في 27 لونا مختلفا وذيل يمتد 3 امتار استغرقت خياطته 970 ساعة. وتمكنت ايما واطسن وجنيفر هدسن من التعامل مع ذيل فستانيهما لدى صعود الدرجات بطريقة جيدة. 

صنع فستان كلير دين المتلألئ من الألياف الزجاجية المنسوجة اورغانزة تتوهج في الظلام. وصنع فستان كارولينا كوركوفا بالتعاون مع شركة آب بي أم للكومبيوتر من 150 صماما ثنائيا باعثا للضوء تغير الوانها حسب عواطف متابعيها على خدمة انستاغرام.

وارتدت جنيفر كونيلي واليسيا فيكاندر وميشيل وليامز احذية مريحة بلا كعوب عالية من تصميم لويس فيتون.

أما كاني يسن وكيم كارداشيان أظهرا ان لا فرق بينهما بعد ان ارتدى كل منهما لباسا من التزويقات البلورية دون تعبير على الوجه. وأثبتت وجوه جديدة مثل جيجي حديد وزين مالك انه حتى نجوم موسيقى البوب الدوليين يكونون في أسعد لحظاتهم عندما تُتاح لهم فرصة الظهور بمظهر الأبطال الخارقين رغم ان بريتني سبيرز وجاستن بيبر كانا سباقين في هذا المضمار.