إيلاف-لايف ستايل: نتيجة لتزايد ضغوط الحياة اليومية على نحو مفرط، أضحى التوتر جزءًا من حياتنا المزدحمة بالأحداث والتطورات بشكل كبير. وبينما سمع الكثيرون منا ربما عن هرموني التوتر "الكورتيزول والأدرينالين"، إلا أن هناك هرموناً ثالثاً يحد من الشعور بالتوتر، لكنه لا يحظى بشهرة الهرمونين السابقين نفسها ، ألا وهو هرمون DHEA، الذي يفرز بصورة طبيعية في الجسم، ويتسم بخواصه المهدئة والمضادة للشيخوخة، بما يساعد بصورة مباشرة على الحد من الشعور بالقلق والتوتر.

ويُفرَز ذلك الهرمون بشكل كبير في الغدد الكظرية لدى الرجال والسيدات، ويصل لأعلى مستوياته في سن الـ 30 عاماً تقريباً، ثم يبدأ في التناقص بعدها بصورة تدريجية.

ولفتت في هذا السياق خبيرة التغذية والتوتر، تشارلوت واتس، إلى أن الحديث يكثر عن الهرمونات التي يفرزها الجسم حين يتعلق الأمر بالطريقة التي يتم التعامل بها مع التوتر، موضحةً أهمية إعادة الجسم لحالة الهدوء والراحة بعد التعرض لنوبة توتر، نظراً لأن ذلك التوتر يستنزف قدراً كبيراً من الطاقة والعناصر الغذائية، ومن الممكن أن يتسبب بإلحاق كثير من الضرر بالصحة عبر الإلتهابات والأكسدة.

ويتألف هذا الهرمون الستيرويد من دهون ويتحرك بوفرة في كافة أنحاء الجسد ويتم إفرازه بداخل الغدد الكظرية، الأعضاء التناسلية والدماغ. ويحظى بعواقب بعيدة المدى في ما يتعلق بمساعدته الأشخاص على التعافي من نوبات القلق والتوتر.

وسبق أن لوحظ انخفاض مستويات هرمون DHEA لدى السيدات اللواتي يعانين قصورا بالغدة الكظرية، وظهر كأنه أعراض دالة على التعب، الألم والضعف والارهاق.

ارتباطه بالعمر البيولوجي

ومن الناحية الطبية، يعتبر هرمون DHEA مؤشراً رئيساً بالنسبة إلى السن والحالة الصحية. وثبت أن المستويات الصحية للهرمون توجد لمن تتشابه سنهم البيولوجية مع سنهم الحقيقية، كما أن انخفاض مستوياته يعني شعور الأشخاص بأنهم أكبر مما يبدون.

ويحظى الهرمون بعدة سمات وقائية من بينها المساعدة على مقاومة مرض السكري، الحماية من أمراض المناعة والمناعة الذاتية، تعزيز المناعة، الحماية من السرطان ومكافحة البدانة، وهو ما يجعله ذا امتيازات بالغة الأهمية بالنسبة إلى الجسم.

الرياضة والعلاقة الزوجية الحميمة
وبعيداً عن المكملات الصيدلانية التي تتوافر بالأسواق لزيادة مستويات الهرمون في الجسم، أوصت واتس بضرورة الاهتمام بتعزيز مستوياته بصورة طبيعية عبر الحمية الغذائية، وذلك عبر إدراج قدر كبير من الدهون الصحية في الطعام الذي يتم تناوله، التقليل من معدل السكر للحد الأدنى والاهتمام بإدراج البروتين في وجبة الإفطار.

كما شددت واتس على ضرورة الاهتمام ببعض الاعتبارات الخاصة بنمط الحياة من بينها: التواصل مع الأشخاص الذين يمنحونك الشعور بالسعادة والأمان، السماح لنفسك بقبول الرعاية والحنان، الشعور بالسعادة والضحك 5 دقائق على مدار 3 مرات يومياً، الاهتمام بممارسة التمرينات الرياضية بصورة يومية منتظمة، الاستمتاع بالعلاقة الزوجية الحميمة وكذلك الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة.