تعتبر فلافيا لوبيردي طبيبة العظام في سان خوسيه ان تركيب مفصل ورك للانسان لا يعني بالتالي نهاية المطاف بل يجب ان يراعي أمورا كثيرة من أجل حماية هذا العضو الاصطناعي والحفاظ عليه واذا ما التزم بتعليمات الجراح يصبح هذا الطرف مع الوقت وكانه طبيعي.

إيلاف- سان خوسيه:تقول الطبيبة فلافيا لوبيردي لمجلة طبية كما هو معروف يشكل مفصل الورك أكبر المفاصل في الجسم، ويكون على شكل كرة وهي رأس عظم الفخذ وصحن وهو جزء من عظم الحوض الكبير، وتغطي اسطح الكرة والصحن طبقة من الغضروف المفصلي والعضلات تسهل التحرك. والمفصل السليم يفرز كمية صغيرة من السائل دوره تزيت الغضروف ومنع الاحتكاك أثناء الحركة ان في المشي او الصعود او الجلوس. لكن ولأسباب كثيرة منها الكسور او التقدم في السن او لعوامل وراثية فان هذا السائل يجف مع السنين ما يسبب آلام هي نتيجة احتكاك وخشونة المفاصل ما يدفع الطبيب الى نصح المريض باجراء عملية تركيب مفصل ورك اصطناعي. 

أول مفصل من زجاج

وأول عملية تركيب مفصل ورك جرت في عشرينات القرن الماضي بزراعة صحن حوض مصنوع من الزجاج الا ان العملية بائت بالفشل مع ذلك واصل الأطباء بحوثهم لتطوير المفصل الاصطناعي وفي الستينات صنع جذع المفصل والرأس من معدن الستانليس ستيل والصحن من مادة البولي ايثييلين وفي عملية الثتبيت استخدم الجراحون مادة الاسمنت العظيمي. 
الا ان التطورات التقنية التي حدثت مؤخرا في صناعة الأطراف الاصطناعية جعلت الورك الاصطناعي لا يختلف في وظائفه عن الطبيعي، فهو يمكّن صاحبه حتى من ركوب الدراجة والرقص او ممارسة أية هواية افتقدها منذ إصابته بكسور في الحوض او تفتت الغضروف في عنق الفخذ بسبب تقدم السن، والحديث اليوم عن جهاز بسيط وغير معقد وهو مفصل ورك اصطناعي لا يختلف من حيث المبدأ عن الورك الاصطناعي المتعارف عليه لكن الفارق ان رأسه يتشكل من مسبار الكتروني يقوم بقياس كل احتكاك ينتج عن كل حركة صغيرة كانت أم كبيرة ان في المشي أو الصعود أو الجلوس. 

وحسب لوبيردي فانه بدأت بالفعل اليوم مصانع كثيرة في العالم بانتاج هذا الورك بعد التجارب الكثيرة عليه، فهو يرافق الانسان طوال حياته وسيكون حلا لكثيرين واجهوا بعد عشرة أعوام او أقل مشاكل لا يمكن كشفها بالعين المجردة لان هذه القطعة اصطناعية مزروعة داخل الجسم ويصعب تحديد أي مكان فيها هو المسبب للألم أو الضيق خاصة عند المشي لمدة طويلة او الانحناء.

الارتخاء بعد 15 عاما

وتذكر الطبيبة بان الورك الاصطناعي قد يبقى داخل الجسم حتى 15 عاما لكن مع مرور السنين يحدث في جزء منه نسبة معينة من الارتخاء او التفكك يتطلب إجراء عملية جراحية لزراعة مفصل ورك جديد. كما يجب عدم نسيان الأسباب الطبيعية منها استقلاب العظام مع تقدم السن او التلف الذي يؤثر بالتالي على حركته الميكانيكية نتيجة كثرة الحركة، وهذا يعني اصابة الانسان بألم عند قيامه بحركات تشكل عبأ على الجزء الاصطناعي، لكن هذا المسبار يمكنه ان يطيل عمر المفصل الاصطناعي لانه يزرع في الجزء الأعلى منه ويغلف بعد ذلك بالكرة التي تجلس في الصحن.

مسبار يسجل حركة الورك

ويعمل المسبار في داخل الجهاز بكرة صغيرة تستمد طاقتها للعمل من حقل مغناطيسي يحيط بها تسجل ردة فعل الورك مع كل حركة له، اي تحديد مكان الاحتكاك او الضيق لترسلها عبر موجة معينة لاسلكية بمساعدة سلك هوائي لاقط يثبت حول أعلى القدم الى جهاز كمبيوتر صغير برفقة المريض خارج الجسم ومنه الى الكمبيوتر الرئيسي في مختبر المستشفى الذي يحلل كل معلومة تصله ويخزنها، وهذا يمكن الطبيب في ما بعد من وضع لائحة لمريضه لتحديد الحركات التي يجب تفاديها او نوع الرياضة المفيدة له. 

زيادة الوزن تشكل خطرا على المفصل 

لكن رغم فوائد مفصل الورك المتطور فان على المريض مراعاة أمور كثيرة تلعب دورا مؤثرا على طول عمر المفصل الاصطناعي منها وزن الجسم. فعندما يمشي الانسان او يقف على قدم واحدة، يصبح وزنه ضعف وزنه الطبيعي في حال الجلوس او النوم وخمسة أضعافه عندما يركض وتسعة أضعافه عندما يتعثر في المشي وهذه معلومات لم تكن واضحة تماما في السابق، فأية حركة للجسم من هذا النوع تسبب مع الوقت ارتخاء للردف الاصطناعي، لكن الاهم من كل ذلك وجوب حفاظ المريض على وزنه او تقليله، فعندما ركّب له مفصل ورك كان وزنه على سبيل المثال 70 كلغ وعلى هذا الاساس وضعت معايير المفصل وبرمجته، لكن بعد أعوام قليلة زاد الوزن ليصل الى 78 او80 كلغ، عندها يصبح الضغط على المفصل الاصطناعي كبير جدا وبالتالي يحدث تراخي ولا يتم تزييت الغضروف الذي يبدأ بالجفاف ما يسبب احتكاك وخشونة المفصل وبالتالي احتكاك العظام على بعضها البعض.