القاعدة المقبولة عمومًا اليوم أن على الأم التي تريد إنجاب طفل أن تتوقف عن التدخين. إلا أن نتائج دراسة جديدة أوصت بضرورة إقلاع الأب أيضًا عن التدخين. إذ اكتشف فريق من الباحثين البرازيليين أن التدخين يضعف الحيوان المنوي للرجل، بحيث لا يكون قادرًا على تخصيب بويضة شريكته. 

إيلاف من لندن: كانت أبحاث سابقة أظهرت أن التدخين يرتبط بانخفاض عدد الحيوانات المنوية وتكسّر حمضها النووي أو ما يعرف أيضًا بالإجهاد التأكسدي. 

اختبارات على الفئتين
تأتي نتائج الدراسة الجديدة إضافة إلى كمّ من الأدلة التي تشير إلى أن خصوبة الرجل تتأثر بعوامل بيئية، بينها البدانة والتدخين وتعاطي الكحول والمخدرات والتلوث.

أجرى العلماء في جامعة ساو باولو الفيدرالية في البرازيل اختبارات لوظيفة الحيوان المنوي على 20 شخصًا لا يدخنون، نوعية حيواناتهم المنوية طبيعية، وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية. وأجروا الاختبارات نفسها على 20 مدخنًا. وكانت أعمار الفئتين تتراوح بين 20 و50 عامًا. وأخذ العلماء في حساباتهم عوامل، بينها حجم الحيوان المنوي، وتركيز الحيوانات المنوية، وحراكها، ونسبة الحيوانات المنوية الطبيعية. 

وقال العلماء "إن دراستنا تبيّن أن للتدخين تأثيرًا مضرًا بالجوانب الوظيفية للحيوان المنوي، وأن لدى المدخنين نسبة أدنى من الحيوانات المنوية ذات السلامة العالية للحمض النووي ونسبًا عالية من الحيوانات المنوية ذات التكسر المتوسط إلى مرتفع للحمض النووي في الحيوانات المنوية بالمقارنة مع غير المدخنين". ويحدث تكسر الحمض النووي في الحيوانات المنوية لعدد من الأسباب أهمها الاجهاد التأكسدي. 

دور النيكوتين
وقال الباحثون إن السجائر تحوي مزيجًا معقدًا من المكونات، الكثير منها ذات نشاط تأكسدي، مثل النيكوتين، التي تسبب الإجهاد التأكسدي، الذي يؤدي بدوره إلى تغييرات، بينها تكسر الحمض النووي داخل الحيوانات المنوية. 

والمعروف أن النيكوتين مؤكسِد مهم، ويتفاعل مع غشاء الحيوان المنوي، الذي يؤثر بدوره في سلامة الحيوان المنوي، مؤديًا إلى حدوث تلف بالحمض النووي في أحيان كثيرة.

كما إن احتمالات الميتوكوندريا (جسيمات تولد الطاقة في الخلايا) الخاملة جزئيًا أو الخاملة تمامًا تكون أكبر بين المدخنين. ويقول العلماء إن الميتاكوندريا ضرورية في الرجل لعملية التخصيب. 

تلف الحيوانات المنوية
حدد الباحثون ما مجموعه 422 من البروتينات المختلفة، بينها بروتين غائب، و6 بروتينات ممثَّلة تمثيلًا مفرطًا، و17 ممثلة تمثيلًا ناقصًا في المدخنين. ولاحظوا أن النتيجة هي حدوث التهاب في المدخنين يؤثر في الغدد اللاحقة ـ مسؤولة عن إفراز السوائل ـ وعلى الخصيتين.

وقال الباحثون إن هذا الالتهاب يسهم في التلف الذي يصيب الحيوانات المنوية للمدخن. وفي الختام قال الباحثون في دراستهم، التي نُشرت نتائجها في صحيفة دايلي مايل: "إن التدخين يرتبط بحالة التهابية في الغدد اللاحقة وفي الخصيتين"، مشيرين إلى أن هذه الحالة تؤثر سلبًا في وظيفة الحيوانات المنوية بسبب هبوط نسبة الحيوانات المنوية السليمة وتناقص نشاط الميتوكوندريا وزيادة تكسر الحمض النووي في الحيوان المنوي.


أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن صحيفة "دايلي مايل".

يمكنكم قراءة المادة الأصلية على الرابط الآتي: 

http://dailym.ai/29bB6bs