يبدو ان نصيب الكوميديين هو الموت باكراً رغم أن دورهم في الحياة إسعاد الآخرين وإطالة أعمارهم بأجواء الضحك التي يخلقونها أينما حلوا.

فبعدما شهد العامين الماضيين وفاة عدة كوميديين، رجالا ونساء، قرر فريق من العلماء دراسة ظاهرة وفاتهم في سن مبكرة جدا مقارنة ببقية البشر. وتبين أنهم يموتون قبل بقية العاملين في صناعة الترفيه، بل كلما كان الكوميدي ناحجاً كلما توفي أبكر من غيره حتى الكوميديين.

واقترح التقرير الذي نشرته دورية "International Journal of Cardiology" المتخصصة بأمراض القلب، أن الأمر يربتط بنمط حياتهم المتقلب وغير الصحي، خصوصا الذين يؤدون عروض Stand up Comedy. إذ يضطرون للسفر كثيرا وتتغير مواعيد نومهم، ناهيك عن المزايا الشخصية الغريبة والمميزة، التي تساعدهم في الوصول للشهرة والتفوق على غيرهم.

أجرى الدراسة فريق من الباحثين في معهد "ماري ماكيلوب للأبحاث الصحية" في الجامعة الكاثوليكية النمساوية. ووفق رئيس البحث البروفيسور سايمون ستوارت، كان وفاة الممثل العالمي روبن ويليامز الشعلة التي أوقدت فضول التعرف على السبب.

قارن العلماء بين أعمال ديو من الكوميديين ليتبين أن الشريك الذي كان الجهة المستقبلة للنكات عاش أطول من الشريك الذي كان يطلق النكات على الطرف الآخر، أو بمعنى آخر الأكثر نجاحاً.

درس الباحثون حالات مئتي ممثل ستاند آب كوميدي، و113 ممثل كوميدي و 184 ممثل دراما. وكانت النتائج "مذهلة" بوصف ستوارت، غذ تبين أن كوميديي العروض الحية عاشوا معدل 67.1 سنة، مقارنة بـ 68.9 عاما للممثلين الكوميديين و70.7 عاما لممثلي الدراما.

ويبدو أن قصر عمر الكوميديين يتأثر بالعوامل النفسية التي تساعدهم على تطوير موهبتهم الخلاقة، ناهيك عن أن العمل في هذا المجال يعني الانخراط بأجواء عمل غير صحية منها العنف والسلوكيات الجنسية الخطرة واستهلاك الكحول وحتى المخدرات.