نهى احمد من سان خوسيه: يعتقد الكثيرون بان اللقاحات التي أخذت في الطفولة والصغر كافية لضمان صحة الانسان وعدم التعرض لأية أمراض معدية طوال حياته، الا ان ما تطرق اليه الدكتور فرناندو خوسيه خلال محاضرة له في كلية الطب بجامعة سان خوسيه يدحض هذا التفكير بل ويحذر منه، وبرر قوله بان العلم والبحوث الطبية أثبتت ضرورة التلقيح لكل الأعمار بالاخص المتقدمين في السن او المصابين بأمراض مزمنة. واللقاحات هي مستحضر بيولوجي يصنع عادة من فيروسات وبكتيريا بكميات كبيرة تقتل بعدها يصنع اللقاح من الأشكال المقتولة او التي أضعفت.

وتدعم اللقاحات آليات دفاع الجسم الذي يصبح قادرا في الوقت المناسب على مواجهة مسببات أمراض معينة بسلاح فعال، ويحدث هذا دائما قبل ان يحاول مسبب المرض الدخول الى الجسم. واذا هاجمت مسببات المرض جسما حصل على اللقاح فان جهازالمناعة يكون قد تحضر للدفاع عن نفسه. ما يعني ان اللقاح يبني مناعة ضد مرض معين تجعل الأمراض المضاد له لا تتجدد ولا تعد قادرة ان تسبب مرضا، وبهذا فانها تنشط جهاز المناعة وتشكل اجساما مضادة تتعرف بسرعة في حال العدوى على عدوها مثل فيروس الانفلونزا او شلل الأطفال او الجدري فتحاربه وتقتله.

من يحتاج للقاح

وتوجد لائحتان للقاحات: الأولى للأطفال والشباب والبالغين والثانية لمن يعاني من ظروف صحية معينة وأمراض مزمنة إضافة الى الممارسين لأنشطة رياضية ولأناس في أعمار معينة أو من يريد القيام برحلة او سفر. ويجب تلقيح العاملين في قطاعات معينة مثلا في رياض الأطفال او في المستشفيات او العناية بالمسنين وبالطبع الأطباء، فكل من يعمل في قطاع الصحة يجب ان يوفر الحماية لنفسه من الأمراض التقلدية بالأخص التي تصيب الأطفال مثل الحصبة الألمانية والسعال الديكي والنكاف وعلى العاملين في المختبرات ومؤسسات البحوث التلقيح لان يتعاملون يوميا مع البكتيريات والفيروسات. فعن طريق اللقاحات يمكن للانسان حماية نفسه من الأمراض المعدية، وقبل كل شئ حماية الأطفال لان جهاز المناعة يكون غير ناضج بعد ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض المعدية.

كما وان اللقاحات ضرورية للأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة او بأمراض مزمنة، فاجسامهم عليها باستمرار مواجهة الأمراض الأساسية وبهذا تكون غير محمية بشكل جيد ضد العوامل الخارجية المسببة للمرض. وتكون اللقاحات مهمة أيضا للمصابين بأمراض مزمنة( كالربو ومرض السكري وامراض القلب والروماتيزم وقصور الكليتين وفيرس نقص المناعة (الايدز) والمسنين بدءا من سن ال60 ، فجهازهم المناعي يبدأ على نحو متزايد بالضعف مع دخول سن الشيخوخة ما يجعلهم أكثر عرضة لامراض معدية معينة. ومن أهم هذه اللقاحات اللقاح ضد الانفلونزا والمكورات الرئوية التي يمكنها ان تسبب التهابات حادة في الرئة مميتة وتزداد الخطورة في فصل الشتاء. ويجب ان نعرف ان لقاحات الانفلونزا تختلف لانه يتم إضافة مواد مساعدة الى بعضها من أجل تعزيز فعاليتها، لذا على كبار السن استشارة الطبيب قبل الاقدام على التلقيح.

لقاحات المسنين

وعلى كبار السن التحقق اذا ما تلقوا في صغرهم لقاحات ضد الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي وشلل الأطفال. مع ذلك لا تتكون المناعة مدى الحياة ضد كل أنواع العدوى، اذ يمكن لبعض أمراض الأطفال النمطية ان تظهر مجددا مثل السعال الديكي وجدري الماء، ولهذا السبب يجب أخذ لقاحات منشطة كل عشرة أعوام.

ولا يريد الدكتور خوسيه التقليل من اهمية التلقيح ضد التهاب الكبد" ب" للاطفال والعاملين في المجال الطبي وعند السفر الى بلدان حارة، ويمكن اعادة التلقيح بعد عشرة اعوام. ولا توجد تأثيرات جانبية جدية لأي لقاح كان وقد تكون له أعراض أغلبها ظهور احمرار في مكان حقن التلقيح او انتفاخ بسيط او حتى ألم، وفي بعض الأحيان آلام في الرأس والأطراف او ارتفاع بسيط في الحرارة تتلاشى بعد أيام قليلة، وهذا يدل على فائدة اللقاح وبانه يحفز الجسم للقيام ببناء الحماية.