على خلاف التقارير التي تواردت سابقا عن تغيّر ايجابي في الوعود الأميركية للطرف التركي بإقامة منطقة حظر جوي، وأن وزير الخارجية التركية أبلغ أعضاء الائتلاف الوطني السوري بتقارب مع الجانب الاميركي &في هذا الملف، قال متحدث أميركي إن البيت الأبيض لا يؤيد "في الوقت الحاضر" إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا كما تطالب أنقرة بشدة.


بهية مارديني:&أوضح جوش أرنست المتحدث باسم الإدارة أن هذا الاقتراح "ليس حلاً جيداً"، وتابع أن واشنطن منفتحة على محادثات تتضمن عدة خيارات مع الأتراك، لكن إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا ليست مطروحة على الطاولة في "الوقت الحاضر ".
ويرى الدكتور عمار قربي الأمين العام لتيار التغيير الوطني المعارض في تصريح خاص لـ"ايلاف" أن "هناك فرقا شاسعا بين الأمنيات والحقيقة "، وأشار إلى قول القاعدة الفقهية "لا اجتهاد في ما ورد فيه نص"، فكيف ان كان هناك فعل وعمل لا نص فقط؟"، موضحا "ان الرئيس اوباما وفي تصريحات واضحة ومتسارعة، أعلن انه يقف إلى جانب الأسد جهارا نهارا، والمتتبع لتصريحاته لاحظ أنه قال إن اشراك النظام السوري بالتحالف ضد الارهاب سيؤذي التحالف لأن اعضاء التحالف العرب "السعودية والامارات " لن تقبلا بذلك !".
&ويلفت القربي إلى أن أوباما اذن "لا يستبعد الأسد من جانب اخلاقي انساني، بل يستبعده من جانب انتهازي برغماتي طالما تحلت به سياسة العم سام".
وأشار إلى أن "الرئيس اوباما طمأن الأسد أيضا الى أن طائرات التحالف لن تمسه، وأن هناك ضمانات ايرانية بذلك، ولقد اثبت الواقع تنسيقا بل تناغما وتناوباً بين قصف طائرات التحالف للرقة ومناطق داعش، وبين قصف النظام لذات المناطق، علما ان الدم المسال هو واحد، وهو دم الأبرياء السوريين الذين لا يعرفون لماذا وكيف ومتى يقتلون؟".
&
تنحّي الأسد&
وأضاف "ما فعله أوباما ايضا انه اعتبر &تنحي الأسد غير مطروح للنقاش، وان الهدف الآن داعش والارهاب "الاسلامي السني" فقط لا غير، كما أكد المؤكد والذي طالما ردده وهو "لن تكون هناك منطقة عازلة أو آمنة أو حظر جوي أبدا ". اذا كيف لنا امام تلك المجريات ان نتحدث عن تفاهم تركي فرنسي اميركي &حول ذلك".
ولفت &القربي في هذا السياق إلى "تسريبات الصحافة الاميركية من أن اقالة وزير الدفاع الأميركي كانت على خلفية تعهد اوباما لإيران بالابقاء على الأسد، وبيعه لحلفائه العرب والمعارضة السورية، كحبة مسك، ان وقعت ايران الاتفاق النووي".
&
هوّة في السياسات
&وربط القربي التأكيد على كلامه حول البون الواسع بين السياستين الاميركية والتركية حول سوريا بـ"الموقف الآخر للحكومة التركية التي لا تترك مناسبة الا وتنتقد السياسة الاميركية، لدرجة ان سب الاميركيين اصبح تقليدا في تركيا، حتى ان رئيس البلاد رجب طيب اردوغان وصف الدور الاميركي بالوقح في ما يخص القضية السورية ".
وقال: "علينا أن نعي حقيقة ان سياسات الحكومات وخارجيات الدول، عادة ما تكون دبلوماسية، إما لسبب انها لا تعرف خبايا الامور التي تدور في الأروقة الأمنية، او انها اعتادت محاولة تجميل الحقائق، ومن هنا نقرأ في التصريحات ان اللقاءات كانت ايجابية واتسمت بالودية واحيانا تضاف لها كلمة صريحة وان الاجواء كانت بناءة أو اتفق الطرفان على التعاون في الملف الفلاني وتكثيف الجهود في الملف العلاني علما انهما يكونان على طرفي نقيض بالمطلق" .
&
وتابع "ان الحديث عن حظر جوي او منطقة عازلة أو آمنة في الشمال السوري، او جنوبه يعود إلى بداية الثورة السورية قبل ان يسرقها المتطرفون وأمراء الحرب على الارض، والمنتفعون ومدّعو السياسة، واتضح مع الوقت أن هذا الحديث هو لتحريك الجو، وإلهاء الناس بإبر مسكنة، او ربما لابتزاز الدول عبر محاورها المختلفة واستعمال تلك المنطقة العازلة كرسائل في ما بينها ".
وفي غضون ذلك، تساءل ناشطون سوريون في تصريحات متفرقة لـ"ايلاف" لماذا تحتاج أنقرة دعما أو تنسيقا في هذا الملف؟&
وأشاروا إلى "ان تركيا التي اجتاحت شمال العراق في التسعينات وفرضت منطقة عازلة، لم تنتظر إذنا من احد، بل قالت إن ذلك من واجبات الأمن القومي التركي علمًا ان الحكومات السياسية آنذاك كانت ائتلافية وهشة، لا ترقى إلى الحشد الشعبي الذي يحظى به حزب اردوغان في تركيا، وأن علينا ألا ننسى أن تركيا دولة مهمة في حلف الاطلسي الناتو، بل انها تملك ثاني اكبر جيش في الحلف فلماذا لا تناقش مع الناتو المنطقة العازلة ".
وأكدوا أن لتركيا الحق في ذلك "لأن وجود اكثر من مليوني لاجئ سوري على أراضيها يعتبر تهديدًا للامن القومي التركي، علما ان وجود تنظيم داعش وجبهة النصرة على كامل حدودها الجنوبية والمسيطرين على معابرها الحدودية مع سوريا يعتبر تهديدًا للامن القومي، والآن مع انتشار وحدات حماية الشعب الكردي في الجزيرة السورية معززة بقوة حزب الاتحاد الديمقراطي يعتبر في تركيا تهديدا مباشرا لان أنقرة تعتبر الحزب حزبًا ارهابيًا وفصيلا من حزب العمال الكردستاني... ومع ذلك لم تبادر تركيا إلى فرض المنطقة العازلة ، رغم انه لا يمر يوم الا والقذائف تنهال على الأراضي التركية، سواء أكان المصدر النظام السوري او المعارضة السورية بشقيها الجهادي و"المعتدل"، لدرجة ان مواطنين اتراكًا سبق وقتلوا، ناهيك عن درك وجندرمة سقطوا اثناء تلك الهجمات، عدا عن التفجيرات الارهابية التي طالت الريحانية وغازي عنتاب والتي اتهمت بها تركيا النظام السوري صراحة" .
&