فشلت صفقة تبادل أسرى بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; ولواء ثوار الرقة، وعادت اليوم الاشتباكات العنيفة بين لواء ثوار الرقة وجبهة تحرير الفرات ضد تنظيم داعش في مناطق عدة، بحسب ناشطين تحدثوا لـquot;إيلافquot; من الرقة.


بهية مارديني: كان لواء ثوار الرقة نشر أسماء أسرى من تنظيم دولة العراق والشام إثر اشتباكه مع داعش وأسره عددًا من جنودها، كما نشر بيانًا له على صفحة التواصل الاجتماعي يدعو فيه التنظيم إلى تبادل الأسرى ضمن لائحة لمدنيين وعسكريين في سجون quot;داعشquot;، طالب بهم لواء ثوار الرقة.

حملة اعتقالات
هذا وقد اعتقلت دولة العراق والشام أكثر من 30 شابًا في منطقة عين العروس في حملة اعتقالاتها المستمرة بشكل شبه يومي، بعدما تم تفجير الحاجز في قرية quot;عين العروسquot; من قبل الجبهة الإسلامية وكتائب الفاروق، كذلك شنت داعش حملات اعتقالات في غرب الرقة في منطقة quot;مفرق الجزرةquot;، وفي الريف المحيط في quot;قرية السكريةquot; الواقعة في ريف تل أبيض، حيث اعتقلت مختار القرية، وطالبت شباب القرية بشراء بنادق، وتسليمها إليهم مقابل إطلاق سراح quot;المختارquot;.

ويقبع في سجون داعش الآلاف من المعتقلين، يقدر عددهم بـ30 ألف معتقل في quot;سجن السدquot;، الواقع في مدينة الطبقة، 45 كلم غرب الرقة، وهم من المدنيين والنشطاء، وقادة في الجيش الحر.

وقال القائد العام للواء ثوار الرقة في سوريا أبو عيسى في تصريحات صحافية نشرت في وقت سابق، إن مفاوضات بدأت لتبادل أسرى مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot;، حيث تمت الموافقة من قبل لواء ثوار الرقة على المبادلة، من خلال إرسال بعض رموز العشائر من قبل تنظيم الدولة للبحث في وضع أسراهم.

عرقلة التبادل
وكشف أبوعيسى quot;أن الشرط الأساسي لاستمرار عملية المفاوضات، هو إطلاق سراح كل المختطفين لدى تنظيم الدولة من مدنيين وعسكريين، وفي حال اعتراف التنظيم بتصفية أحد الأسرى الموجودين لديهم لا نقبل إلا بتسليم الجثة وإيصالها إلى ذويهquot;.

وبحسب قائد ثوارالرقة، quot;في الجولة الأولى تعرقلت عملية تبادل الأسرى بعض الشيء، بسبب عدم اعتراف تنظيم الدولة بأسماء المختطفين لديهم، حيث كان ردهم أن هذه الأسماء كانت على زمن الأمير أبو لقمان ولا نعلم عنها أي شيء، علمًا أن أبو لقمان لا يزال هو الرجل الأول في تنظيم الدولةquot;.

وأضاف quot;خلال المعركة مع تنظيم الدولة في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي في مدينة الرقة، تمكن اللواء من أسر 35 عنصرًا كان من بينهم ثلاثة مهاجرين، أحدهم من العراق، ومن تركيا وأذربيجان، وبقية الأسرى من الرقة ومحافظات أخرى، والهدف من احتجازهم وعدم إطلاق سراحهم هو نيتنا بمبادلتهم بالمخطوفين من أهالي الرقة، وعلى رأسهم المدنيون والناشطون الإعلاميونquot;.

تعذيب داعش
وكانت المعركة التي جرت قبل أسابيع بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة مكّنت جبهة النصرة ولواء ثوار الرقة بقيادة أبوعيسى في الأيام الأولى من إخراج داعش من معظم مقارها في المدينة، مثل كنيسة الشهداء وسط مدينة الرقة ومبنى إدارة المركبات، الذي تتخذه سجنًا لها، حينها تم تحرير خمسين معتقلًا معظمهم من الناشطين ومن عناصر الفصائل الإسلامية الأخرى، كالفاروق والتوحيد ولواء أحفاد الرسول، ليظهروا بعدها في شريط فيديو بعد تحريرهم يصفون فيه تعرّضهم لأقسى أنواع التعذيب.

وانسحب عناصر التنظيم إلى مبنى المحافظة في الرقة الذي كان آخر معاقلها، بينما قررت حركة أحرار الشام الإسلامية التراجع عن مشاركتها في المعركة وانسحابها في الوقت الذي كانت داعش تلفظ أنفاسها الأخيرة، الأمر الذي جعل من تنظيم الدولة يعيد كل المقار التي خسرها في الأيام الأولى.

يذكر أن داعش قامت بخطف العشرات من الناشطين المدنيين وقادة الحراك الثوري والعسكري في محافظة الرقة، وعلى رأسهم الناشط الحقوقي ورئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة المحامي عبدالله الخليل، الذي تم اختطافه بتاريخ 18-5-2013 من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، ولا يزال مصير المخطوفين مجهولًا حتى هذه اللحظة.