تمكّن الجيش الحر من تسريب عدد كبير من وثائق النظام السوري السرية، ينشرها موقع دمشق ليكس، وصحيفة الشرق الأوسط، آخرها محضر لقاء سوري مع الجانب الروسي الصديق ، قبل عقد جنيف-2.


تستمر وثائق دمشق السرية في الانكشاف، رافعة الحجاب عما كان يفعله النظام السوري، وعما يستمر في فعله، من ممارسات بالتعاون مع أنصاره من الإيرانيين.

وفي إحدى الوثائق التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط أخيرًا، يظهر تقرير رفعه رئيس الفرع 279 في الاستخبارات السورية إلى المدير العام للاستخبارات في 2 شباط (فبراير) 2014، تحمل الرقم 14111، وتتناول النقاط الرئيسة في اجتماع عقده دبلوماسيون سوريون، بينهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان مع الجانب الصديق، كما تسميه الوثيقة، خلال التحضير لمؤتمر جنيف-2. والجانب الصديق بالطبع هو الجانب الروسي.

الجانب الصديق

وفي النموذج المعروض ضمن الوثائق المسرّبة، يرد الآتي: quot;يطلب الجانب الصديق من الجانب السوري التركيز على ثلاث نقاط رئيسية ثابتة هي: نقطة مكافحة الإرهاب والقاعدة، ونقطة التعاون السوري في ملف الأسلحة الكيماوية، واستنكار التدخل الخارجي وإرادة الشعب السوريquot;، مع التأكيد على أن quot;الجانب الصديق سوف يدعمنا بذلكquot;.

كما خلصت الاجتماعات إلى ضرورة اعتماد فكرة محاربة الإرهاب والتكفيريين والقاعدة ودولة العراق والشام، وضرورة دعم ذلك.

وفي الوثيقة نفسها أيضًا، quot;ذكر الجانب الصديق بأن الحكومة السورية ملتزمة بوعودها حيال إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين في حال التزام جانب المعارضة بذلك من طرفه، حيث إنه لا يمتلك الآلية والسيطرة اللازمة على قرارات المسلحين أو ما يسميه الجيش الحرquot;.

ويختم اللواء، الذي لم يذكر اسمه في الوثيقة أو التقرير، بالقول: quot;الجانب الصديق اقترح تشكيل مجموعة شبان مؤيدين للرئيس بشار الأسد توضع تحت تصرف اللواء مدير الإدارة لوجودهم حول مكان الاجتماعquot;.

على الشبهة

كما تظهر الملفات، التي تنقلها الشرق الأوسط عن دمشق ليكس، أن معتقلين عربًا وأجانب موجودون في سجون المخابرات السورية لأسباب غير سياسية، كدخول البلاد خلسة للانتقال إلى تركيا، أو لأسباب أخرى لها علاقة بتهم جنائية.

وبحسب السجلات المسربة، هناك الكثير من الموقوفين وضعوا تحت خانة quot;للاشتباه بوضعهquot; من دون ذكر نتائج التحقيقات، أو أي إحالة إلى جهة قضائية. وهذه هي حال الكثير من السعوديين والأردنيين والعراقيين والسودانيين والليبيين. وعبارة quot;للاشتباه بوضعهquot; هي التهمة الأكثر رواجًا لدى الاستخبارات السورية.

وتبين الوثائق وجود خمسة سعوديين، بالإضافة إلى مواطن أردني من أصل سعودي، وآخر أردني لكن من مواليد السعودية، إلى بعض الموقوفين بتهم غريبة، فهناك خمسة مصريين أوقفوا لطلبهم من سائق التاكسي عدم المرور على حواجز الجيش السوري، ويمني أوقف لدى المخابرات بتهمة شتم القيادة السياسية العليا، وفلسطيني أردني أوقف بعد أن وجد بحوزته الكثير من الأدوية.

ملفات حساسة

وكان موقع quot;وثائق دمشقquot;، التابع لمركز مسارات، بدأ نشر وثائق ومراسلات سرية، تم تسريبها من دوائر النظام الرسمية، تضم ملفات حساسة ودقيقة تكشف تورط هذا النظام بجرائم ضد الإنسانية.

ومن بين أهم هذه الملفات المسربة وثائق عن المعتقلين والمفقودين والمخفيين قسرًا في سجون النظام السوري من اللبنانيين، الذين طالما أنكرت سوريا وجودهم في زنزاناتها، معترفة فقط بنحو 150 معتقلًا لبنانيًا بتهم سياسية، بينما يربو عدد اللبنانيين المغيبين في السجون السورية علىنحو 600 مفقود.

وعمل على تسريب الوثائق وتصنيفها فريق من 70 ناشطًا، وذلك من مصادر عديدة، أبرزها ضباط منشقون عن الجيش، وموظفون في دوائر رسمية ما زالوا في وظائفهم، لكن يعملون سرًا لفضح النظام وحماية الثورة.