إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ العام 1967، وهذا يعني أن الطرفين نادراً ما يدخلان في أي نوع من التفاعل أو التواصل. لكن في ظل الفوضى التي تنشرها الحرب المستعرة في سوريا، وتدفق الكثير من السوريين الجرحى إلى اسرائيل لتلقي العلاج في مستشفياتها، تبرز ظاهرة جديدة تتمثل بتبادل ثقافي غير معتاد ومثير للجدل، ولو كان على صعيد فردي.&

&
بيروت: التواصل على أنواعه مع إسرائيل أمر مرفوض بطبيعته بالنسبة للكثير من الدول العربية، من بينها سوريا. هذا الامر جعل من الجرحى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات الاسرائيلية محور نقاش ساخن بين طرفين سوريين: الأول يجادل بأنهم عملاء وخونة يتلقون مساعدة من اسرائيل والثاني يعتمد على مقولة "الضرورات تبيح المحظورات" و"لا قواعد في الحب والحرب".
&
لكن من زاوية أخرى، هناك ظاهرة أخرى تتبلور في خضم جنون الحرب السورية وهي عبارة عن نوع من التواصل والتفاعل بين اسرائيل وسوريا، سواء بين الجرحى والمسعفين أو بين ذويهم والمجتمع الاسرائيلي.
صحيفة الـ "كريستيان ساينس مونيتور" تناولت هذه المسألة، مشيرة إلى أن المسعفين في الجانب الاسرائيلي يعالجون العديد من الجرحى على القادمين من الحدود السورية، من بينهم الأطفال الذين ينقلون إلى شمال اسرائيل وتحديداً الى مستشفى نهاريا.
&
وتشير الصحيفة إلى أن القوات الاسرائيلية أنقذت ما يقرب من 900 سوري أصيبوا بجروح خطيرة منذ آذار/مارس 2013، على الرغم من أن الطرفين في حالة حرب منذ عام 1967.
ووفقاً لتقرير المحلل الامني الاسرائيلي ايهود يعاري الذي صدر في وقت سابق هذا الشهر عن معهد واشنطن، فإن قائد الجيش السوري الحر عبد الله البشير كان من بين أولئك الذين تلقوا العلاج في إسرائيل.&
&
واشار المحلل إلى أنه "من المرجح أن التنسيق بين اسرائيل والسوريين على الجانب الآخر من الحدود لا يقتصر على انقاذ وإعادة السوريين الجرحى، وأنه من الممكن جداً القول إن إسرائيل تعمل على التنسيق والتعاون مع بعض الميليشيات المتمردة على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن نيتاي بن يوسف، أحد المسعفين في الجانب الاسرائيلي، قوله إن الكثير من السوريين الذين ينقلون إلى المستشفيات الاسرائيلية يخافون أن يتعرضوا للقتل فيها. لكنه اشار أيضاً إلى أن انعدام الثقة هذا متبادل، وانهم يضطرون إلى تفتيش الجرحى بشكل دقيق خوفاً من أن تكون بحوزتهم أية أسلحة.
&
وأضاف: "لقد سقطت قنبلة يدوية من سرير جريح سوري في مستشفى إسرائيلي منذ ثمانية أشهر، ولذلك نحن نسعى الآن إلى تجريدهم من ثيابهم بالكامل وتغطيتهم بملاءات".
&