تغطي لافتات كثيرة كتب عليها "رئيسنا مرسي" جدران بلدة كرداسة التي تقع جنوب غرب القاهرة، وهذه المدينة ذات الطابع الريفي العشوائي تعتبر أحد المعاقل التقليدية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها المعزول.


كرداسة: يقاطع محمد جمال المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي الانتخابات الرئاسية في مصر ويعتبرها "غير شرعية"، مثله مثل غالبية قاطني بلدته كرداسة الذين لا يزالون يعتبرون مرسي "رئيسهم".

عشّاق مرسي

وتغطي لافتات كتب عليها "رئيسنا مرسي" جدران بلدة كرداسة (35 كلم جنوب غرب القاهرة) ذات الطابع الريفي العشوائي وهي احد المعاقل التقليدية للاسلاميين.

ويظهر على احدى اللافتات مرسي وهو يلقي خطابا من فوق منصة عليها شعار رئاسة الجمهورية المصرية.

في هذه البلدة وقع هجوم دام على قسم الشرطة اسفر عن مقتل 13 شرطيا في 14 آب/اغطس الماضي وهو اليوم نفسه الذي قتلت فيه قوات الجيش والشرطة اكثر من 700 من أنصار مرسي اثناء فضّ اعتصاميهما في القاهرة.

وفي ايلول/سبتمبر قامت الشرطة بحملة امنية موسعة داخل البلدة قتل خلالها ضابط رفيع ثم عادت وانسحبت منها مجددا بعد ان اعتقلت العشرات.

لا إنتخابات

وصباح الاثنين بدت البلدة هادئة وكانت سوقها مزدحمة كالمعتاد برجال ونساء غير عابئين بالانتخابات الرئاسية الجارية في البلاد والتي تبدو نتيجتها محسومة سلفا لصالح قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الذي اطاح مرسي قبل 11 شهرا.

واقيمت ثلاثة مراكز اقتراع في مدارس& قرب منطقة المقابر على اطراف البلدة تجنبا لاي اعمال عنف قد تقع اذا اقيمت مراكز الاقتراع داخل البلدة، حسبما قال مسؤول أمني.

وخلافا لبقية انحاء مصر حيث تنتشر صور السيسي في كل مكان، خلت البلدة ذات الشوارع الضيقة وغير المعبدة من اي لافتة لقائد الجيش السابق.

وبتحدّ واضح، يقول محمد جمال (23 عاما) عضو جماعة الاخوان المسلمين لفرانس برس& "انا مقاطع للانتخابات لأنها غير شرعية. هذا انقلاب عسكري ضد رئيس منتخب ووصول السيسي للحكم اكبر دليل على انه انقلاب".

واعتقل جمال خريج كلية الحقوق لمدة خمسة اشهر بتهم الشغب والقتل في احداث الهجوم القاتل على مركز الشرطة غير انه تم استبعاده في شباط/فبراير الماضي من القضية المتهم فيها اكثر من 200 من اهالي البلدة لعدم كفاية الادلة ضده.

كرداسة الغاضبة

وكان مسلحون استخدموا قذائف ار بي جي في الهجوم على مركز شرطة كرداسة في آب/اغسطس كما مثلوا آنذاك بجثث الضحايا وأحرقت كذلك كنيسة البلدة اثناء هذه الاحداث.

وعلى كل جدار تقريبا في كرداسة تنتشر رسوم غرافيتي لشباب مؤيدين لمرسي قتلوا في فض الشرطة لاعتصام الاسلاميين في القاهرة في آب/اغسطس الفائت.

وقال رجل ملتح يدعي محمد (60 عاما) بغضب "كرداسة كلها تقاطع الانتخابات بعد ما حدث في رابعة العدوية وما فعله الأمن هنا والدكتور مرسي سيظل رئيسنا الشرعي".

وامام قسم الشرطة الذي يزال مهدما ومحروقا، قال محمود الطغيش& (٢٣ عاما) وهو طبيب بيطري معارض للسيسي "اقاطع الانتخابات لانها مهزلة". وتابع "بعد كل الدماء التي سالت في مصر وفي بلدتي لا يمكن المشاركة في اي تصويت".

وخلال الايام الماضية، خرجت مسيرات مؤيدة لمرسي في كرداسة تدعو الناس لمقاطعة الانتخابات.

حزب النور مع السيسي

الا ان هذا لا يعني ان كل اهالي البلدة مناهضون& للسيسي، فاعضاء حزب النور السلفي الذي اعلن تأييده له يشاركون في الاقتراع.

وامام مركز اقتراع اقيم في مدرسة مشيدة بالطوب الاحمر تكسو جدرانها الاتربة وقف عضو حزب النور في كرداسة محمد فرج لمساعدة الناخبين&في التعرف على الاماكن التي سيدلون فيها بأصواتهم.

وقال فرج "نؤيد السيسي لأنه ليس له اتجاه او فكر معين سوى مصلحة البلد فضلا عن ان المصريين يريدونه ومؤسسات الدولة تدعمه".

وتوافد عشرات الرجال والنساء معظمهم من كبار السن على مراكز الاقتراع الثلاثة المتجاورة فيما هتف آخرون للسيسي، وفي خلفيتهم جدار عليه ملصقات ورقية ممزقة للسيسي الى جانب كتابات "يسقط حكم العسكر" و"قاطع الانتخابات".

والاقباط أيضا...

وفيما كانت تنتظر امام حائط مليء بالسباب والانتقادات للسيسي، قالت سيدة مسيحية (61 عاما) رفضت كشف هويتها "سأصوت للسيسي لانه وعد بتوفير الأمان لنا. نحن الاقباط نعيش هنا مهددين".

وبينما وصلت قوات خاصة من رجال شرطة ملثمين الى المنطقة لتفريق مسيرة مؤيدة لمرسي، قال محمد جمال وهو يشير في اتجاه مراكز الاقتراع "الطريق الى لجان الانتخاب في كرداسة يمر عبر المقابر مثلما يمر طريق السيسي للرئاسة علي جثث مؤيدي مرسي".