مبادرة جديدة للمصالحة بين السلطة وجماعة الإخوان أطلقها المفكر الاسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد من أجل وقف العنف في الشارع المصري والخلافات السياسية بين السلطة والإخوان، لكن فرص نجاحها ضئيلة للغاية حسب المحللين.


أحمد حسن من القاهرة: في إطار جهود الوساطة لوقف أعمال العنف من قبل جماعة الإخوان المسلمين وتهدئة الموقف السياسي الملتهب داخليا منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في أعقاب ثورة 30 يونيو، أطلق الدكتور& أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي المعروف، مبادرة جديدة للمصالحة بين السلطة وجماعة الإخوان.

ورفض الكشف عن تفاصيلها في الوقت الحالي حتى لا تفشل كالمساعي التي أجراها قبل عدة أشهر.

يأتي هذا وسط تقليل الشارع المصري والمحللين والأحزاب السياسية من تلك المبادرة الجديدة وعدم نجاحها في وقف أعمال العنف من قبل جماعة الإخوان المسلمين.

إلى جانب أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن من قبل رفضه الصلح مع من أضرّ بأمن ومصلحة البلاد.

وأكد المحللون للمشهد السياسي في مصر أن جماعة الإخوان المسلمين لن تقبل بأي مبادرة تلزمها بالاعتراف بثورة 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسي.

مبادرة للتقارب

وكان الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي، قد كشف في تصريحات إعلامية سابقة عن انتهائه من مبادرة جديدة للمصالحة بين السلطة وجماعة الإخوان، لكنه لن يكشف تفاصيلها في الوقت الحالي حتى لا تفشل كالمساعي التي أجراها قبل عدة أشهر.

ويرى أبو المجد أن الظروف الحالية قد تسمح بنجاح تلك المبادرة لعدة عوامل من بينها أن الحكومة في مركز قوة والإخوان في مركز مهزوز وأصبحت القوة بيد الحكومة، وجزء صغير من أسباب ذلك يرجع إلى كفاءة الحكومة، والجزء الأكبر بسبب خيبة الإخوان، الذين أصبح وجودهم كالعدم ليس عند الدولة ولكن عند الشعب فهناك تعبئة ضدهم.

وأشار أبو المجد إلى أن معلوماته تؤكد أن عددا من أعضاء الإخوان يحمّلون مكتب الإرشاد مسؤولية كل ما جرى خلال الفترة الماضية.

وأوضح أنه لن يذهب بالمبادرة إلى الدكتور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق والمفوض بإدارة شؤون جماعة الإخوان، لأنه تبين له أن بشر غير قادر على التأثير على جماعته.

لن تحقق أهدافها

من جانبه، قلل الدكتور عبدالله المغازي نائب رئيس حزب الوفد، من نجاح مبادرة الوساطة الجديدة بين الإخوان والسلطة في مصر.

ولفت إلى أن الإخوان يرفضون أي حل، ويصرون على التصعيد على أمل انهيار الدولة اقتصاديا وسياسيا باعتباره الأمل لعودة السلطة لهم مرة أخرى.

وأشار المغازي إلى أن الدكتور أبو المجد يحكم على مبادرته بالفشل، إذ إنه يعترف بضعف الجماعة وقوة السلطة وبالتالي فالدولة ليست في حاجة للتفاوض أو التصالح، بل إن الجماعة الإرهابية هي التي تحتاج للتصالح، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب وجميع القوى السياسية الآن بعدما وصل حجم الإرهاب المتعمد من جانب الإخوان تجاه الشعب المصري لهذه الدرجة الفجة، ومن غير المقبول والمنطقي& التصالح مع قتلة وإرهابيين.

وأكد لـ"إيلاف" أن الرئيس السيسي لن يسمح بذلك وإلا تأثرت شعبيته بدرجة كبيرة.

فشل التصالح

في السياق ذاته، أكد أبو العز الحريري، البرلماني السابق، لـ"إيلاف" أن التفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين مخالف للدستور والقانون بعد صدور أحكام قضائية واعتراف من السلطة بأن جماعة الإخوان إرهابية ومطالبة العالم باعتبارها منظمة إرهابية، وبناء عليه الحكومة لا تستطيع التصالح أو مجرد الجلوس على مائدة التفاوض مع الجماعة الإرهابية وإلا يعتبر ذلك خيانة للشعب والرئيس السيسي لن يقبل بهذا الأمر حاليا.

وأشار إلى أن جميع المبادرات السابقة حكم عليها بالفشل وأصرت جماعة الإخوان على التصعيد واللجوء إلى العنف، وهو مؤشر قوي على فشل مبادرة الدكتور أبو المجد مجددا.

يضيف: "الأمر الآخر أن الحل والربط في أزمة الإخوان في يد خيرت الشاطر وهو يرفض أي حلول وسط للأزمة حاليا وسابقا، وجميع القيادات الإخوانية خارج السجون ليس لها أي تأثير على الإخوان أو أنصارهم بالشارع، وهو الأمر الذي يشير إلى فشل المبادرات السابقة والحالية والمستقبلية".

شعبية السيسي

يتوقع الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط، فشل مبادرة الدكتور أبو المجد للمرة الثانية في إحداث انفراجة للأزمة السياسية داخليا في مصر منذ ثورة 30 يونيو ووقف عنف الإخوان في الشارع.

وأكد منصور لـ"إيلاف" أن الحكومة المصرية ليست في حاجة للتفاوض مع جماعة الإخوان لعدة أسباب من بينها: نجاح الأجهزة الأمنية في تحجيم عنف الإخوان في الشارع ومواجهتها بكل يسر وقوة، كذلك ضعف الجماعة في الشارع وعدم قدرتها على الحشد نظرا لكراهية الشعب، أما الأمر الآخر فإن قبول أي تصالح أو تفاوض يؤثر بشكل كبير في شعبية السيسي وهو الأمر الذي لن يسمح به الرئيس نهائيا.

وتوقع الدكتور منصور ترحيب الإخوان بمبادرة الدكتور "أبو المجد" حيث إنها الآن في أمس الحاجة للتفاوض مع السلطة باعتباره الطريق الوحيد أمامهم للعودة للحياة وممارسة العمل السياسي في النور والبحث عن حلول للاعتقالات لقيادات الجماعة خاصة أن الدعم الخارجي للجماعة أصبح غير مؤثر، وفقدان الدعم الداخلي باعتقالات لقيادات دعم تحالف الشرعية، وبالتالي فإنّ التفاوض هو الحل أمام الإخوان حاليا، وقد يكون الدكتور أبو المجد مجرد رسول ووسيط ومنقذ للإخوان.