&
بعد أربع سنوات منذ توليه زعامة تنظيم دولة العراق الإسلامية التي تمددت لتضم محافظة الرقة في سوريا، وليتمدد كذلك اسمها لتضم الشام للمسمى، ظهر أبو بكر البغدادي خطيباً في الموصل لأول مرة إعلامياً.
هذا الظهور رغم أنه أسكت الكثير ممن راهنوا على وهمية هذا الرجل، وخلق أزمة فكرية كبيرة خصوصاً لمن يختزلون فكرة الدولة في شخص الخليفة، إلا أن وهج الصورة والظهور الإعلامي كان كفيلاً بأن يحرق الكثير من التصورات عن من سمى نفسه خليفة للمسلمين وطلب بيعتهم.
&
بعد بث الخطبة الشهيرة بسويعات قليلة، ركزت كثير من وسائل الإعلام على الساعة الفاخرة التي ارتداها البغدادي في يده اليمين، وهذه لازمت ما يعرف بـ"سلفية جهادية" بدأها بن لادن وسار على نهجه الكثير من قيادات المجموعات الجهادية مثل ثامر السويلم الشهير بلقب "خطاب" زعيم المقاتلين العرب في الشيشان، ولم يستثن من ذلك إلا أيمن الظواهري الذي ظل وفية للسنة البشرية في وضعها يساراً.
&
هذه الساعة التي يعتقد أنها من نوعية "أوميجا" أو "رولكس" بحسب &صحيفة التلجراف البريطانية وهي ساعة سويسرية باهضة الثمن، ، قتلت الصورة التاريخية التي كان يريد البغدادي إيصالها لمشاهديه، حيث أراد أن يظهر مواكباً لأدبيات تنظيمه الذي مافتئ يردد الحديث النبوي الشهير "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".
&
إذ ظهرت الساعة على عكس الصورة الكاملة من ارتداء الأسود ثوباً ولامة، ومن خلفه العلم الأسود أيضاً، حيث أن أدبيات التنظيم هي في أن اللامة السوداء إشارة للامة الحرب التي كان يضعها الرسول محمد في وقت الحرب، أما الثوب الأسود فهو تيمناً بالرسول محمد كذلك، فيما يركز العلم الأسود على الصورة التاريخية للرايات السوداء التي تظهر من المشرق في آخر الزمان.
&
هذا التباين الكبير بين الصورة والفكرة، جعل الكثيرون يفكرون في شكل المواءمة بين القديم والجديد، التراث والواقع، وكيف يمكن اختزال التاريخ وإيقافه عند مرحلة الخلافة فيما الساعة السويسرية تدور في معصمه وهي تشير إلى دقة هذا الزمان وسرعته وتطور أفكاره وصناعاته، إلا أن المهم في كل ذلك يتجسد في سؤال يردده الزمن المتوقف في معصم البغدادي، إذ يقول : هل ستتحرك الدقائق والأعوام لو نقلت الساعة لمعصمك الأيسر؟

&