أعلن في بغداد اليوم عن اعتقال شخص بحوزته نسخة من التوراة عمرها 700 عام لدى محاولته بيعها، حيث اعترف بسرقتها من منزل أحد مسؤولي النظام السابق.

لندن: قال القاضي عبد الستار بيرقدار، المتحدّث الرسمي للسلطة القضائية العراقية، الاثنين، إن مفارز قسم استخبارات ومكافحة ارهاب الكرخ في بغداد تمكنت بالتنسيق مع محكمة التحقيق المركزية من القبض على شخص بحوزته كتاب توراة اثري يعود عمره إلى 700 سنة.

وأشار إلى أنّ المتهم اعترف بأنه وسيط يعمل لدى تاجر قام بسرقة التوراة من منزل احد المسؤولين في النظام السابق خلال احداث التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003" لدى الفوضى التي شهدتها العاصمة العراقية اثر دخول القوات الأميركية لها واسقاطها للنظام السابق.

وأضاف المسؤول القضائي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"، ان توقيف المتهم الذي صدّقت اقواله قضائياً، تم وفق المادة 45 من قانون الاثار والتراث رقم 55 لسنة 2002 المعدل.

وأوضح أن عملية الضبط تمت بعد عرض المتهم التوراة للبيع في إحدى مناطق وسط العاصمة بغداد، وفق معلومات استخبارية، لكنه لم يشر إلى هوية التاجر سارقها او اسم المسؤول السابق الذي سرقت من منزله نسخة الكتاب المقدس اليهودية هذه.

يذكر أن العراق كان قد احتج مطلع العام الحالي على الولايات المتحدة لايصالها مخطوطته النادرة للتوراة إلى تل ابيب، ودعا الانتربول والمنظمات الدولية إلى مساعدته في استرجاع هذه المخطوطة المنهوبة من إسرائيل.

وقد احتفلت الاوساط الاسرائيلية حينها بوصول النسخة العراقية من مخطوطة التوراة إلى الدولة العبرية، فيما عبرت اوساط نيابية وثقافية عراقية عن غضبها من تسليم واشنطن هذه المخطوطة إلى تل أبيب بعد الاستيلاء عليها اثر احتلال العراق ربيع عام 2003.

وطالبت وزارة السياحة والاثار العراقية مركز "نارا" الأميركي الذي يقوم بصيانة وترميم الأرشيف العبري العراقي بتقديم إجابات واضحة حول كيفية وصول هذه المخطوطة إلى اسرائيل. واكدت مطالبات سابقة كانت قدمتها إلى الولايات المتحدة "بضرورة إستعادة جميع مواد الأرشيف العبري إلى بلده العراق وإنهاء هذا الملف الذي كان من المقرر أن ينتهي عام 2005"، كما قالت في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين.

ودعت وزارة السياحة والاثار العراقية المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ولا سيمّا اليونسكو والشرطة الدولية "الانتربول" إلى مساعدة العراق بإستعادة هذه المخطوطة المهمة وارجاعها اليه "كجزء من وقوف العالم المتحضر معنا لإسترجاع آثارنا وتراثنا المنهوب"، كما قالت.

وقد أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية وصول مخطوطة التوراة العراقية إلى إسرائيل بعد ان عثرت عليها القوات الأميركية في بغداد عام 2003، موضحة انه قد تم ترميمها خلال فترة سبعة أشهر، حيث واقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية احتفالاً شارك فيه حاخامات يهود احتفاء بوصول المخطوطة إلى إسرائيل.

مسؤولون عراقيون أهدوا اسرائيل مخطوطات يهودية ثمينة

وقد جاء وصول المخطوطة العراقية تلك إلى اسرائيل برغم وعود أميركية سابقة باعادة الارشيف اليهودي الذي استولت عليه القوات الأميركية فور احتلالها لبغداد ربيع عام 2003 إلى العراق، حيث تتوقع مصادر عراقية مختصة عدم اعادة الارشيف اليهودي كاملاً إلى العراق برغم تلك الوعود مشيرة إلى وجود خطة لتفريغ العراق من موروثه التراثي.

ونسخة التوراة تلك نادرة وكانت من ضمن رحلة غامضة من بغداد إلى واشنطن بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 لتحل أخيراً في أروقة الخارجية الاسرائيلية في القدس، حيث استقبلت بمراسيم دينية تخللتها الأهازيج والتراتيل وتوزيع الحلوى.

واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عودة المخطوطة التي عثر عليها في مخازن المخابرات العراقية في بغداد إلى المعبد اليهودي في الوزارة بأنها "تمثل مصير اليهود"، في حين أقر مختصون اسرائيليون بأن هذه المخطوطة هي من بقايا الجالية اليهودية التي عاشت في العراق منذ القدم وبينوا أن طريق وصولها إلى اسرائيل "يبقى غامضاً" في ظل تقديم المسؤولين نظريات وإفادات مختلفة بشأنها.

وكانت دراسة أميركية بعنوان "استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991 - 2003" ذكرت أن ممثل وزارة الدفاع "البنتاغون" إسماعيل حجارة وهو أميركي الجنسية كان أرسل للإشراف على هيئة الآثار والتراث العراقية بعد احتلال العراق، وأنه هو الذي كان وراء نقل المخطوطات إلى أميركا.

ومن جهتها، قالت صحيفه هآرتس الاسرائيلية ان النائب العمالي اليهودي موردخاي بن بورات وهو أحد المنحدرين من يهود العراق وباحث في مركز إرث يهود بابل الواقع قرب تل ابيب، قد كشف في وقت سابق عن أن مسؤولين حكوميين في العراق أهدوا اسرائيل بعضاً من المخطوطات الاثرية الثمينة، وانهم تمكنوا من الحصول على تعليق نادر لسفر أيوب نشر سنة 1487 وقسم من كتب الانبياء المنشورة في البندقية عام 1617 من مخازن حصينة لجهاز المخابرات العراقي السابق.