&ساهم مشروع قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بخلق أزمة عميقة في أوساط حزب العمال المعارض، ففي حين رفض زعيمه توسيع ضربات بلاده لتطال تنظيم داعش في سوريا، عبّر آخرون عن رغبتهم بالتصويت لصالح القرار، فيما أشارت بعض المعلومات إلى توجه لإسقاط زعيم الحزب في الأيام المُقبلة.

&
إعداد عبد الإله مجيد: يواجه زعيم حزب العمال البريطاني، جريمي كوربن، هزيمة مُهينة، وتمردًا واسعًا عليه من نواب الحزب في مجلس العموم، بسبب وقوفه ضد توسيع العمليات الجوية البريطانية في العراق، بحيث تشمل قصف تنظيم داعش في سوريا ايضًا.&
&
وقالت مصادر قيادية في الحزب لصحيفة الديلي تلغراف ان 115 نائبًا عماليًا يستعدون للتصويت لصالح قرار حكومة المحافظين، والذي يقضي بالسماح للطائرات الحربية البريطانية بقصف اهداف في سوريا. &
&
ويأتي هذا التمرد بعد يوم على اندلاع نزاع مكشوف بين كوربن ونائبه توم واطسن من جهة، وبينه وبين وزير الخارجية في حكومة الظل العمالية هيلاري بن، بسبب تأييدهما الضربات الجوية في سوريا، فيما بدأ مقر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الاتصال بالنواب العماليين لحشد تأييدهم والتأكد من تصويتهم مع قرار الحكومة، حين يُطرح على البرلمان الاسبوع المقبل.&
&
محاولات لإسقاطه
&
واثار تمرد النواب العماليين على زعيم الحزب تكهنات بأن يواجه كوربن، خلال الايام القليلة المقبلة، دعوات الى استقالته من داخل حكومة الظل، بسبب معارضته قصف داعش في سوريا، وكان قياديون في الحزب قد دعوا كوربن، يوم الجمعة الماضي، الى الاستقالة، في مؤشرات متزايدة الى وجود مخطط اعدته شخصيات قيادية في حزب العمال لإسقاطه. &
&
وفي هذا الإطار، اقترح وزير الدفاع السابق جون ستيلار على كوربن ان يستقيل، وقالت الوزيرة السابقة فيونا ماكتارغيت ان قيادة كوربن "ضعيفة" ولا يمكن ان تستمر، فيما تحدث توم واطسن، نائب زعيم حزب العمال، علنًا عن تأييده لقصف اهداف في سوريا، وهو موقف معارض تمامًا لموقف كوربن. &
&
وبعثت القيادية في حزب العمال، ايفيت كوبر، برسالة الى رئيس الوزراء، تطلب منه اطلاع الأعضاء العماليين في المجلس الاستشاري الملكي على الملفات الأمنية بشأن سوريا، متجاوزة كوربن الذي اطلع عليها، بحكم عضويته في المجلس.&
&
وكان كوربن اثار غضب كثير من النواب العماليين برسالة الى جميع النواب يعلن فيها بوضوح معارضته للضربات الجوية في سوريا، رغم تصريحه في وقت سابق بأن الحزب سيتوصل الى "قرار جماعي" حول القضية يوم الاثنين.&
&
ترهيب
&
واتخذ كوربن ليل الجمعة خطوة غير مسبوقة بالتوجه الى قواعد الحزب عن طريق البريد الالكتروني، طالبًا ابداء رأيهم بما إذا كان يجب على البرلمان ان يصوّت لصالح التفويض بتوجيه ضربات جوية في سوريا، &وقال في رسالته الى مؤيدي الحزب انه يستشيرهم حول ما يجب ان تفعله بريطانيا، وما إذا كان على البرلمان "أن يُجيز قصف سوريا".&
&
كما تعرض مكتب كوربن الى تهمة التواطؤ مع "ترهيب" النواب العماليين الذين لم يحسموا قرارهم حتى الآن بشأن التصويت مع الضربات الجوية ضد داعش في سوريا أو ضدها، فقد نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصادر، ان مكتب كوربن سرّب اسماء هؤلاء النواب الى مجموعة من اليساريين المتطرفين التي هددت النواب. &&
&
هذا ومن المقرر أن يصوّت البرلمان على قرار قصف داعش ضمن سوريا في 3 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. &&
&