يعتبر الأمير سعود الفيصل أقدم وزير خارجية في العالم، ومن قلة لم يجدوا وقتًا كافيًا لنومهم، خلال تسلمهم مهام عملهم، وهو حاله منذ 40 عامًا ونيّف.

الرياض: حين تتحدث عن الأمير سعود الفيصل، فأنت تتحدث عن الرجل الأدق والأسرع وأقدم وزير خارجية في العالم، ومن القلائل جدًا الذين لا يجدوُن وقتًا كافيًا للنوم، بل قد يكون الوزير الاول الذي يعتبر أن جلوسه على كرسي الوزاره يضيع عليه وقتًا ثمينًا.

تولى سعود الفيصل، السياسي المخضرم، حقيبة الخارجية السعودية منذ العام 1975، وقاد السياسة الخارجية للمملكة لنحو 40 عامًا.

هو الابن الثاني للملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، تخرج من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة في العام 1964، فحصل على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد.

بعد تخرجه، تولى العديد من المناصب الإدارية في وزارة النفط السعودية، حيث عمل مستشارًا اقتصاديًا لها وعضوًا بلجنة التنسيق العليا، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن. وفي العام 1970، تم تعيينه وكيلًا لوزارة البترول والثروة المعدنية.

عام مفصلي

كان العام 1975 مفصليًا في حياة الأمير سعود الفيصل، عندما صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيرًا للخارجية، بعد وفاة والده الملك فيصل الذي كان يتولى المنصب نفسه إلى جانب قيادته البلاد.

ونظرًا للمنصب المهم الذي يتولاه، أي وزير الخارجية، شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.

ويتقن الأمير سعود 7 لغات إلى جانب اللغة العربية، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية، ما جعله عابرًا للدول، ومكنه من ترسيخ مكانة متقدمة للمملكة على المستوى العالمي.

العروبي الصميم

تميز الفيصل بالوقوف الحاسم ضد الاتحاد السوفياتي السابق، وبميوله العربية القومية، وكان يوصف بأنه كان يعارض، أكثر من غيره، أي مقترحات إسرائيلية. وقاد الجهود السعودية لإعادة تحسين صورتها الدولية بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في كل من نيويورك وواشنطن.

ودعا الفيصل الائتلاف الدولي، الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا والعراق، إلى مواجهة هذا التنظيم على الأرض، وحذر من تنامي دور إيران في العراق، متهمًا طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد التنظيم المتشدد.

ومن بين أحدث المواقف التي قام بها الفيصل، أنه رد على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، مبديًا تحفظه على الرسالة. وقال الفيصل إن روسيا جزء من مآسي الشعب السوري عبر دعمها لرئيس النظام بشار الأسد.