شنت السلطات التركية "حملة تطهير" داخل الجيش والمؤسسات العامة في اعقاب الانقلاب الفاشل، هي الأكبر في التاريخ التركي المعاصر

أعلنت تركيا الاثنين تمديد العمل لثلاثة أشهر أخرى بقانون الطوارئ الذي أعلن في البلاد في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو/تموز الماضي.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت للتخلص ممن سماها "الجماعات الإرهابية".

ويتهم المنتقدون الحكومة التركية بإساءة استخدام سلطات الطوارئ لإسكات كل الانتقادات الموجهة اليها، وليس المشتبه بمشاركتهم في المحاولة الانقلابية فقط.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولوموس، بعد الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء إن حالة الطوارئ التي أعلنت بعد خمسة أيام من محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز، والتي قتل فيها 270 شخصا على الأقل، ستمدد 90 يوما أخرى حتى 19 اكتوبر/تشرين الأول.

وقد سمحت حالة الطوارئ للحكومة التركية بأن تشن "حملة تطهير" داخل الجيش والمؤسسات العامة، هي الأكبر في التاريخ التركي المعاصر، ضد أنصار حركة رجل الدين التركي فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية.

وقد اعتقلت السلطات التركية حتى الآن نحو 32 ألف شخص تقول إنهم على صلة بالمحاولة الانقلابية، كما أوقف عشرات الآلاف عن العمل أو طردوا من الوظائف الحكومية في قطاعات القضاء والشرطة والتعليم، وقدر عددهم بنحو مئة الف شخص.

وبحسب السلطات التركية، فقد أقيل نحو 5000 موظف حكومي وأوقف مؤقتا 77000 آخرون في الحملة التي شملت مختلف أجهزة الدولة.

وكانت السلطات أعلنت أيضا إغلاق عشرات المؤسسات الإعلامية، من بينها ثلاث وكالات أنباء و16 قناة تلفزيونية و23 محطة إذاعية و45 صحيفة و15 مجلة.

ويتهم حزب المعارضة الرئيسي وجماعات حقوق الإنسان الحكومة باستغلال حالة الطوارئ لقمع كل الأصوات المعارضة لها وليس أتباع حركة غولن.

يقول اردوغان إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت للتخلص ممن سماها "الجماعات الإرهابية".

وقد اغلقت السلطات التركية الاسبوع الماضي 12 محطة تلفزيونية كردية على الاقل، متهمة اياها بتهديد الأمن القومي ومن بينها محطة متخصصة ببث أفلام الكارتون للاطفال باللغة الكردية.

وفي غضون ذلك اعتقلت السلطات التركية، قطب الدين، شقيق الداعية فتح الله غولن، وأكدت وكالة انباء الأناضول أن اعتقال قطب الدين جرى في منزل أحد أقاربه في محافظة أزمير غربي تركيا لاتهامه "بعضوية أحد الجماعات الإرهابية المسلحة".

ويعيش فتح الله غولن في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999. وطالبت تركيا واشنطن عدة مرات خلال الأشهر الماضية بتسليمه.

ويتزعم غولن جماعة "الخدمة" التي يصفها بالدعوية بينما تطلق عليها السلطات التركية اسم "الكيان الموازي" وتعتبرها حركة "إرهابية" وتحملها مسؤولية محاولة الانقلاب الأخير الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان.

وينفي غولن الحليف السابق لأردوغان الاتهامات التي وجهتها إليه الحكومة التركية.