إيلاف&من الرياض:&لا يقف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية، ووزير الصحة سابقًا خالد الفالح في ظل سلفه وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي، بل يبني لنفسه مكانةً عالية بين أمم أوبك. فهو المولود قرب آبار النفط يعرف كيف يؤدي المهام الجسام في الساحة النفطية العالمية. وفي كتاب «خارج الصحراء» المتوقع خروجه إلى الأسواق في الثالث من نوفمبر، يصف النعيمي خلفه بأنه «موهوب بشكل استثنائي». وكيف لا وهو من أمسك بتلابيب السوق النفطية العالمية طويلًا، من خلال تأثيره الكبير في منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط.

قبل ذلك، كان الفالح مسؤولًا تنفيذيًا شابًا في "أرامكو السعودية"، وقد أوكلت إليه مهمة التفاوض مع كبريات شركات الطاقة في العالم في شأن تنفيذ مشروعات مشتركة في قطاع الغاز في السعودية. أتت المشاركة الأجنبية محدودة، ولم ترق إلى ما كان مأمولًا، لكن ذلك لم يؤثر في الفالح نفسه، إذ حظي بسمعة طيبة في قدرته على الموازنة بين المصالح المتضاربة، وعلى فك الصناعات الحيوية من أسر القطاع العام.

محط الأنظار

هذه القدرات جعلته محط الأنظار كلها، وخصوصًا أنظار ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حامل لواء الإصلاح الاقتصادي في السعودية، إذ رأى فيه موازن سياسة الطاقة في المملكة. وهذه القدرات هي أيضًا ما دفعت العالم النفطي إلى الاصغاء إليه قبل أيام، حين أعلن نهاية التراجع النفطي الكبير.

فالفالح أعلن ذلك أمام حشد من المديرين التنفيذيين في عالم النفط، قائلًا: "سيسرع أي اتفاق بين كبرى الدول المنتجة للنفط على خفض الانتاج انتعاش أسعار النفط، وسيكون الخطوة الأولى من نوعها منذ الأزمة المالية".

وهكذا، تكون هذه الخطوة الأولى فعلًا بعدما تُركت قوى السوق لتحدد العرض والطلب خلال العامين الماضيين، وتكون المملكة قد غيرت سياستها بعدما أعجز انخفاض أسعار النفط &ماليتها، وأبطأ نموها الاقتصادي.

وقال بوب ماكنالي، المستشار السابق في البيت الأبيض والمستشار في مؤسسة رابيدان: "كلف الفالح بمسؤوليات اقتصادية أكبر بكثير من تلك التي كلف بها أي وزير سابق للنفط في السعودية. ولا يعكس هذا الثقة التي وضعها الأمير محمد فيه فحسب، بل الدور المركزي الذي يمكن أن يؤديه قطاع الطاقة في رؤية السعودية للتحول الوطني".

الموهوب الاستثنائي

أوكلت للفالح مهمة الترويج لهذا التحول في الاستراتيجية السعودية، اذ انتهج في تعاطيه مع أعضاء أوبك والمنتجين المنافسين نهجًا تصالحيًا، خلافًا لسلفه النعيمي،&وهو في الوقت نفسه يشرف على عملية الخصخصة الجزئية في المملكة، باعتباره رئيس مجلس إدارة أرامكو، من خلال أكبر طرح عام أولي على الإطلاق.

إلى ذلك، كان الفالح مستشارًا في صفقات كبرى، مثل اتفاق إطلاق صندوق التكنولوجيا بقيمة 100 مليار دولار مع سوفت بنك اليابان، فأثبت أنه قادر على إدارة ركائز النمو القائمة، وعلى أن يكون في مستوى طموحات ولي ولي عهد الكبيرة.

ابن النفط

والفالح ابن النفط وآباره، إذ ولد في عام 1960 في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، وتخرج في جامعــة A&M تكساس كالنعيمي، وانضم إلى أرامكو شابًا، وتدرج فيها حتى صار رئيسها التنفيذي.

طلبه الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ليشارك في تنشيط الاقتصاد، فصار له حضوره الدائم في الساحة النفطية العالمية، إذ أدار في حينه أولى مناقشات حول الغاز مع رويال داتش شل وتوتال ولوك أويل حين قررت الحكومة السعودية استيراد الخبرات الخارجية واستثمارها في قطاع النفط والغاز.

يقول غاري روس، رئيس مجلس الادارة التنفيذي في شركة بيرا إنيرجي للاستشارات: "يجد الفالح نفسه اليوم وقد عُهد إليه تحقيق الرؤية الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، وهو الدور الذي يزيد من قدرته على التأثير في القرارات الخاصة بالسياسات، ما يجعل منه الرائد الأكفأ والأهم في أوبك".