«إيلاف» من القدس: مع الاعلان عن فوز المرشح دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة غالبية دول العالم كانت ردة فعلها الذهول والقلق والبورصات العالمية انخفضت وأسعار النفط تهاوت إلا في بلدين اثنين روسيا وإسرائيل حيث عم الارتياح في تل أبيب وفي أوساط متخذي القرار الإسرائيلي امتدادًا للشارع الإسرائيلي اليميني بغالبيته والذي يرى أن فوز ترامب أفضل لإسرائيل.

وهنأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب معتبرا انه "صديق حقيقي لدولة اسرائيل”، وقال& مكتب نتانياهو ان رئيس الوزراء اكد في برقية للرئيس المنتخب "أهنئ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هو صديق حقيقي لإسرائيل"، مؤكدا "سنعمل معا من اجل دفع الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا قدما".

واضاف نتانياهو"ان العلاقة المتينة بين الولايات المتحدة واسرائيل مبنية على قيم ومصالح مشتركة وعلى مصير مشترك”، واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ثقته بأن "الرئيس المنتخب ترامب وانا سنواصل تعزيز التحالف الفريد من نوعه القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة وسنقوده إلى قمم جديدة".

التعظيم بالزعيم الجديد

ومن الواضح أن نتانياهو وحكومته سيبدأون التبجيل والتعظيم بالزعيم الجديد والقوي الذي سيسكن البيت الابيض ويعيد إليه الهيبة الأميركية خاصة وأن ترامب ينوي تعيين نيوت غرينغريتس وزيرا للخارجية والمعروف بدعمه الللا محدود لإسرائيل وصداقته مع رئيس الحكومة الإسرائيلي نتانياهو ناهيك أنّ ابنة& ترامب ايفانكا هي يهودية ولها تأثير ليس بالقليل على والدها وسياسته تجاه إسرائيل والشعب اليهودي كما يقول المقربون من نتانياهو، والوزير اوفير اكونيس المقرب من نتانياهو هنأ ترامب واكد على تعزيز العلاقات مع البيت الابيض بعهد ترامب.

الحقيقة الواضحة في إسرائيل أنّ ابتسامة بنيامين نتانياهو بفوز ترامب ستكون الاعرض منذ انتخابه رئيسًا لحكوملات إسرائيل منذ تسع سنوات فهو والرئيس الأميركي أوباما في اسوأ علاقات سادت بين صاحب البيت الابيض ورئيس وزراء إسرائيلي على مر الزمن ناهيك عن محاولات نتانياهو الفاشلة في الانتخابات الأميركية الماضية التأثير على النتيجة من خلال دعمه للمرشح الجمهوري ميت رومني وحشد أنصاره من اصحاب المال في أميركا ضد الرئيس أوباما وهذه المرة التزم نتاياهو الحياد الا انه لم يستطع اخفاء دعمه للمرشح دونالد ترامب الذي وعد بالغاء الاتفاقية الموقعة مع إيران حول برنامجها النووي وان إسرائيل تود ذلك الى حد ان ترامب لن يمنع إسرائيل بحسب ما يراه مقربو نتانياهو من ضرب إيران عسكريا كما فعل باراك أوباما اكثر من مرة حتى انه هدد باسقاط تالطائرات الإسرائيلية ان حاولت ذلك بحسب ما جاء في وسائل الاعلام.

ترامب أفضل لإسرائيل

من الاستطلاعات التي جرت في إسرائيل يستدل أن أكثر من 60 بالمائة من الإسرائيليين يرون بأن دونالد ترامب أفضل لإسرائيل كما أنّ عدد لا بأس به من سياسي الينمين الإسرائيلي دعموا ترامب والجمهوريين حتى أن أصحاب رؤوس الاموال الموالين لإسرائيل في الولايات المتحدة واهمهم شلدون ادلسون المقرب من نتاياهو اعلنوا دعم ترامب ويقول القنصل الإسرائيلي السابق في نيو يورك اسي شريب& بعد إعلان النتائج ان ترامب سوف ياغي الاتفاقية مع إيران وهو الأمر الأهم في نظر إسرائيل بحسب ما يراه شريب كما ان الدبلوماسية الإسرائيلية ترى بالجمهوريين افضل لإسرائيل من الدمقراطيين خاصة خلال فترة الرئيس الحالي باراك أوباما والذي لم يكن عدائيا لإسرائيل بل على العكس منح إسرائيل نحو اربعين مليار دولار للحفاظ على تفوقهها العسكري.

ولا شك أن هناك أوجه شبه بين نتانياهو وترامب في إدارة الحملات الانتخابية واللعب على الأوتار الأكثر حساسية لدى المواطن العادي والعامل أو الموظف الذي بالكاد ينهي شهره مع معاشه المتواضع فمثلما ادار نتانياهو حملته الاخيرة وكسبها خلافا لكل الاستطلاعات والتوقعات بعل فردي والضرب في الاماكن الموجعة للإسرائيليين وتخويفهم من العرب فعلها ترامب مع المواطنين العاديين البيض تحديدا والذين رأوا فيه مخلصا من الجهاز الأميركي المعقد والممل واعطاهم املا بالنهوض نحو الافضل وتحدث الى العمال والموظفين والكادحين بلغة بسيطة مفهومة لهم ووعدهم بزيادة رواتبهم وهكذا فعل نتانياهو وربح الانتخابات وعلى هذا عمل ترامب وكسب السباق فكلاهما على خلاف مع حزبه ويعمل منفردا.

إسرائيل بعد انتخاب ترامب هي ليست إسرائيل قبل ذلك قال مقرب من نتانيهو اذ ان ترامب وعد نتانياهو بنقل سفارة الولايات الممتحدة الى القدس وهذا يعني الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الامر الذي لم يكن اي رئيس أميركي مستعدا حتى للتصريح به او ان يقوله لاي زعيم إسرائيلي وايضا وعده انه اول زعيم سيلتقيه في البيت الابيض وهذه الاسباب وحدها تكفي لان يكون نتانياهو سعيدا هذا اليوم اكثر من اي يوم مضى وهو بدأ التحضيرات للقاء ترامب وتحديد شكل العلاقة والحلف مع الادارة الجديدة التي ستدخل البيت الابيض يوم 20 يناير 2017.

نهاية الدولة الفلسطينية

تجدر الإشارة الى أن وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت كان قد صرح اليوم ان فكرة الدولة الفلسطينية انتهت بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، داعيا اسرائيل الى التراجع عن فكرة اقامة هذه الدولة.

وراى بينيت الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" المتشدد ان "فوز ترامب يشكل فرصة لاسرائيل للتخلي فورا عن فكرة اقامة دولة فلسطينية". واضاف "هذا هو موقف الرئيس المنتخب، فلقد&انتهى عهد الدولة الفلسطينية".