حيان الهاجري: علمت «إيلاف» من مصادر مقربة من حركة حماس في غزة أن جولة اسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، شارفت على نهايتها، وانه في طريقه إلى القاهرة عائدًا إلى قطاع غزة بعد جولة شملت مصر والسعودية وقطر وتركيا.

وكان هنية قد غادر غزة عبر معبر رفح في سبتمبر الماضي متجهًا إلى السعودية لأداء فريضة الحج. وخلال الزيارة، التقى مسؤولين سعوديين كبارًا لتنسيق مواقف حماس مع السعودية. وكانت «إيلاف» أول من كشف أمر خروج وفد حماس برئاسة هنية إلى مكة المكرمة من طريق القاهرة، وحمل الزيارة معاني سياسية، إلى جانب الحج إلى مكة.

لا زيارة إلى إيران

ولفتت المصادر عينها إلى أن هنية وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، التقيا أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وبحثا معه في مستقبل علاقات حماس بالمحور السني، وعودة الحركة إلى التنسيق مع دول الاعتدال الإسلامي في المنطقة، إضافة إلى لقاء هنية في بداية دولته مسؤولين مصريين لترتيب علاقة حماس ومصر، بعدما سادها الاضطراب في الفترة الأخيرة.

اللافت أن لقاءات هنية وروحي مشتهى، أحد قياديي حماس بغزة، بالمسؤولين الأتراك لم تحظ بأي تغطية إعلامية، خلافًا للقاءات التي جرت في قطر. والجدير ذكره هنا أن هنية وأعضاء وفد حماس المرافق له امتنعوا عن زيارة إيران، على الرغم من الدعوات التي وجهت إليهم، تماشيًا مع قرار المكتب السياسي لحماس التحالف مع المحور السني والدول العربية والاسلامية المعادية لإيران، علمًا أن القيادة العسكرية في حماس أوصت باستمرار العلاقة مع إيران التي كانت تدعم الحركة ماليًا وعسكريًا.

إلى الاعتدال

وقالت المصادر لـ«إيلاف» إن هنية يتفق مع مشعل في ضرورة التحالف مع المحور السني، وهو يعمل لإعادة حماس إلى محور الاعتدال السني بعد ضغط قطري في هذا الاتجاه، علمًا أنه - بحسب المصادر نفسها - يتحضر للترشح لخلافة مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس.

وتؤيد أغلبية أعضاء المكتب السياسي لحماس التوجه نحو الاعتدال السني لإخراج حماس من عزلتها الناتجة من الحصار الإسرائيلي من جهة، ومن تحالفها السابق مع إيران من جهة أخرى.