بيروت: اعلن نائب الامين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم ان الحزب الذي يشارك في النزاع في سوريا المجاورة بات "اكبر من مقاومة"، وذلك بعد ثلاثة ايام على تداول صور عن عرض عسكري ضخم أقامه الحزب في مدينة القصير السورية.

وفي وقت لاحق، نفى حزب الله هذه التصريحات، واورد مكتب العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان مساء الاربعاء ان "النص المنسوب إلى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والمنشور في جريدة السفير اليوم بعنوان (أصبح لدينا جيش، العرض العسكري رسالة للجميع) لم يرد إطلاقاً في حديث سماحة الشيخ، فاقتضى التوضيح".

وأثارت هذه الصور انتقادات واسعة في اوساط معارضي حزب الله في لبنان، كما دفعت وزارة الخارجية الاميركية الى التعبير عن قلقها بعد تداول معلومات عن ظهور آليات أميركية الصنع خلال العرض العسكري.

وقال قاسم خلال لقاء في مركز اسلامي، وفق ما نقلت صحيفة السفير اللبنانية الاربعاء، "أصبح لدينا جيش مدرب ولم تعد المقاومة تعتمد على أسلوب حرب العصابات".

الا ان مكتب العلاقات الاعلامية في حزب الله أوضح في وقت لاحق لوكالة فرانس برس ان قاسم قال ان حزب الله "بات اكبر من مقاومة وأقل من جيش" وليس "جيشا مدربا".

أكثر تسليحًا وتدريبًا

وجاءت مواقف قاسم بعد يومين على تداول مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية صوراً تظهر عشرات المدرعات والدبابات والسيارات المزودة براجمات صواريخ، رفعت عليها رايات حزب الله الصفراء اللون، وقيل انها في منطقة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية.

واوضح قاسم، وفق التصريحات الني نقلتها الصحيفة واكدتها العلاقات الاعلامية للحزب، "أصبحنا أكثر تسلحاً وتدريباً وامتلكنا خبرات متطورة. كل ذلك من أجل حماية لبنان".

وقال "العرض العسكري في القصير هو رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج لتوضيحات وتفسيرات، لأن أي تفسير سيؤدي إلى إنهاء دلالاتها، وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي".

وشدد على ان "التنسيق بيننا وبين القيادة السورية عال جدا والاستعراض العسكري جزء من الممارسة الميدانية"، مؤكدا "نحن موجودون في سوريا ولا نحتاج لتفسير أو تبرير".

وبدأ حزب الله تدخله العلني في سوريا في العام 2013 في مدينة القصير حيث خاض الى جانب الجيش السوري معارك ضارية انتهت بطرد الفصائل المقاتلة من المدينة في يونيو من العام ذاته.

ومنذ ذلك الحين، ارسل آلاف المقاتلين الى سوريا وفقد المئات منهم خلال المعارك بينهم قياديون كبار.

دعوات للمواجهة

ويجمع محللون على أن تدخل حزب الله في سوريا ساهم في ترجيح كفة القتال لصالح قوات النظام، في وقت يتهم خصوم الحزب المحليون الحزب بأنه يعرض لبنان المنقسم على خلفية النزاع السوري للخطر.

ويمتلك حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة "ارهابيا"، ترسانة ضخمة من السلاح ويعد قوة سياسية رئيسة في لبنان داعمة للنظام السوري. 

وجاء استعراض القوى بعد نحو اسبوعين على تعهد الرئيس اللبناني ميشال عون، حليف حزب الله، في خطاب القسم بإبقاء لبنان بعيدا عن نيران النزاعات في المنطقة.

ونقلت بعض وسائل الاعلام اللبنانية ان بعض الآليات التي ظهرت في العرض اميركية الصنع.

واعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية اليزابيث ترودو الثلاثاء عن قلق بلادها في حال تبين ان هذه الآليات أميركية الصنع فعلا. وقالت "نحتاج لمعرفة المزيد من المعلومات ولكننا بالطبع سنشعر بالقلق الشديد بحال انتهت تلك المعدات بين يدي حزب الله".

وأكد الجيش اللبناني الذي يتلقى مساعدات عسكرية من واشنطن في بيان الثلاثاء "أن الآليات المذكورة ليست من مخزون الجيش اللبناني وغير عائدة له".

واعتبر الوزير اللبناني السابق اشرف ريفي والمعروف عنه معاداته لحزب الله في تغريدة على تويتر ان "لا جيش للبنان الا الجيش اللبناني". 

واضاف "ندعو الجميع لمواجهة عراضات القوة والإستقواء حفاظاً على البلد والمؤسسات".