لندن: وصفت الدكتورة هيلين ستوكس لامبارد، رئيسة الجمعية الملكية لأطباء الأسرة في بريطانيا، عالم اليوم بأنه "مخيف". ولم تكن لامبارد التي تقود منظمة تضم 49439 طبيب أسرة تشير إلى تفاقم البدانة أو تقدم الخرف على مرض القلب بوصفه سبب الوفاة الأول في بريطانيا، أو إلى أن احتمالات الإصابة بالسرطان ارتفعت من شخص بين كل ثلاثة إلى شخص بين كل اثنين، بل كانت تتحدث عن شبكات التواصل الاجتماعي وسلبياتها ومساهمتها في تردي الصحة العامة، وتحديدًا الصحة العقلية، وكيف أن مآل اعداد متزايدة من ضحايا هذه الشبكات ينتهي في عيادة طبيب الأسرة.

الضغط كبير

قالت الرئيسة الجديدة لجمعية أطباء الأسرة البريطانيين إنها لا تريد أن تكون مراهقة في عالم اليوم، لأن "ضغوط شبكات التواصل الاجتماعي هائلة، حيث أصبح الأشخاص أكثر قدرة على إصدار الأحكام في شأن المظهر. فإذا كنتُ مراهقة بدينة، فإن من هم حولي هم الوحيدون الذين يعرفون ذلك، إلا أن غرباء على الجانب الآخر من العالم يستطيعون الآن أن يروا مظهر المراهقين والمراهقات، وهذا يسحق الأشخاص، لأنه ضغط لا يُقاوم لكي يبدو الشخص بالمظهر الأمثل". 

ومضت لامبارد واصفة موقعي انستغرام وسناب تشات بأنهما "الموقعان الأكبر في نشر هذا الاتجاه المثير للقلق، فإن اطفالًا في الثامنة أو التاسعة من العمر يأتون قلقين في شأن مظهرهم، ولا يريدون أن يأكلوا لأن الغذاء يسبب البدانة، وهذه هو سبب حقيقي للقلق على أنفسنا جميعًا، لأن مواقع التواصل الاجتماعي أوجدت منظومة جديدة من المعايير والقيم، ونحن لم نحصن اطفالنا بالقوة والحكمة لكي يعرفوا كيف يستخدمون هذه الأشياء استخدامًا آمنًا". 

وعد جيد

قالت لامبارد إن اطباء الأسرة يستقبلون الآن اطفالًا لم يبلغوا سن المراهقة مصابين بالكآبة بعد تعرضهم للسخرية والإهانة على الانترنت، ففي وجوههم نمش أو يرتدون نظارات أو بسبب زيادة وزنهم، "وبالتالي، هناك سلبيات في مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا"، على حد تعبيرها. 

وأوضحت أن ما يستطيع أن يفعله طبيب الأسرة محدود، فهو يشخص حالة المريض ويعد خطة للعلاج. لكن المطلوب في أحيان كثيرة أن يُحال المريض إلى مختص آخر لتولي العناية به. 

ونوهت لامبارد باهتمام الإعلاميين والسياسين في خلال العامين الماضيين بقضية النقص الحاد الذي تعانيه مؤسسات الصحة العامة البريطانية في أطباء الأسرة، والوعد الذي قدمه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قبل انتخابات 2015 بتوفير 5000 طبيب أسرة إضافي، بينهم 500 طبيب أجنبي من بلدان أخرى. وقالت رئيسة الجمعية الملكية لأطباء الأسرة إنه وعد جيد، لكنه لن يُنفذ في الوقت الحاضر لأن "الأمور تتحرك ببطء شديد لبلوغ هذا المستوى بحلول عام 2020". 

وأشارت لامبارد إلى أن بريكسيت أحد أسباب هذا التأخير في توفير العدد الاضافي من أطباء الأسرة، قائلة إن أطباء أجانب يعربون عن رغبتهم في المجئ إلى بريطانيا، لكنهم مترددون بسبب الغموض الذي يكتنف اقامتهم. 

ثقافة الأريكة

نقلت صحيفة "غارديان" عن رئيسة الجمعية الملكية لأطباء الأسرة قوله إنه حتى تنفيذ وعود الحكومة بتوفير هؤلاء الأطباء الاضافيين لن يكون كافيًا للتعامل مع الحجم المتزايد لمشكلة المرض.

ودعت لامبارد إلى إحداث تغييرات جذرية في الصحة العامة مثل فرض ضريبة على السكر وزيادة اسعار المشروبات الكحولية وتشجيع الجميع على النشاط المدني. وشددت على ضرورة جعل المشي القاعدة الجديدة، قائلة إن الأطفال كانوا يمشون إلى المدرسة، "لكن هناك اليوم ثقافة تقول يجب أن يصلوا إلى المدرسة في سيارة، والأريكة هي التي تقتل لا الغذاء"، في إشارة إلى الساعات الطويلة التي يقضيها الأشخاص اليوم جالسين من دون أي نشاط، وحذرت من أن الخمول اساس مشكلات كثيرة، "والنشاط البدني يساعد في خفض وزننا وتحسين حالتنا العامة وحماية قلبنا، وتحسين النظام الغذائي بتقليل اللحوم يساعد ايضًا في الوقاية من المرض، واقترحت تناول اللحوم في المناسبات الخاصة وألا يكون جزءًا من كل وجبة، فتناول اللحوم البيضاء والاسماك وتحديدًا الأسماك الدهنية يساعد في تقليل خطر الاصابة بأمراض سرطانية معينة".

كما نصحت لامبارد بأن نطهي اللحوم بأنفسنا فلا نشتريها جاهزة، وألا نتناولها أكثر من مرتين في الاسبوع. 

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "غارديان". المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي: 

https://www.theguardian.com/society/2016/nov/20/cyber-bullies-obesity-stress-scary-world-says-new-gp-leader?CMP=oth_b-aplnews_d-2