الرياض: قام قراصنة الكترونيون بسلسلة من الهجمات على مؤسسات في المملكة العربية السعودية خلال الاسبوعين الماضيين أسفرت عن محو معلومات وتخريب كومبيوترات الهيئة المسؤولة عن ادارة مطارات المملكة وضرب خمسة أهداف اضافية أخرى.

وقالت السعودية ان دوائر رسمية "متعددة" كانت هدف هجمات من خارج المملكة، ورغم ان التحقيق الذي بدأته السلطات السعودية ما زال في مراحله المبكرة فان مصادر قالت لشبكة بلومبرغ نيوز ان الأدلة الرقمية تشير الى ان الهجمات انطلقت من ايران ، وان هذا يمكن ان يطرح على الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب تحدياً أمنياً كبيراً حين ينتقل الى البيت الأبيض.

وحذر مراقبون من ان حجم الهجمات الالكترونية الأخيرة يمكن ان يشعل حرباً الكترونية من الهجمات والهجمات المضادة في منطقة شهدت تنامي هذه القدرات منذ الهجمات الالكترونية التي استهدفت شركة ارامكو السعودية في عام 2012.

وبخلاف الهجوم على كومبيوترات ارامكو أو هجوم كوريا الشمالية على شركة سوني للافلام في عام 2014 فان الهجوم الجديد نُفذ بتفجيبر سلاح الكتروني داخل شبكات عدة اهداف في آن واحد، كما قالت المصادر. واطلق الهجوم عملية بحث عن آثار قنبلة رقمية مدسوسة في شبكات الكومبيوتر في عموم دول الخليج تحسباً لشمولها بحملة أوسع.

تدمير آلاف الكومبيوترات

وأسفر الهجوم الجديد عن تدمير آلاف الكومبيوترات في مقر الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية متسبباً في محو معلومات مهمة وتعطيل عمليات لمدة ايام ، كما نقلت شبكة بلومبرغ نيوز عن مصادر مطلعة على سير التحقيق.

وأكدت السلطات السعودية ان حركة الطائرات وعمل المطارات ومنظومات الملاحة لم تتعطل بسبب الهجوم وان المنظومات الادارية المكتبية وحدها التي تأثرت به، وتنظر الولايات المتحدة الى ايران على انها غريم كبير في الحرب الالكترونية وانها ابدت مرات عديدة استعدادها لاستخدام هجمات الكترونية. وقال مسؤولون اميركيون ان ايران كانت وراء اشهر الهجمات في عام 2012 استهدفت مواقع بنوك اميركية كبيرة واخترقت المنظومة الالكترونية لسد صغير شمال مدينة نيويورك في عام 2013. واضاف المسؤولون ان ايران كانت ايضا وراء الهجوم على ارامكو الذي دمر 35 الف كومبيوتر في غضون ساعات.

وقالت المصادر ان المحققين يحاولون معرفة الدافع وراء الهجمات التي حدثت في الفترة الواقعة بين انتخاب ترامب واجتماعات اوبك الأخيرة.

الاتفاق النووي

ونقلت شبكة بلومبرغ نيوز عن جيمس لويس مدير برنامج التكنولوجيات الاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان من نفذ الهجوم الالكتروني الأخير على السعودية "يعرف تداعياته على الاتفاق النووي" بين ايران والقوى الدولية الكبرى. واضاف ان الهجوم يمكن ان يكون رسالة تحذيرية من ايران أو انه من فعل دولة أخرى تتظاهر بأنها ايران.

ولكن المحققين لم يجدوا حتى الآن أي دليل يشير الى ان دولة اخرى غير ايران ضالعة في الهجمات، كما اكدت مصادر مطلعة على سير التحقيق، وقالت ميليسا هاتاواي مسؤولة الأمن الالكتروني السابقة في ادارتي اوباما وبوش والمستشارة في مركز بيلفير في جامعة هارفرد حالياً ان قضية الهجمات الالكترونية ستكون من اولى القضايا التي سيتعين على الرئيس الجديد التعامل معها في الأشهر الأولى "وربما حتى في الساعات الاثنتين وسبعين الأولى" من ادارته.

ونُفذت الهجمات بفيروس "شامون" الذي استُخدم في الهجوم الالكتروني على ارامكو في عام 2012.

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "بلومبرغ ". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي

https://www.bloomberg.com/news/articles/2016-12-01/destructive-hacks-strike-saudi-arabia-posing-challenge-to-trump