بوخارست: بدأ الناخبون في رومانيا التصويت في عملية اقتراع ترجح استطلاعات الرأي ان تسمح بعودة الاشتراكيين الديموقراطيين الى السلطة بعد عام على اقصائهم اثر الحريق الذي طال ملهى ليلي في بوخارست.

وكانت حكومة فكتور بونتا اتهمت بالفساد بعد هذا الحريق الذي اودى بحياة 64 شخصا بسبب عدم احترام معايير السلامة، اضطرت للاستفالة تحت ضغط تظاهرات الشارع في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

ومنذ ذلك الحين تدير البلاد حكومة تكنوقراط بقيادة المفوض الاوروبي السابق داسيان سيولوس، بدعم من يمين الوسط.

وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 19 الفا بينها 417 في الخارج، ابوابها عند السابعة (05,00 ت غ)، على ان يستمر التصويت حتى الساعة 21,00.

ودعي 18,8 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم لاختيار اعضاء مجلسي النواب والشيوخ البالغ عددهم 466 برلمانيا، في اطار اقتراع نسبي من دورة واحدة ستعلن نتائجها الجزئية الاثنين.

وترجح استطلاعات الرأي فوز الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يتمتع بقاعدة قوية في الارياف وبين المسنين، بحصوله على اربعين بالمئة من الاصوات، بعد حملة قطع خلالها وعودا بزيادة الاجور ورواتب التقاعد.

وكانت رومانيا العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2007، شهدت عودة لنمو اقتصادي متين بعد فترة انكماش قاسية، لكنها تبقى ثاني افقر دولة من اعضاء الاتحاد الاوروبي ال28. وواحد من كل اربعة من سكانها يعيش في الفقر.

وتشير الاستطلاعات الى ان نسبة الامتناع عن التصويت ستبلغ حوالى 60 بالمئة مثل الانتخابات السابقة، اذ ان الناخبين يشعرون بالملل بينما فقدت الطبقة السياسية مصداقيتها.

قطار مجاني للطلاب

وتشير الاستطلاعات ايضا الى ان حزبي يمين الوسط الحزب القومي الليبرالي واتحاد انقذوا رومانيا سيحصلان على 35 بالمئة واربعين بالمئة من الاصوات على التوالي. وهما يأملان في اعادة تعبئة الناخبين.

كما تأمل ثلاثة احزاب صغيرة في تجاوز عتبة الخمسة بالمئة من الاصوات لدخول البرلمان ولعب دور حاسم في تشكيل الاغلبية الحكومية.

ولتشجيع الشباب على التصويت، عرضت الحكومة رحلة مجانية الى مدنهم الاصلية وهي فرصة استفاد منها عشرات منهم.

وقال المحلل اوتيليا نوتو ان "المعركة ستجري بين احتمال العودة الى الممارسات الفاسدة التي كانت سائدة قبل سنوات وفرصة الحصول على حكومة تعمل وفق القواعد".

واول اختبار لارادة هذه الاحزاب السياسية في احترام او عدم احترام هذه القواعد سيجري مع تشكيل الحكومة.

ويحظر قانون صدر العام 2001 على اي شخص دانه القضاء، ان يصبح وزيرا.

وهذا القانون يؤثر خصوصا على زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي ليفيو درانيا الذي حكم عليه في الربيع بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ بتهمة التزوير الانتخابي.

تراجع التأييد لاوروبا 

قرر رئيس الدولة استبعاد "كل شخص يواجه مشاكل مع القضاء" من الترشح لرئاسة الحكومة وان لم يحاكم بعد، مما سيخرج بونتا ايضا من اللعبة لانه احيل على القضاء بتهمة غسل اموال وتهرب ضريبي.

وقال الحزب الاشتراكي الديموقراطي انه سيعلن مرشحه لرئاسة الحكومة لكن بعد تولي البرلمان الجديد مهامه في 19 كانون الاول/ديسمبر على اقرب حد.

وفي هذا البلد المؤيد تقليديا للتكامل مع اوروبا وحصل على 26 مليار يورو من المساعدات منذ انضمامه الى الاتحاد الاوروبي، تشترك الاحزاب في تأييدها لاوروبا.

لكن للمرة الاولى دعا مرشحون بوخارست الى "التخلص من وصاية" المفوضية الاوروبية من اجل "ترجيح كفة مصالحها الخاصة".

وتجنبا لاتهامات بالتزوير، سيتم تصوير عمليات فرز الاصوات في المكاتب وستنشر النتائج على الانترنت اعتبارا من منتصف ليل الاحد الاثنين.

وستنشر تقديرات اولية بعد انتهاء التصويت بينما ستعلن النتائج الرسمية النهائية الاثنين.