القاهرة: شارك آلاف الاطباء المصريين الجمعة في تجمع حول مقر نقابتهم الرئيسي قرب ميدان التحرير في القاهرة احتجاجا على قيام الشرطة بالاعتداء بالضرب على طبيبين في مستشفى حكومي قبل ايام.
واعتدى تسعة امناء شرطة بالضرب على طبيبين في مستشفى المطرية (شمال شرق القاهرة)لرفضهما كتابة تقرير طبي غير صحيح نهاية الشهر الفائت، وهو ما اثار غضب نقابة الاطباء داعية لتنظيم "يوم الكرامة" للاطباء.
واستدعت النيابة العامة المصرية امناء الشرطة التسعة للتحقيق، الا انها قررت اخلاء سبيلهم الخميس على ذمة التحقيقات.
والجمعة، توافد بضعة الاف من الاطباء الى مقر نقابتهم الرئيسي المسمى "دار الحكمة" والذي وضع عليه علم ضخم لمصر قرب ميدان التحرير في القاهرة.
وفاض الشارع الرئيسي المقابل للمقر بمئات الاطباء ممن لم يستوعبهم المقر وسطحه الذي اعتلاه عشرات، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس في المكان.
وهذا اكبر احتجاج ضد الشرطة في البلاد منذ فترة طويلة.
وقال نقيب الاطباء حسين خيري لفرانس برس ان "النقابة قررت الامتناع عن تقديم اي خدمات باجر حتى يتم تقديم امناء الشرطة& للمحاكمة. لا نريد ان يتأثر المريض بالامر".
وتابع "مطلبنا عادل جدا هو توفير الامن للاطباء اثناء تأدية عملهم وتقديم المعتدي عليهم للمحاكمة".
من جانبه، شدد رئيس الحكومة شريف اسماعيل في بيان الجمعة على "أهمية استكمال التحقيقات الجارية في هذه الواقعة ومعاقبة المخالفين والمدانين فيها".
واثناء خروج خيري هتف الاطباء المحتشدون في الشارع "الداخلية بلطجية" على مسمع من عناصر اربعة مدرعات للشرطة تمركزت على بعد نحو 500 متر من التجمع الغاضب. ولم تحصل اي مواجهة بين الطرفين.
وطالبت نقابة الاطباء في بيان لجمعيتها العمومية الطارئة نشره موقعها الالكتروني البرلمان المصري ب"اصدار تشريع& يجرم و يشدد العقوبة على أى حالات اعتداء على المنشآت الطبية أو العاملين بها".
كما قررت "الموافقة بالاجماع على المطالبة باقالة وزير الصحة وتحويله للتحقيق نظرا لعدم اتخاذه اجراءات حقيقية لحماية الأطباء أثناء تأدية عملهم".
وقررت النقابة منع دخول "فرد مسلح إلى أى منشأة طبية باستثناء قوات تأمين المنشأة" وطالبت بتفعيل "تامين حقيقي" للمنشآت الطبية.
ويشكو الاطباء من عدم توفير الامن لهم اثناء تأدية عملهم خاصة في المستشفيات الحكومية، الا ان اعتداء الشرطة المكلفة بحمايتهم فجر غضبهم.
وقال طبيب القلب احمد سويف (35 عاما) الذي اتى وزوجته من محافظة البحيرة (قرابة 200 كلم شمال القاهرة) "جئت لايصال رسالة بان كرامة الاطباء والشعب المصري كله لا يعتدى عليها".
فيما قالت الطبيبة نجاة عبد الغني انه "من المؤسف ان الشرطة التي من المفروض ان تحمينا هي من تعتدي علينا".
ولم يجب الناطق باسم وزارة الداخلية على اتصالات فرانس برس للتعليق على الامر.
وتعددت حوادث مقتل مواطنين على يد رجال شرطة في مصر اخيرا.
واصدرت محكمة جنائية الثلاثاء حكما بسجن ضابط شرطة ثماني سنوات بعد ادانته بضرب طبيب بيطري حتى الموت اثناء احتجازه في تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة الاسماعيلية (شمال شرق البلاد).