كل شيء يتغير، فطبيعة الحياة لم تعد كتلك التي عرفها أسلافنا منذ عقود خلت، وكذلك التطور والتكنولوجيا والاهتمامات المتنوعة، هذه الأمور فرضت نفسها بقوة على حياة الإنسان، وعلى مجمل أوقاته واهتماماته اليومية، وعليه، أوضحت دراسة حديثة بأن نصف سكان العالم سيصابون بضعف النظر وسيضطرون إلى ارتداء النظارات بحلول العام 2050. &

إعداد ميسون أبو الحب: توّقع خبراء أن يحتاج نصف سكان العالم الى نظارات بحلول عام 2050 حسب ما جاء في دراسة نشرت حديثًا، وقدرت الدراسة أن يصاب نحو خمسة مليارات شخص في العالم بضعف النظر، كما توقعت ان يصل خمس هؤلاء الى درجة العمى وفقد القدرة على الرؤية بشكل دائم، فيما لو استمرت الاتجاهات الحالية.&
&
ولاحظت الدراسة أن عدد المصابين بضعف النظر يزداد باضطراد في كل مكان في العالم، بحيث اصبح ضعف الرؤية من صفات عالمنا المعاصر، فيما يعزو العلماء ذلك الى "عوامل بيئية، بالإضافة إلى طبيعة الحياة العصرية والى قضاء وقت اقل في الخارج وممارسة نشاطات تشبه نشاطات العمل".
&
&
العمى!
&
وبحسب الدراسة، التي وضعها معهد براين هولدن للرؤية التابع لجامعة نيو ساوث ويلز في استراليا بالتعاون مع معهد بحوث العين في سنغافورة، فإن الأسوأ من هذا كله هو ان الاصابة بضعف النظر سترتفع الى سبعة اضعاف حجمها الحالي من الان حتى عام 2050، وقد تكون السبب الرئيسي لفقد القدرة على الرؤية بشكل دائم بحلول ذلك التاريخ.&
&
إلى ذلك، فإن ضعف النظر موجود منذ القدم، ولكن ليس بالمعدلات الحالية، ويعود ذلك بشكل رئيسي الى الطريقة التي يستخدم بها الانسان المعاصر عينيه، فمبدئيًا تطورت عين الانسان لتكون قادرة على رؤية ما يحيط به ولمسافات لا بأس بها، غير أن الحياة المعاصرة تقصر عمل العينين على مسافات قصيرة جدًا، وعلى نشاطات تشبه الى حد بعيد النشاطات التي نمارسها في اماكن العمل، مثل استخدام الكمبيوتر واستخدام الهواتف الذكية والقراءة.&
&
هذا التركيز على مسافات قصيرة، حسب قول العلماء، يؤدي الى عرقلة حركة العدسة الداخلية في العين وجعلها تعتاد على المسافات القريبة فقط ولا تستطيع التكيّف عند محاولة النظر نحو اتجاهات بعيدة.&
&
ويشير واضعو الدراسة الى أن هذه المشكلة تحولت الى قضية صحية منتشرة تحتاج الى ايجاد حلول في اقرب وقت ممكن وقبل فوات الاوان، ويقترح الخبراء وضع خطط لتوفير عناية شاملة بالعين من اجل وقف تزايد حالات الاصابة بقصر النظر، كما نبهوا الى ان عدد الاصابات ازدادت خمس مرات منذ عام 2000، فيما يقترح الخبراء تطوير علاجات للتحكم في تطور ضعف النظر لحمايتهم من الاصابة بمراحل متقدمة منه.
&
&
حماية الأطفال
&
وقال كوفن نايدو، احد المشاركين في الدراسة، وهو مدير عام معهد براين هولدن للرؤية: "علينا ضمان إجراء فحوصات دورية لعيون اطفالنا، ومن الافضل ان يتم ذلك سنويًا كي نتمكن من اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تفاقم الامور". &
&
واضاف: "قد يشمل ذلك دفع الاطفال الى قضاء اوقات اطول في الخارج وفي الهواء الطلق وتقليل الوقت الذي يمضونه في ممارسات نشاطات ثابتة، مثل استخدام الاجهزة الالكترونية التي تتطلب التركيز".

&