استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو زعيم تيار (المستقبل) رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري. وقال الكرملين إن هذا اللقاء تم خلال زيارة خاصة قام سعد الحريري بها للعاصمة الروسية.


نصر المجالي: لم يصرح دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي بما دار خلال الاجتماع، لكنه أعاد إلى الأذهان أن بوتين التقى سعد الحريري عدة مرات وكانت المرة قبل الأخيرة في أيار (مايو) 2015، عندما تبادلا الآراء حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

ويعتقد ان الأزمة اللبنانية وشغور منصب رئيس الجمهوري فضلا عن ملفات ثنائية واقليمية كانت على أجندة لقاء بوتين ـ الحريري، وكانت موسكو عبرت عن أملها في أن يتجاوز لبنان عمّا قريب أزمته السياسية، وشددت على ضرورة أن يحل اللبنانيون مشاكلهم بأنفسهم بمعزل عن التدخلات الخارجية.

وكان الرئيس الروسي التقى سعد الحريري لأول مرة في مدينة سوتشي العام 2006.

تصريحات الحريري

وكان رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري أكد أن لروسيا دورها الإيجابي في الشرق الأوسط وخاصة في التسوية السورية.

وقال زعيم حزب " المستقبل" في حديث أدلى به لمحطة تلفزيون "روسيا 24" إنه يعتقد أن بمقدور روسيا لعب دور كبير في المنطقة. وأشار إلى أنه ليس لدى روسيا أية مآرب سياسية أو أهداف دينية في الشرق الأوسط.
وشدد على حدوث تغيرات عميقة في سوريا وقال إنها لم تعد كما كانت في السابق.

دور ايراني سلبي&

وأكد الحريري أن لبنان يسعى لإقامة علاقات طيبة مع إيران ولكن يجب على طهران خلال ذلك التوقف عن التدخل في شؤون البلاد الداخلية. ويرى الحريري أن إيران تلعب في الوقت الراهن دورا سلبيا في المنطقة.
ونوه رئيس وزراء لبنان الأسبق في حديث لوكالة "انترفاكس"، بأنه لا يجوز أن يشارك الأسد في وضع القرار النهائي للأزمة السورية.

وردا على سؤال حول إمكانية تطبيق النموذج اللبناني في سوريا، أعرب الحريري عن اعتقاده بإمكانية تطبيق النموذج الروسي في سوريا وقال إنه يجب خلال ذلك توفير الحماية الكاملة للأقليات الدينية والقومية.&

وشدد على أن تصنيف الناس وفقا للانتماء الطائفي سيؤدي إلى تسعير التطرف. "يجب أن يحصل المسلمون السنة في سوريا على حقوق متساوية مع الآخرين: مع العلويين والمسيحيين والدروز وغيرهم".

وانتقد الحريري فكرة فدرلة سوريا وشدد على ضرورة بقائها موحدة. ونوه الحريري بأن الرئيس فلاديمير بوتين يرغب فعلا بإنهاء الاقتتال والحروب في سوريا وما قام به الرئيس بوتين يهدف لدعم الحل السياسي.

لقاء لافروف

وتحادث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء مع سعد الحريري والوفد المرافق له في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو.

وقال بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية إن لافروف والحريري "أعربا عن قلقهما المشترك من مستوى الخطر الإرهابي في لبنان، والذي لا يتراجع، إذ أكد الوزير الروسي في هذا السياق استعداد موسكو للمساهمة في تعزيز قدرات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية".

كما تبادل الطرفان الآراء حول تطورات الوضع في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، إذ أكد لافروف دعم موسكو لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وشدد على ضرورة الاحتفاظ بالوئام بين مختلف الطوائف ومكونات المجتمع الإثنية عن طريق الحوار بين السياسيين اللبنانيين على أساس دستور البلاد بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

الحدود السورية اللبنانية

وكان الحريري قال في مقابلة مع وكالة "انترفاكس" الروسية، إن الحكومتين الروسية واللبنانية تجريان اتصالات مكثفة حول المساعدة الروسية المحتملة في تشديد الرقابة على الحدود اللبنانية-السورية.

وأضاف أنه سبق لبيروت وموسكو، أن أجرتا محادثات حول المساعدات العسكرية المحتملة، وأن الجانب اللبناني يرحب بأي مساعدات روسية.

كيان لبنان&

ومن جهته، قال لافروف: "تجري روسيا اتصالات دورية مع كافة القوى السياسية في لبنان، تشمل الحكومة، وزعماء مختلف التيارات السياسية. ويعكس هذا الموقف اهتمامنا الصادق بالحفاظ على أسس المجتمع اللبناني وكيان الدولة اللبنانية، ورغبتنا في أن نشهد في القريب تجاوز اللبنانيين الأزمة السياسية الداخلية التي عمّت بلادهم".

كما جدد لافروف التأكيد على موقف موسكو الثابت والمتمسك بضرورة أن يحل اللبنانيون كافة مشاكل بلادهم بأنفسهم &بلا تدخلات خارجية، مع الاحترام المطلق لسيادة البلاد ووحدة أراضيها واستقلالها.

وأضاف: "نأمل في أن يتمسك اللاعبون الخارجيون الآخرون بنفس المبدأ، بما يخدم توفير الظروف اللازمة لتجاوز الوضع الراهن" في لبنان.