يتصدّر ملف داعش اهتمامات زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية، وذلك بهدف توحيد الجهود لمواجهته، لا سيما في ضوء تمدده في مناطق جغرافية جديدة في كل من العراق وسوريا.

الرياض: أكد خبراء سعوديون أن ملف مكافحة تنظيم "داعش" سيتصدر اهتمامات الرئيس الاميركي باراك اوباما في مباحثات القمة الخليجية الأميركية المرتقب انطلاقها الخميس 21 ابريل في العاصمة السعودية، والتي وصلها أوباما الأربعاء المقبل، حيث يجري مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان، كما يحضر القمة الأميركية الخليجية بحضور السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، وعمان.

وبرزت مؤخرا مخاوف خليجية أميركية بشأن المخاطر التي بات يشكِّلها التنظيم على أمن المنطقة عمومًا، وأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، لاسيما في ضوء التمدد المفاجئ والسريع له في مناطق جغرافية جديدة في كل من العراق وسوريا، وتبني التنظيم لتفجيرات إرهابية راح ضحيتها عشرات المدنيين وأصيب جرَّاءها المئات في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.

خطر كبير

الباحث والأكاديمي الدكتور سلطان المهدي، أوضح أن ثمة مؤشرات واضحة باتت تؤكد أن مخاطر تنظيم داعش لا تقتصر على الداخل العراقي فقط، وإنما قد تمتد إلى دول المنطقة، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا في حديثه لـ "ايلاف" إلى أن هذا الأمر يستدعي وجود جهود مشتركة والتحرك بشكل جيد على مستوى التنسيق الأمني بما يحصّن المنطقة، وهي الأمور التي سوف يبحثها الرئيس الأميركي مع قادة السعودية والدول الخليجية. 

وقال المهدي إن محاولات إحلال داعش بدل تنظيم القاعدة، الذي تمكنت السعودية من الانتصار عليه، لا شك أنها تشكل خطرًا كبيرًا وتحديًا جديدًا للأمن في المنطقة، وأضاف: "أعتقد أن المباحثات حول داعش ستحلل البعد الإقليمي للأزمة والتداعيات المحتملة والاتفاق على ملامح التعاون المشترك، من خلال تبنى حلول لبناء قدرات عسكرية وأمنية ذاتية لدول المجلس، مع أهمية استمرار الدعم الخارجي الأميركي والغربي".

حجر الزاوية

من جهته ، أكد الخبير الاستراتجي الدكتور على التواتي، أن هناك قناعة لدى الأميركيين بأن ملف داعش لا بد أن يعلو الملفات كافة، لاسيما بعد إعلان الروس انسحابهم من سوريا وعدم استعدادهم بالدخول في حرب ضد داعش نيابة عن واشنطن وحلف شمال الأطلسي، وقال التواتي، وهو عميد ركن سابق في الجيش السعودي، لـ "إيلاف"، إن الملف المشترك بين السعودية وإيران هو داعش، حيث تسعى واشنطن لأن يكون هذا الملف بمثابة نقطة التقاء بين الطرفين، لكن الهوة كبيرة وغير قابلة للتقارب، إلا بتنازل الطرف الأميركي عن النظرة الأحادية للأمن. 

وقال التواتي إن أميركا ترى أن التعاون مع إيران يمثل حجر الزاوية في امن المنطقة، وهي تريد أن تحمًل دول المجلس جزءًا اكبر من تكاليف محاربة داعش، في محاولة لسد فراغ خروج الروس، وبعد أن وجدت أن إيران غير قادرة على فرض إرادتها على المنطقة كما توقعت، وتابع التواتي: "أنا أتصور أن اوباما في سنته الأخيرة، ومن خلفه الحزب الديمقراطي، يحاول إعادة ترتيب أموره في الانتخابات المقبلة، لا سيما بعد أن اتهمت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، اوباما وكيري، بأنهما من تسببا بوجود داعش بتخليهم عن المنطقة"، وأضاف: "اوباما يصرح الآن بأن الإستراتجية يمكن أن تتغير، لكنها لن تتغير، ولا يمكن أن يضع قوات قتالية ذات قيمة لا في العراق ولا في سوريا لمحاربة داعش، ويريد من دول الخليج ان تقوم بهذا الدور".