بتكليف من الكونغرس، وبتفويض من الرئيس الأميركي باراك أوباما، سيتم استهداف مؤسسات حزب الله العالمية، في أعقاب الإجراءات الإقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية ضد حزب الله، فهل ينسحب من سوريا، في حال تم التضييق عليه إقتصاديًا؟.

بيروت: كشف مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة "الإرهاب"، أستاذ الدراسات الدولية المتقدمة التابعة لجامعة جونز هوبكنز ماثيو ليفيت، في تقرير له في أحد المواقع الأميركية المتخصصة في الشؤون السياسية، أنه من المتوقع أن يصدر (مدير الاستخبارات الوطنية) خلال الأسابيع المقبلة تقريرًا، بتكليف من الكونغرس، وبتفويض من الرئيس الأميركي باراك أوباما، لاستهداف المؤسسات العالمية التابعة لـ"حزب الله" في أعقاب العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأميركية، ومن بينها لوائح الاتهام التي أصدرتها وزارة العدل، وتصنيفات وزارة الخزانة في المستقبل القريب.

ماذا يعني اليوم إستهداف المؤسسات العالمية لحزب الله من قبل الكونغرس الأميركي؟، وكيف يؤثر هذا الأمر على لبنان؟.

تعقيبًا على الموضوع، يرى النائب إيلي ماروني (الكتائب اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف"، أن الدول لديها قدرة، كالولايات المتحدة الأميركية، على استهداف مؤسسات حزب الله العالمية، فحزب الله يملك مؤسسات عالمية كثيرة، ورأينا كم هي استثماراته ومداخيله منها، والدول الغربية خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية ستكون نافذة في هذا الموضوع، لأن حزب الله بالتأكيد سيتأثر جراء هذا الموضوع، وستنخفض مداخيله، وسيتم حظر التعامل معه، وسيكون هناك تضييق على التعامل مع المؤسسات العالمية التابعة لحزب الله، وهذا يؤدي إلى العجز المالي، الذي سينتج منه الضعف الميداني العسكري، إلا إذا تلقفت إيران حزب الله من جديد، وضاعفت مخصصاته، أو سارعت سوريا ونظامها بدعم حزب الله.

أما النائب عاصم عراجي (المستقبل) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن التمني اليوم بألا يتأثر لبنان بهذا الإجراء، وقد تحدث حاكم مصرف لبنان بالأمس أنه سيطبّق القانون الخاص بالعقوبات الإقتصادية ضد حزب الله من قبل أميركا، وهو أمر جيد، لأنه يحمي النظام المصرفي اللبناني.

حزب الله في سوريا
وردًا على سؤال هل يساهم هذا الموضوع في إمكانية عدم متابعة حزب الله حربه في سوريا؟، يجيب ماروني أنه في ما خص مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا فبدأ الحديث في الكواليس عن بعض الانسحابات، ليس بسبب التضييق المالي، لكن بسبب التسوية الأميركية الإيرانية في المنطقة، لذلك بدأ الحديث عن مخططات لعودة حزب الله إلى لبنان وترك سوريا.

يلفت عراجي إلى أن حزب الله يجب أن ينسحب من سوريا، مع هذا الإجراء أو بدونه، وعليه أن يجنّب لبنان النار السورية، إن كان مع عقوبات أو بدونها، لأن حزب الله أدخل لبنان في أتون الحرب السورية، ومنذ فترة طويلة نطالبه الانسحاب من سوريا، كي لا نشهد إنقسامًا داخليًا وردود فعل علينا في لبنان.

تأثير على لبنان
ولدى سؤاله كيف يؤثر هذا الموضوع، أي استهداف المؤسسات العالمية لحزب الله على لبنان واللبنانيين، الذين يملكون مؤسسات عالمية في الخارج؟، يجيب ماروني أن اللبنانيين يعانون من التضييق في الخارج، بسبب بعض سياسات حزب الله، ولمسنا الثمن الذي يدفعه اللبنانيون في دول الخليج، وخصوصًا فئة معينة متعلقة بحزب الله، ويبقى اللبناني كبش محرقة، بسبب حزب الله، ويدفع الأثمان، والتضييق على مؤسسات اللبنانيين في الخارج يساهم في قدرات المغتربين في المساهمة بمداخيل لبنان.

يؤكد عراجي أن المهم ألا يتأثر اللبنانيون في الخارج، مع وجود شروط معينة لاستهداف المؤسسات العالمية التي تتبع لحزب الله فقط، وليس أي مؤسسة عالمية لبنانيّة، ونأمل ألا تتأثر المؤسسات التي لا تتعامل مع حزب الله.

رد حزب الله
ما هو الرد المتوقع من حزب الله في حل تم تطبيق هذا الإجراء؟، يقول ماروني إن حزب الله يعتبر دائمًا أن مقابل كل مصدر دخل يتوقف، لديه مصادر أخرى رديفة، ولديه أبواب واسعة، فإذا أُقفل باب تُفتح أبواب أخرى، لذلك يجب أن نترقب ما هي مفاعيل هذه الإجراءات والضغوطات على حزب الله.

ويقول عراجي إن حزب الله لديه القدرة الإقتصادية للتصدي لهذا الإجراء، ونتمنى على هذه العقوبات أن تشمل أشخاصًا معينين فقط، لدى أميركا علامة استفهام تجاههم.
&