الرباط: قال العاهل المغربي الملك محمد السادس انه حريص " على جعل جهة الصحراء المغربية محورا للمبادلات التجارية والتواصل الإنساني بين إفريقيا وأوروبا".

وأضاف الملك محمد السادس في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الإفريقي الأول حول الصيانة والحفاظ على الموروث الطرقي والابتكار التقني، الذي افتتحت أشغاله اليوم الأربعاء بمراكش،وتلاها مستشاره عبد اللطيف المنوني "سنقوم ببناء الميناء الأطلسي الكبير للداخلة( ثاني اكبر مدن الصحراء) ، إضافة إلى التفكير في بناء خط للسكة الحديدية، من طنجة إلى لكويرة، لربط المغرب بباقي الدول الإفريقية الشقيقة".

وذكر ملك المغرب بإشرافه اخيرا بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء الذي استرجع المغرب من خلالها الصحراء من الاستعمار الإسباني ، على إطلاق مشاريع متكاملة لتعزيز إدماج مناطق شمال المملكة بجنوبها، موضحا أنه سيتم بلوغ هذه الغاية من خلال الإقدام على إنجاز طريق سريع بمواصفات عالمية، يربط أكادير بالداخلة، عبر تيزنيت والعيون، وصولا إلى الحدود المغربية - الموريتانية جنوبا.

واضاف العاهل المغربي انه بجانب القفزة النوعية التي تحققت في مجال تطوير وعصرنة الشبكة الطرقية ،تم إعداد مخطط استراتيجي للنهوض بالبنية الطرقية في العشرين سنة المقبلة، يحظى في إطاره الحفاظ على الرصيد الطرقي بأهمية خاصة.

وقال العاهل المغربي إنه "وتفعيلا لمنظورنا المتكامل، يولي هذا المخطط مكانة أساسية للمحاور الإستراتيجية في اتجاه غرب إفريقيا، تشكل فيه أقاليم الصحراء المغربية حلقة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، فضلا عن استكمال الطريق السيار المغاربي شرقا، من أجل تسهيل المبادلات مع دول الجوار".

في سياق ذلك،أكد الملك محمد السادس أن هذه المشاريع الطموحة، بما في ذلك المشاريع الكبرى للطاقة الشمسية والريحية، والبنيات التحتية، لا تهدف إلى تنمية المنطقة وحدها فحسب، "بل نطمح من خلالها إلى ربطها بالدول الإفريقية الشقيقة، بما يساهم في النهوض بتنميتها".

واشار الملك محمد السادس الى أن المغرب يأخذ على عاتقه وضع الخبرة المهمة التي راكمها، منذ سنوات، في مجال الحفاظ على الرصيد الطرقي، رهن إشارة البلدان الإفريقية، بموازاة مع انفتاحه على تقاسم التجارب الناجحة لأشقائه في هذا الميدان.

وقال ملك المغرب إن "التعاون جنوب- جنوب الذي نبتغيه، ليس مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي، بل نحرص على تجسيده عبر مشاريع ملموسة، تعود بالنفع على شعوب بلداننا، وتعبد الطريق لإرساء شراكات واعدة، تشمل كافة الأطراف المعنية، سواء في القطاع العام أو الخاص، وفي مختلف المجالات، التنموية والاجتماعية والبيئية".

وأوضح العاهل المغربي أن التعاون الدولي وتبادل المعلومات والتجارب يكتسي أهمية كبرى في مختلف المجالات، مضيفا أن الانفتاح والتعاون بين الدول الإفريقية، ومع دول الشمال في مجال البنيات التحتية، لمن شأنه أن يساهم في تطوير وتحديث هذا القطاع، والحفاظ على مكوناته وصيانتها.

وزاد الملك محمد السادس قائلا "لذا، ينبغي للدول الإفريقية أن تنخرط في كل المبادرات، التي تهدف إلى تعزيز هذا التعاون، للمساهمة في تحسين الشبكات الطرقية ببلداننا، وتطوير نظم تمويلها، والتفكير الجماعي المنتظم، المتعلق بالسياسة الطرقية، وتقنيات الصيانة، ضمن الهيئات المهنية الوطنية والجهوية والدولية". 

وذكر عاهل المغرب بأن القارة الإفريقية، عرفت خلال العشرية الأخيرة، تطورا ملحوظا في مجال التجهيزات الأساسية، بفضل مؤهلاتها البشرية والطبيعية المتكاملة.

وأشار الملك محمد السادس إلى أن وتيرة التنمية المسجلة في السنوات الأخيرة بإفريقيا تزيد من ضرورة تحسين جودة خدمات الشبكة الطرقية، لمواكبة حاجيات حركية أزيد من مليار نسمة، من عدد سكان القارة، والذي يرتقب أن يتضاعف في أفق سنة 2050.

ويروم المؤتمر الإفريقي الأول حول الصيانة والحفاظ على الموروث الطرقي والابتكار التقني، الذي ستتواصل أشغاله إلى يوم غد الخميس بقصر المؤتمرات بمراكش، مناقشة وتبادل التجارب حول إشكاليات صيانة البنيات التحتية الطرقية. 

وسيتم خلال هذا المؤتمر، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، تخصيص حيز كبير للتقنيات الطرقية الرملية، وتقنيات معالجة التربة، وصيانة الطرق غير المعبدة، وصيانة المنشآت الفنية، وبيئة الطريق، والمعالجة وإعادة التدوير في السياق الحالي الذي يتميز بشح الموارد الطبيعية، والحاجة إلى إعادة استعمال مواد قارعة الطريق وتقليص بصمة الكربون في البناء الطرقي