أصيب حزب الله بمقتل في سوريا، بعد سلسلة اغتيالات طالت قيادييه، آخرها تصفية قائده العسكري في دمشق، مصطفى بدر الدين.

إيلاف من لندن: قتل القيادي البارز في حزب الله مصطفى بدر الدين الأسبوع الماضي في دمشق في عملية لا يزال يلفها الغموض. وتستند مصادر مطلعة إلى التصريحات الأمنية السورية التي تؤكد استهداف بدر الدين بعبوة أو بصاروخ موجه من طراز «سبيس»، لتبين لـ«إيلاف» أوجه التشابه بين هذه العملية وعملية اغتيال سمير القنطار في منطقة جرمانا بالقرب من دمشق قبل عدة أشهر، والتي جاءت بعد تحليق مقاتلة إسرائيلية في أجواء سوريا، أطلقت صاروخ «سبيس» الذي ينفجر بقوة ويؤدي للموت جراء الارتداد وقوة الانفجار، وهو ما حدث لبدر الدين.

وهذه ليست العملية الأولى التي توجع حزب الله في سوريا، فقبلها كانت تصفية القنطار، وعماد مغنية وغيرهما من القياديين البارزين مثل علاء البوسنة (علي فياض).

الرفاهية والنساء!

يذكر أن مصطفى بدر الدين الملقب بـ"ذو الفقار"، هو من مؤسسي حزب الله اللبناني، ولد في العام 1961 ويعتبر مهندس عبوات مخضرماً، وقد قاد في السنوات الاخيرة كل عمليات حزب الله العسكرية في سوريا وورث منصبه بعد اغتيال عماد مغنية في العام 2008 على يد اسرائيل في دمشق، وذلك عبر عبوة ناسفة وضعت في سيارته بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق.

مصادر خاصة لـ«إيلاف» أكدت أن بدر الدين قاد الوحدة 1800 التي ساعدت حماس في غزة وفصائل أخرى للقيام بعمليات داخل اسرائيل. أيضا كان ضالعاً في عمليات الوحدة 2800 والتي كانت مسؤولة عن عمليات ضد السنة وضد قوات التحالف الدولي في العراق، وتضيف المصادر أن بدر الدين كان احد مخططي عملية تفجير مقر الجالية اليهودية في بوينس ايريس .

احد الأسماء الحركية التي حملها بدر الدين في لبنان هو سامي عيسى، وكان ابن عم وصهر عماد مغنية، ويقال انه احب الرفاهية والنساء وكانت له اكثر من عشيقة على الرغم من كونه متزوجًا، كما أحب السيارات الفارهة واقتنى بعضًا منها، وكان يمتلك مجموعة محلات لبيع المجوهرات في بيروت، اسم احدها كان "سامينو"، وبعد الكشف عن اسمه الحركي هذا، تغيّر اسم المحل ليصبح "امينو".

المصادر تقول إن بدر الدين حافظ طيلة سنوات عديدة على هدوء تام، ولم يظهر للاعلام، وابتعد عن أي ظهور علني، كما كان مطلوبًا للمحكمة الدولية بتهمة التخطيط والتنفيذ في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

الصاروخ نفسه

بدر الدين كان مسؤولًا ايضًا، بحسب اجهزة استخبارات اجنبية، عن نقل الاسلحة النوعية من سوريا الى لبنان، وجُل عمله كان قرب مطار دمشق الدولي، كما كان متورطًا في عملية قتل الاسرائيليين في العاصمة البلغارية بورغاس. ولهذه الاسباب ولغيرها، فإن اسرائيل تعقبته وراقبت تحركاته وربما استهدفته في مطار دمشق &ليلة الثلاثاء - الاربعاء، فقد اعلن عدد من وسائل الاعلام العربية والاسرائيلية والاجنبية استهداف اسرائيل لقافلة اسلحة كانت في طريقها من مطار دمشق الى لبنان. كما ان لدول عربية وأجنبية ثأراً مع مصطفى بدر الدين، ومن الطبيعي ان يحاول كل هؤلاء استهدافه واصطياده، كما تقول المصادر.

في تفاصيل الاستهداف، تقول المصادر إنه يبدو وبحسب التصريحات الامنية السورية أن بدر الدين استهدف بعبوة أو صاروخ موجه من طراز "سبيس"، وان عملية اغتياله وساحة الانفجار تشبه ما حدث عند اغتيال سمير القنطار في جرمانا بالقرب من دمشق قبل اشهر بواسطة نفس نوع الصاروخ الذي، وبحسب المعلومات، اطلقته مقاتلة اسرائيلية كانت في الاجواء السورية، وهنا يقول المحققون السوريون إن بدر الدين تعرض للاغتيال بصاروخ من طراز "سبيس"، الذي ينفجر بقوة كبيرة ويؤدي للموت نتيجة الارتداد الهائل وقوة الانفجار، وهذا ما حدث لبدر الدين بحسب المعلومات المتوافرة.

هروب من الرد

حزب الله من جهته، وبعد يوم من اعلانه مقتل بدر الدين، اتهم من أسماهم بـ"التكفيريين" بقصف مقر بدر الدين واغتياله، فيما قالت المصادر لـ"إيلاف" إن حزب الله امتنع عن اتهام اسرائيل كي لا يتعهد رسميًا بالرد الذي قد يؤدي إلى حرب جديدة، لانه وبعد حرب لبنان الثانية فهم ان الرد الاسرائيلي على أي هجوم قد يكلفه الكثير، وهو لا يريد في هذه المرحلة أي مواجهة مع اسرائيل، لا سيما في خضّم حربه الدائرة في سوريا والخسائر الكبيرة التي يتكبدها في صفوف عناصره وقادته، بالاضافة إلى الخسائر المعنوية وضعفه عربيًا، حيث تحوّل إلى منظمة ارهابية في معظم الدول العربية.

اما بشأن خلافة مصطفى بدر الدين، فالأمر ليس سهلًا بحسب المصادر، مشيرة إلى أن غياب بدر الدين سيترك فراغًا كبيرًا من الصعب على من سيأتي بعده أن يشغله، فيما تبرز بعض الاسماء المطروحة، وهي ابراهيم عقيل وطلال حمية وفؤاد شكر، الا ان احدًا منهم لا يمتلك تجربة وقدرات وتاريخ مصطفى بدر الدين.

على صعيد آخر، تتحدث المصادر عن بلبلة في صفوف قيادة حزب الله بعد مقتل بدر الدين وعماد مغنية وعلاء البوسنة وجهاد مغنية واللقيس وسمير القنطار، وهذه البلبلة ناتجة عن عدم وجود بديل يستطيع النهوض بحزب الله بعد حسن نصر الله في حال غيابه عن الساحة لأي سبب من الاسباب، فيما لا يمتلك نائبه نعيم قاسم أو هاشم صفي الدين، المرشحان لخلافته، القدرات القيادية التي يتمتع بها نصر الله.
&