إيلاف من بيروت: رأى وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، أن «الإرهاب التكفيري لا يختلف عن الإرهاب الإيراني نهائيًا». معتبرًا أن «التفجيرات التي ضربت بلدة القاع اللبنانية هي إحدى نتائج تدخل حزب الله في سوريا».

وقال ريفي في مقابلة خاصة مع «إيلاف» إنه «لا توجد عندي مخاوف من انفجار كبير في لبنان، ولكن بجانبك بركان، وهذا البركان يقذف حممه، وهذه الحمم لا بد أن يصيبنا جزء منها، لكن أطمئن كل اللبنانيين إلى أننا قادرون على السيطرة عليها».

ريفي اعتبر ان «المشروع السياسي لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ليس ملكًا لأحد، والوفاء لمدرسته يكون للوطن والقضية والشهداء وليس للأشخاص»، مشيرا إلى أن «الحوار السياسي الثنائي مع حزب الله يفيد الأخير أكثر من تيار المستقبل».

وحمّل وزير العدل اللبناني، مستشاري الرئيس سعد الحريري، وعلى رأسهم النائب السابق غطاس خوري، مسؤولية توريطه في موضوع ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية «وذلك لأسباب ومصالح شخصية».

وأكد ريفي أن «المدرسة السعودية تختلف عن المدرسة السورية التوتاليتارية، التي تتدخل في قضايا ناطور البناية والمختار. السعوديون أكبر من ذلك، وقدموا إلى لبنان كامل الرعاية الاقتصادية والسياسية».

واستبعد ريفي في مقابلته مع "إيلاف" أي إمكانية للتحالف مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في اي استحقاق انتخابي مقبل. وأكد أنه «لن أتحالف معه، فقنواته مفتوحة على 8 آذار بشكل واضح».

النص الكامل للمقابلة:

من خلال خبرتك وخلفيتك الامنية، كيف تنظر إلى ما حصل في بلدة القاع؟

في البداية أوجّه تحية كبرى إلى أهلنا في البقاع، وخصوصا في البقاع الشمالي، الذين حافظوا رغم جراحهم الكبيرة، على وحدتهم الوطنية، وأتوجه بالتعازي إلى أهالي "الشهداء" وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأقول للجيش اللبناني وكل الأجهزة اللبنانية: نحن نثق بكم ونحن معكم في الدفاع عن الوطن بمفردكم من دون مساندة أحد، التفجيرات التي حصلت كبيرة جدا، وهذه تداعيات الوضع السوري ونتائج تدخل حزب الله أو (حركشة حزب الله في وكر الدبابير)، وقد حذَرناه أكثر من مرة، فليتوقف عن تبريره بالقتال الدفاعي تجاه الارهاب التكفيري، الارهاب التكفيري لا يختلف عن الارهاب الإيراني نهائيا. قراءتي الأولية أن القاع كانت تستخدم كممر للعبور إلى مكان آخر.

هل تعتبر أن ما حصل في القاع هو تكملة لمسلسل التفجيرات التي ضربت الهرمل والضاحية وطرابلس أم اننا بتنا اليوم على مفترق طرق حاسم؟

سبق وقلت للبنانيين لا يوجد عندي خوف من انفجار كبير، ولكن بجانبك بركان، وهذا البركان يقذف حممه، وهذه الحمم لا بد أن يصيبنا جزء منها، وأطمئن كل اللبنانيين إلى أنها ضمن قدرتنا في السيطرة عليها ومنعها من أن تؤدي إلى الانفجار الشامل على الأراضي اللبنانية.
وحكما بطبيعة الوضع السوري قد تقع بعض الأحداث المتفرقة، وأتصور أن الجيش اللبناني والأجهزة اللبنانية قادران على منعها من إحداث الحريق الكامل .

في السياسة هل يتحمل حزب الله مسؤولية ما يحدث من خضات أمنية في لبنان تحديدا التفجيرات هذه بفعل التدخل في سوريا؟

نبهت يوم كنت في موقعي الأمني، على طاولة مجلس الوزراء برئاسة ميقاتي، التي كانت تضم قوى 8 اذار، من دخول حزب الله في الوحل السوري، وقلت أنتم تدّعون قتال الارهاب فلنتوقع الارهاب المضاعف، فالذي تقتل أولاده في سوريا توقع منه كل شيء، وقد نبهنا حزب الله إلى هذا الامر، ولكن للأسف ضرب بعرض الحائط إرادة كل اللبنانيين، وذهب إلى سوريا، لكي يتورط في القتال السوري، ليس هناك تنظيم مسلح في العالم يذهب إلى خارج حدوده، ويقاتل ويتأمل ألا يكون هناك رد فعل نهائي. هنا لا أبرر "الارهاب التكفيري"، ولكن أقول حقيقة إن الارهاب الايراني الذي يمارسه حزب الله في لبنان برأيي يتساوى مع الارهاب التكفيري، وتنبغي الإشارة إلى ان تدخل حزب الله في سوريا هو أحد الأسباب الرئيسة لاستقالة ميقاتي، فالحزب تورط في سوريا قبل ولادة حكومتنا (حكومة الرئيس تمام سلام).

هل تتحمل الحكومة اللبنانية الحالية مسؤولية تدخل حزب الله في سوريا؟

على المستوى النظري هناك مسؤولية تقع على كل الحكومات، ولكن لا ننسى بأن هناك واقعا قبل العام 2005 حيث كان النظام السوري مسيطرا على كل مفاصل الدولة اللبنانية، وهذه السيطرة مكنت حزب الله بقرار مشترك سوري إيراني من إنشاء بنية عسكرية كاملة على الأراضي اللبنانية، ومكنته من وضع يده على مفاصل كبرى في الدولة اللبنانية، ما جعل من الحكومة اللبنانية أعجز من أن تتخذ قرارها كباقي الحكومات، وفي بعض الأمكنة فقدت الدولة السيطرة، ما أدى إلى قيام تنظيم حزب الله تحت عنوان "قتال اسرائيل" بأخذ شرعية لسلاحه واحتمى بالقضية العربية المركزية. في العام 2006 كان القتال الأخير ضد الاسرائيلي، وبعد هذا العام ارتد هذا السلاح على الداخل اللبناني، وبعدها على الداخل السوري، وعلى باقي الساحات العربية. انطلاقا مما سبق المسؤولية تقع على عجز الحكومة اللبنانية (حكومتنا والحكومات التي سبقت) والواقع السوري مكن من نمو هذا الجسم بمظلة عسكرية ومخابراتية سورية فأصبح خارج خط الدولة اللبنانية.

نعود إلى انتخابات طرابلس هناك سؤال، كيف سيكون وضعك السياسي اليوم لو لحقت الهزيمة بلائحتك في الإنتخابات البلدية؟

لو قالت طرابلس لا يعنيني أشرف ريفي، كنت أديت التحية لخيارات أهل طرابلس واعتزلت العمل السياسي. أنا احمل قضية لا أسعى إلى مركز أو إلى موقع. وأقول إن الموقف يتقدم على الموقع عندي، وبالمفهوم التقليدي قيل لي لماذا تصر على خوض الانتخابات بوجه كل القوى السياسية؟، فكان جوابي بأن هدفي ليس الربح أو الخسارة، أنا أتيت لكي أسجل موقفا ينسجم مع قناعاتي وطروحاتي السياسية. بالمفهوم التقيلدي كان من المفترض لو أنني خسرت أن أنكفئ عن الساحة وأعتزل العمل السياسي. أما بمفهومي أنا حامل القضية الذي لا يعطي اعتبارا لمركز وللوظيفة وللموقع وللوزارة نهائيا كان من الممكن أن أستمر حتى لو خسرت بحمل الراية والقضية إلى أن أصل إلى برّ الأمان.

أعود إلى المفهوم الذي انطلقت منه، المضادون لقضيتي، لم يتركوني سابقا، ولن يتروكني لاحقا، وكما يعرف الجميع وضعت سيارة مفخخة تحت منزلي اثناء وجودي بداخله وتم تفجيرها ولكنني نجوت وعائلتي. كعسكري سابق انا على علم بأنه وبحال حملت قضية سواء كانت سياسية أم عسكرية فمن الممكن أن يكون ثمنها غاليا جدا وهؤلاء الشهداء مثال على ذلك. فمن حمل قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقضية المحكمة الدولية دفع ثمن حياته، وأنا أعتبر نفسي شهيدا حيا إلى أن يحين الأجل. 

هل ستستجيب لتمنيات الرئيس سعد الحريري وستحل عن رفيق الحريري؟

الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليس ملكا لأحد بالمعنى السياسي، سعد الحريري وكل عائلة الحريري أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير، هم يملكون ثروة، وعقارات الرئيس الحريري، ويستطيعون التحكم بها، فهي ملك لهم، وإنما المشروع السياسي، أنا شريك فيه أكثر من أي واحد، أنا كنت قبل 11 عاما من الاغتيال شريكا في المشروع السياسي، فإذا المشروع السياسي هو ملكنا كلنا، وهو ليس ملكا حصريا لأحد.

حكي عن علاقة وطيدة تجمعك ببهاء الحريري شقيق الرئيس سعد الحريري ما صحة هذا الأمر؟

هناك علاقة تجمعني بكل أفراد عائلة الحريري، وهي مجمّدة فقط مع سعد الحريري، والعلاقة متواصلة مع كل أفراد بيت الحريري، ولم تنقطع أو تتغير نهائيًا.

الحريري قال إن اهم ميزات مدرسة والده الصدق والوفاء. هل أراد من خلال هذه العبارة الغمز من قناتك؟

هو كان واضحا وكان يتوجه بكلامه إليّ، ولكنني رددت عليه بطريقة ثانية، الوفاء يكون للقضية، الوفاء ليس للشخص، أنا لست رجل أحد، ولا أستزلم لأحد، ولا أتبع أحدا، وهذا منطق ساقط نهائيا. أنا ما زلت وفيا لقضيتي ولشهدائي، وقد أكون أوفى من غيري للشهداء وللقضية. لم أنحرف عن القضية كي آخذ خيارات لا تنسجم مع ثوابتنا، هو الذي انحرف وأنا ما زلت أصر على أن أبقى على ثوابتي وعلى قضيتي. ولهذا أكرر الوفاء يكون للوطن والقضية والشهداء وليس للأشخاص.

في الوقت الذي شنّ فيه الحريري هجوما على حزب الله، نراه يستكمل الحوار مع الحزب هل هناك جدوى من هذا الحوار؟

كانت لديّ نظرية أخرى، وكنت أنا واللواء الشهيد وسام الحسن قناتي الاتصال مع حزب الله عندما كنا في موقع أمني. أنا مع أن تبقى القناة الأمنية أما قناة التّواصل السّياسية الثنائية أو المتعددة فأنا ضدها لأن حزب الله يأخذ منها شرعية معينة، ويغطي على نفسه مستفيدا من طاولة الحوار، ولا يوجد تكافؤ في القوى. حزب الله يملك سلاحه، وهو يجلس على الطاولة، ويملي ما يريد ولا يحاول أحد اقناعنا أن هذا الحوار لتخفيف الاحتقان السني الشيعي، فعندما اخذ الحزب قرار السابع من مايو كانت هذه القناة موجودة ومفتوحة معه. لهذا أنا لا أرى جدوى من الحوار معه على المستوى السياسي المباشر. فليكن لقاؤنا كلبنانيين في المؤسسات الرسمية اللبنانية في مجلس النواب، مجلس الوزراء في الوزارات وفي أيّ محفل. كفى تشويها لدستورنا واختراع آليات معينة تملي علينا ما يريد حزب الله ولا يوجد فيها تكافؤ بيننا وبين الحزب.

وعلى المستوى اللبناني حكما هناك شيء مشترك مع الحزب، ولكن كمشروع إيراني علينا ان نحضر أنفسنا لمواجهة هذا المشروع. وكما اسلفت كانت هناك صيغة لا تحرج أحدا متمثلة قناة التواصل الأمنية، وهي تبقى لليوميات والحوار السياسي يبقى ضمن المؤسسات الشرعية: مجلس النواب، مجلس الوزراء . طاولة الحوار سواء الوطنية أم الحوارات الثنائية لا جدوى منها وهي غير دستورية وغير قانونية.

هل صحيح ان المستقبل يعمل وفق اوامر سعودية كما قال الوزير نهاد المشنوق؟

لم تمل السعودية اوامرها يوما. السعودية تؤيد الدولة اللبنانية، وكانت تدعم كل اللبنانيين، بعكس إيران التي كانت تدعم حزب الله فقط لمشروعها. السعودية أشرفت على نص الدستور اللبناني الجديد الذي سمي باتفاق الطائف، والذي يعتبر ويصلح لأن يكون منقذا لسوريا والعراق، حيث توجد مجتمعات متعددة. إذا السعودية لم تتعاط مع لبنان كمذاهب أو مجموعات أو حتى كفريق سياسي معين، ولكنها تعاطت مع الدولة لحفاظ أمنها واستقرارها وعيشها المشترك ووضعها الاقتصادي.

سبق وأن رددت على كلام المشنوق، فهذا الكلام مرفوض وغير وقبول وغير مقنع نهائيا. هذا الكلام كان فقط لتبرير صفقة سليمان فرنجية. أنا سبق وقلت إن صفقة سليمان فرنجية لم تكن صفقة سياسية، وإنما هي صفقة business، والذي قام بها وكان عرابها جيلبير شاغوري وغطاس خوري. بالنهاية فلنتوقف عن رمي المسؤولية على الآخرين. السعودية لم تقم إلا بأعمال إيجابية بحق لبنان، يكفي رمي الاتهامات يمينا ويسارا على الآخرين.

اليوم اصبحت تشكل حالة شعبية سياسية موجودة، هل بإمكانك الدخول في حوار مع حزب الله؟

طاولة الحوار الثنائية يستفيد منها حزب الله أكثر من تيار المستقبل، وليس هناك من تكافؤ في القوى، واجدد المطالبة بالعودة إلى حوار عبر قناة تواصل أمنية لا تستفز السياديين والوطنيين في البلد لأنها تعطي نتائج عملية وكل الأمنيين يقومون بها. طاولة الحوار الثنائية يجب أن تلغى بأسرع ما يمكن، فهي لم تعد إلا بالخيبة والخسارة على تيار المستقبل. بالمقابل طاولة الحوار الوطنية برأيي هي بديل من رئاسة الجمهورية ومن مؤسساتنا الدستورية، وهذا في الحقيقة يعد تذاكيا، وهنا أضيف أن طرابلس تعتبر غير ممثلة على طاولة الحوار الوطنية، ولهذا يجب إلغاء طاولة الحوار، وعلينا العودة إلى المؤسسات ولننطلق من المربع الأول.

باختصار طرابلس لا تريد أن تشارك في طاولة الحوار. أما الذين يشاركون باسم طرابلس فقد تم نزع الصفة التمثيلية عنهم. أنا كأشرف ريفي لا أسعى إلى مكان على طاولة الحوار، وإنما اطالب بالغاء هذه الطاولة وعلينا العودة إلى مؤسساتنا الدستورية الطبيعية.

هل سيعزز فوز اشرف ريفي في طرابلس مناخ التطرف؟

فوزي في طرابلس سيعزز الحالة الوطنية السيادية التي تؤمن بالعيش المشترك ويمنع التطرف. وبرأيي الانهزام دفع بجزء معين إلى إنشاء سرايا مقاومة والروح الانهزامية والانبطاح أمام حزب الله أدى إلى ذهاب البعض (المجانين) إلى داعش وإلى التطرف. نحن دورنا يكمن في إشعار الناس بعدم وجود خطر على حياتهم، وهناك اليوم من يتحدث عن وجعهم بعنفوان وبعزة وكبرياء. بواسطة هذه الأمور نكون قد منعنا من الذهاب إلى التطرف.

 كما انه ووفق بتقديرات أمنية، وتزامنا مع خطاب أشرف ريفي الذي يعبر عن المعنويات والثبات على المواقف والعزة والكرامة إنخفضت أعداد الملتحقين بداعش. دورنا هو في العودة إلى الوطن كي نعيش معا. بالأمس قاموا بشيطنة طرابلس، لأنها وقفت بوجه المشروع الايراني، واليوم يحاولون شيطنة أشرف ريفي، كي يقولوا إن التطرف قد انتصر. أنا إنسان معتدل، ولكنني قوي، ولست منبطحا أمام حزب الله. فالانبطاح أمام حزب الله ليس اعتدالا، وإنما هو انهزام، ولا يساهم في لعب دور ايجابي أو وطني.

في السياسة لا عدو دائم ولا حليف دائم. هل من الممكن ان نرى مستقبلا في الانتخابات النيابية تحالفا يجمعك بالرئيس نجيب ميقاتي؟

بالتأكيد لا يمكنني التحالف معه، أنا أنطلق من ثوابتي، فنجيب ميقاتي قنواته مفتوحة على 8 اذار بشكل واضح، وأنا لست من 8 اذار، ولن أتعاون مع أحد من هذه القوى. أنا حالة سيادية، أنا من مدرسة المؤسسات التي أسسها القائد فؤاد شهاب، وحديثا أنا من المدرسة الحريرية السياسية المستقلة.

- يتهمونك بأن تقديمك الاستقالة اردت من خلالها ضرب عصفورين بحجر واحد، تسجيل موقف كبير، وثانيا التخلي شكليا عن الموقع، لانك تعلم ان هناك صعوبة في تعيين بديل، كيف تفسر هذا الأمر؟

لم أكن أناور ولم تكن هناك دراسة لاستحالة الاستقالة أو لا. كل تقديري كان هو أن صلاحيات رئيس الجمهورية تنتقل إلى مجلس الوزراء وكان يمكن لمجلس الوزراء إقرار الآلية التي وضعناها بأن يصدر مرسوما، ولكن كانت هناك حساسية طائفية، إخواننا المسيحيون يقولون إن هذه الصلاحية لصيقة برئيس الجمهورية، ونفضل بألا تعطى إلى مجلس الوزراء، وهذا الذي حال دون قبول الاستقالة، وأنا كنت جادا باستقالتي، ولم أكن أقوم بمناورة، وطبعا ضربت أكثر من عصفورين، لقد ضربت ثلاثة عصافير في الحقيقة: أولا ضربت حالة الشلل للحكومة التي كانت غير قادرة على إيجاد حل لمشكلة النفايات بعد 8 أشهر من وقوعها، ثانيا أنا لا أقبل المساومة على أمن الوطن في موضوع ميشال سماحة. أما الآخرون فقد قبلوا بمساومة معينة، وأنا كنت رافضا موضوع المساومة. ثالثا أنا لا أقبل بأن يتعرض حزب الله لبعض الدول العربية الخليجية الصديقة والشقيقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي لم تقدم إلى لبنان إلا كل خير، ولن نكون صامتين أمام افتراء حزب الله على المملكة العربية السعودية بالشكل الذي كان سافلا وغير مقبول، والذي يسيء إلى علاقتنا العربية وإلى صورتنا العربية.

يلاحظ انك مؤيد نوعا ما لترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، على ماذا تستند في هذا الموضوع، وهل تعتقد ان الجنرال قهوجي هو الشخصية الامثل لتولي المسؤولية اليوم؟

دعني أوضح أمرًا. أنا كنت أجزم وأقول إن لديّ معلومات وقراءة بأنه لن يصل إلى رئاسة الجمهورية لا سليمان فرنجية ولا ميشال عون، وللأسف لم يحن وقت رئاسة الجمهورية، وهناك مرحلة انتظار قد تكون طويلة نوعا ما. عندما يحين الأوان القرار الدولي سينظر إلى وضع المنطقة، فإذا كان هناك "بروفيل" عسكري في المنطقة، سيختارون رجلا عسكريا، وإذا كان هناك "بروفيل" إقتصادي، سيختارون رجلا اقتصاديا، وإذا كان هناك "بروفيل" سياسي سيختارون رجلا سياسيا، فإذا حتى الان لم يتم اختيار أحد، ولا أرشح أحدا في الوقت الحاضر. أنا وقائد الجيش أبناء دفعة واحدة، ونحن أصدقاء وإخوة وأهل مبدئيا، ولكنني لا أريد أن أضفي ميلي الشخصي على خياراتي. عندما نصل إلى مرحلة قريبة للانتخابات سنرى أي "بروفيل" سيكون الافضل.

كيف تصف علاقتك برئيس حزب القوات سمير جعجع؟

نحن والقوات اللبنانية حلفاء استراتيجيون وشركاء في الوطن. كانت لديّ لحظة غضب من خيار سليمان فرنجية. كيف نستبدل حليفًا شريكا معي في كل مراحل النضال وبيننا وبينه قواسم مشتركة عديدة لكي أذهب إلى شخص آخر لا يوازيه حجما، وأساسا ليس حليفي ولا يشبهني في الطروحات، ولا توجد قواسم مشتركة بيننا في موضوع الطروحات السياسية. واعتبرت أيضا أن الدكتور جعجع أخطأ بترشيح عون. أنا ضد ترشيح سليمان فرنجية وضد ترشيح ميشال عون، أنا ضد هذه المناورة.

كيف تنظر الى لقاء جعجع-الحريري؟

لم أتابع اللقاء، ومبدئيا أتمنى أن تتعزز اللقاءات أكثر وأكثر، وأن يعودوا الى تحالفهم، كما كانوا، وأعود وأؤكد أن ليست لنا مصلحة باستبدال حليف بحجم جعجع وثباته ووضوحه ورؤيته بشخص آخر ليس حليفا، وإنما موقعه مع بشار الأسد ومع حزب الله، وتقدم صفوف المعزين عندما قتل مصطفى بدر الدين المتهم الأول باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إذا كيف يكون سليمان فرنجية مرشحنا، وهو ملتصق بحزب الله وبالمشروع الآخر وببشار الأسد، وأضيف للأمانة فرنجية رجل واضح لم يخف يوما ارتباطه بحزب الله وببشار الأسد، من هنا كان عتبي كبيرا، وهو كيف نذهب إلى هذا الخيار، ولهذا أقول إن بعض المستشارين الذين هم حول الرئيس الحريري، وعلى رأسهم غطاس خوري، يتحملون المسؤولية الكبرى بتوريط سعد الحريري بهذا الخيار لأسباب ومصالح شخصية .

اتهم سياسيو الثامن منذ اذار منذ فترة السفير السعودي بلعب دور الحاكم او المندوب العسكري في لبنان؟ كيف تصف علاقتك بالسفير العسيري وبالمملكة؟

السفير شخصية خلوقة ودمثة ويتعاطى مع الجميع باحترام وتقدير، والعلاقة التي تجمعني به علاقة مبنية على الاحترام وتتسم بالايجابية دائما، ودور السفير السعودي لم يكن إلا دورا وطنيا لبنانيا، فهو لم يتدخل بأي تفصيل كما كان يفعل حاكم عنجر. المدرسة السعودية مختلفة عن المدرسة السورية التي هي مدرسة توتاليتارية تتدخل حتى في موضوع المختار وناطور البناية. أما السعوديون فهم أكبر من ذلك، وهم لم يقدموا إلا الرعاية إلى لبنان اقتصاديا وسياسيا، كما قلت خلال اقرار اتفاق الطائف، والذي أصبح دستورا لبنانيا، وكانوا فعلا ضمانة للعيش اللبناني المشترك، وفتحوا أبوابهم لعدد كبير من اللبنانيين، الذين ساهموا في بناء السعودية، وعاشوا من السعودية، لهذا أقول إن الكلام عن استبدال وصاية سورية بأخرى سعودية لا ينطبق على الواقع نهائيا، وفيه افتراء وبعد عن الحقيقة تماما، والمشروع الآخر (مشروع ايران) مشروع وقح فاجر، يتهم الآخر دائما ويشيطنه، وعانينا منه في طرابلس، ولكن برأيي فجوره أصبح مكشوفا.

 يحكى عن دور لعبته شخصيات لبنانية في موضوع العقوبات المالية على حزب الله ما مدى صحة هذا الكلام؟

هذا قرار أميركي، ونعرف تماما بأن أميركا تتهم حزب الله بالارهاب، ثم انتقل هذا الاتهام إلى أوروبا، ومن ثم انتقل إلى الخليج العربي والجامعة العربية، وبالمقابل قام الاميركيون بإقرار قانون بفرض عقوبات مالية على حزب الله، واللبنانيون أضعف من أن يلعبوا دورا في هذا الموضوع، كما كانوا أضعف من أن يساهموا في القرار 1559. هذه العقوبات هدفها تجفيف المنابع المالية لحزب الله وحصره اقتصاديا وخنقه ماليا، ولهذه العقوبات تأثيرات داخل الحزب، والذي يعيشه حزب الله عاشته إيران سابقا، واضطرت في النهاية أن توقع اتفاقا مع الغرب نتيجة الحصار الاقتصادي، ولذلك حكما ستكون لهذه العقوبات تأثيرات على حزب الله.