إبتسام الحلبي من بيروت: يجري أطباء بريطانيون تجربة على خطة علاجية طبيعية من 36 نقطة تعكس العوامل الكامنة خلف مرض ألزهايمر، ربما تكون السبيل إلى استعادة المرضى ذكرياتهم المنسية.

ويعتبر البريطانيون من بين الأوائل الذين يختبرون خطة تعافي مدروسة لمرضى الزهايمر، حيث تتألّف خطة العلاج هذه من 36 نقطة، وتستخدم تغييرات في أسلوب الحياة كالصوم واليوغا والتمارين المعتدلة لعكس العوامل الكامنة خلف المرض. وبعد تجربتها على 19 مريضًا في الولايات المتحدة وفقًا لسلسلة من تقارير الحالات، تبيّن أن نتائجها غير مسبوقة.

لا دواء

وحتى اليوم، لم يتم اكتشاف أي دواء يمكنه إبطاء هذا المرض الذي يصيب حوالى 850 ألف شخص في المملكة المتحدة. وبما أنه لم يحدد سبب الزهايمر الى حد الأن، فإن الفكرة التي تتمحور حولها المقاربة الجديدة هي معالجة كتلة المشاكل الأيضية المتشابكة المرتبطة بالمرض، ما يساعد الناس على محاربته، خصوصًا في مراحله الأولية، حتى أن بعض المرضى الذين انضموا إلى برنامج الدراسة تمكّنوا من العودة إلى وظائفهم وحياتهم الاعتيادية خلال أشهر. ويعتبر النقّاد الإثباتات المقدّمة حتى الآن متناقضة وغير موضوعية، غير أن الأطباء في طرفي الأطلسي يجهّزون 200 مريض متطوّع لإجراء تجارب أولية.

بروتوكول بريدسين

رونجن شاترجي، الطبيب العام المعروف في برنامج "دكتور إن ذا هاوس" على محطة بي بي سي وان، ينوي اجراء تجربة بروتوكول برديسين The Bredesen Protocol على 30 إلى 50 شخصًا يعانون مرض الألزهايمر في مراحله الأولى في المملكة المتحدة، ويتمحور المبدأ الأساسي لبروتوكول بريدسين حول تحسين الوضع الصحي العام للمرضى بدلًا من استخدام الكيمياء المعقّدة من خلال تناول الأطعمة التي تطلق السكر ببطء في الجسم والحصول على حوالى 20 مكمّلًا غذائيًا مختلفًا - زيت جوز الهند والكركمين والبروبايوتيك – والصيام لمدة 12 ساعة في الليل، والحصول على 8 ساعات من النوم الليلي على الأقل. كما ينبغي أن يتلقّى المرضى تمرينات للدماغ وتشجيع على القيام بنشاط جسدي لمدة ساعة على الأقل من 4 إلى 6 أيام أسبوعيًا، ويسعى الدكتور شاترجي ومعالجان غذائيان إلى إنشاء شراكات مع جامعات مختلفة بعد أن حصلوا على تمويل قدره 250 ألف باوند من مؤسسة AIM الخيرية، وهم يأملون في نهاية المطاف أن يتمكنوا من إقناع هيئة الخدمات الصحية الوطنية بمنح الضو الأخضر للعلاج المذكور وتجنّب الألزهايمر ومعالجته.

اهمية الطب الوقائي

ويعبّر شاترجي عن أهمية الطب الوقائي وضرورة النظر عن كثب إلى الأسباب الأساسية للمرض مع التركيز على تدخلات الحياة اليومية. ويصف كيف أبهرته دراسة "بريديسن" الأولى التي نشرت منذ سنتين، يضيف قائلاَ: " من المنطقي جدًا أن سبب مرض مثل الألزهايمر ربما يكون مسارات متعددة لا تعمل بشكل صحيح في الجسم. ومن أهم العوامل التي تعيق علاج مرض مزمن البحث عن حلّ سحري واحد، مع العلم أن معظم هذه الأمراض متعدد العوامل ويستدعي إيجاد حل لأسباب مختلفة في الوقت نفسه"، ويلفت شاترجي إلى أن هذا البروتوكول يتطلّب عملًا إضافيًا وفرصة مناسبة وأدوات ووسائل تضمن الحصول على تدابير موضوعية وذاتية مثل تصوير الأعصاب والاختبارات المعرفية.

 

ترجمت إيلاف هذه المادة عن صحيفة ذي تايمز

المادة الأصل هنا