أنقرة: في أول لقاء له مع صحافيين أجانب منذ ليلة الانقلاب، كشف وزير الطاقة التركي بيرات البيرق، صهر الرئيس رجب طيب إردوغان، عن ان المجلس العسكري التركي الاعلى كان يسعى إلى فصل جميع الضباط المرتبطين بغولن، ولهذا السبب تم تحرك وحدات من الجيش في عملية الانقلاب.&

وصرح وزير الطاقة التركي بيرات البيرق ان السلطات التركية كانت تخطط لعملية تطهير كبيرة للجيش للتخلص من العناصر المرتبطة بالداعية الاسلامي فتح الله غولن قبل الانقلاب الفاشل في 15 يوليو.

وقال البيرق، وهو صهر الرئيس رجب طيب إردوغان، ان وحدات من الجيش ارادت التحرك ضد الحكومة عندما علمت انها ستتعرض لحملة تطهير.

واضاف البيرق، الذي كان بصحبة إردوغان طوال ليلة الانقلاب الفاشل، ان مدنيا هو من حذر الرئيس بشأن المحاولة الانقلابية اولا، ولم تتضح فداحة الموقف الا لاحقا.

تصريحات نارية

وفي اول لقاء له مع صحافيين اجانب منذ ليلة الانقلاب، كشف البيرق عن ان المجلس العسكري التركي الاعلى كان يخطط هذا الصيف للاجتماع لطرد جميع الضباط المرتبطين بغولن الذي تقول انقرة انه وراء المحاولة الانقلابية.&
وقال البيرق "كانوا سيتخذون خطوات مهمة بالفعل للتخلص من ضباط وجنرالات غولن من القوات المسلحة. كنا نعمل بالفعل على ذلك".&

واضاف ان ذلك كان من المفترض ان يكون جزءا من عملية تطهير عامة ضد العناصر الموالية لغولن وكانت ستمتد الى السلطة القضائية وغيرها من المؤسسات. وتابع ان "تم رصد هؤلاء الاشخاص (المرتبطين بغولن) وسلمت القوائم المتعلقة بهم الى الوزارات المعنية".&

واضاف "بعد ان ادرك الانقلابيون ان الامور تسير بهذا الاتجاه، اتخذوا خطوتهم الاخيرة (الانقلاب) في اللحظات الاخيرة".&

وقال ان قسما صغيرا فقط من الجيش الذي يعد 750 الف عنصر، دعم الانقلاب، الا ان شخصيات موالية لغولن نجحت في التغلغل بين الرتب العالية والمتوسطة في الجيش باعداد كبيرة.

ليلة الانقلاب

واوضح "اذا تحدثنا بشكل خاص على مستوى الجنرالات، فسنفهم مدى المشكلة". وكان البيرق، المتزوج من ابنة اردوغان الكبرى اسراء، برفقة الرئيس في منتجع مرمرة الصيفي في جنوب غرب تركيا عندما بلغتهما انباء الانقلاب.

وقال "لقد تلقينا اول مكالمة هاتفية من مدني من منطقة اسطنبول".

وعندما لم يتمكن اردوغان من الاتصال بشخصيات مهمة مثل رئيس هيئة الاركان خلوصي اكار -- الذي احتجزه الانقلابيون -- تبينت له جسامة الموقف.&

واضاف البيرق "اجرينا مكالمات هاتفية مع وزراء وادركنا ان الامر ليس بسيطا ولكنه انقلاب مدبر".&

نسبة ضئيلة

وفي سياق متصل، شارك 8651 عسكريا في الانقلاب الفاشل اي ما يمثل 1,5 بالمئة من الجيش التركي، وفق ما افادت وكالة انباء الاناضول شبه الحكومية التركية.

وبدأت الحكومة عمليات تطهير واسعة النطاق منذ محاولة الانقلاب ليل 15 الى 16 يوليو.

واستخدم العسكريون المشاركون في محاولة الانقلاب 35 طائرة مقاتلة و37 مروحية و246 آلية مصفحة منها 74 دبابة اضافة الى ثلاث سفن، بحسب المصدر ذاته.
واكدت قناة "سي ان ان تورك" ان الانقلابيين استخدموا 7 بالمئة من طائرات الجيش.

وكان إردوغان قال بعيد المحاولة ان قسما صغيرا من الجيش شارك فيها.

واعلنت السلطات الثلاثاء انها وضعت رهن الحبس الاحتياطي 3168 من عناصر القوات المسلحة ضمنهم 143 جنرالا. وهناك آخرون قيد التوقيف الاحترازي.

يلديريم: التطهير لم تنته بعد

حذر رئيس وزراء تركيا علي يلديريم الاربعاء في حديث لقناة "سكاي نيوز" البريطانية من "احتمال اطلاق حملة اعتقالات جديدة" موضحا ان عمليات التطهير التي نفذت بعد الانقلاب الفاشل "لم تنته بعد".

واضاف "ان التحقيق مستمر ولا يزال اشخاص ملاحقين. يمكن ان تنفذ عمليات توقيف واعتقال جديدة (...) لم تنته العملية بعد".

والاربعاء اصدر القضاء التركي مذكرات توقيف بحق 47 موظفا سابقا في صحيفة "زمان" في حين ان اكثر من تسعة الاف شخص وضعوا في الحبس الاحترازي منذ الانقلاب الفاشل.

وجدد يلديريم الطلب الشخصي الذي قدمه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لنظيره الاميركي باراك اوباما بتسليم السلطات الاميركية تركيا فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة وتقول انقرة انه يقف وراء الانقلاب.

واضاف "لا ننوي اطلاقا قطع العلاقات لكننا نشدد على اننا مصرون وقلنا ذلك للحكومة الاميركية".

الثلاثاء طلب غولن من السلطات الاميركية "رفض تلبية طلب (الرئيس التركي) اردوغان" ولا سيما تسليمه لانقرة وذلك في مقال نشر على موقع صحيفة "نيويورك تايمز".

واكد رئيس الوزراء التركي ان الدعوات لاعادة تطبيق عقوبة الاعدام التي الغيت في 2004 جاءت من الشعب التركي في حين ان هذا الامر يقلق المسؤولين الاوروبيين. وقال "ينزل المواطنون الى الشارع للمطالبة بإعادة تطبيق عقوبة الاعدام انه الصوت الوحيد الذي نسمعه في كل الساحات".

وفي حين اوقف ضباط اتراك كبار يخدمون في حلف شمال الاطلسي في افغانستان اكد يلديريم ان تركيا لم تعط اي "تطمينات" للحلف. وقال "بالنسبة الى الحدود الشرقية والجنوبية للحلف اننا البلد الذي يضمن الامن فعلى الاطلسي ان يشكرنا".

وبشأن زيارة إردوغان لروسيا في التاسع من اغسطس قال يلديريم "سنشهد تطورا في العلاقات. هذا ما سنشهده لان تركيا دولة جارة لروسيا. لدينا مصالح مشتركة ومستقبل مشترك".