فيما تم الاعلان عن وجود 3770 مختطفا ايزيديا ما زالوا بقبضة تنظيم داعش بعد سنتين من اجتياحه قضاء سنجار العراقي، دعا بان كي مون جميع الأطراف التي تقاتل التنظيم إلى جعل إطلاق سراح الايزيديين المختطفين هدفاً رئيساً لعملياتها العسكرية .. بينما دعت ممثلته المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع بغداد والمجتمع الدولي إلى جهود لتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.

إيلاف من بغداد: اكد مدير مكتب مختطفي الأيزيديين حسين قائدي عن وجود 3770 مختطفا ما زالوا بقبضة تنظيم داعش بعد سنتين من اجتياح المتطرفين قضاء سنجار وتنفيذ ابادة جماعية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مدينة دهوك في إقليم &كردستان الشمالي بعد عامين من احتلال القضاء الذي يسكنه الايزيديون لايزال هناك أكثر من 400 ألف نازح من مناطق سنجار وبعشيقة يعيشون أوضاعا سيئة في مخيماتهم .

وأشار قائدي لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لسقوط منطقة سنجار بيد داعش الذي قتل واختطف المئات فيما فر الآلاف من السكان المحليين من منازلهم وسبى الاف الايزيديات، الى انه قد تم حتى الان تحرير 2640 مختطفا ومختطفة من الايزيديين وفي المقابل لا زال 3770 يحتجزهم التنظيم .. مضيفا أن داعش يحتجز ايضا 1400 طفل إيزيدي حيث يتلقون تدريبات على القتال وتنفيذ عمليات ارهابية على الرغم منهم.

دعوة لإطلاقهم

ولهذه المناسبة فقد طالب الأمين العام للامم المتحدة جميع الأطراف المنخرطة في قتال تنظيم داعش بأن يجعلوا إطلاق سراح الايزيديين الذين يختطفهم هدفاً رئيساً لعملياتهم العسكرية .&

واعرب بان كي مون عن تعاطفه العميق مع أسر الضحايا ومع الناجين. مدينا بقوة الجرائم النكراء التي يواصل تنظيم داعش ارتكابها ضد المكونات العرقية والدينية المتنوعة في العراق. وأكد قلقه الشديد إزاء سلامة الأشخاص الذين لا يزالون محتجزين لدى داعش وعلى وجه الخصوص آلاف النساء والأطفال الأيزيديين .. وناشد جميع الأطراف المنخرطة في قتال التنظيم أن يجعلوا إطلاق سراحهم هدفاً رئيساً لعملياتهم العسكرية كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تسلمت "إيلاف" نسخة منه .

وشدد الأمين العام على أن الجرائم التي ارتكبها داعش قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحتى إبادة جماعية .. ودعا الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى مواصلة دعم الناجين واستمرار البحث عن سبل تكفل تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة من دون إبطاء على أساس يكفل المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة ويمكن أن تشمل تلك السبل خيار الإحالة على المحكمة الجنائية الدولية.

بيع الاسيرات&

وقبل عامين شن تنظيم داعش هجوماً على منطقة سنجار في شمال العراق حيث نفذ التنظيم حملة ممنهجة واسعة النطاق وغير مسبوقة من أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي لا يتصور العقل حدوثها في القرن الحادي والعشرين حيث استهدفت الحملة السكان الأيزيديين وطوائف أخرى من الأقليات كالشيعة التركمان والشيعة الشبك والمسيحيين ما تسبب بفرار أعداد لا تحصى من المدنيين عن ديارهم.&

وجرى خلال الهجمات على سنجار فصل النساء الأيزيديات الشابات، من قبل الآسرين عن أولئك الأكبر سناً، فيما أقدموا على قتل النساء والرجال المسنين بوحشية وترحيل النساء الشابات والفتيات اليافعات قسراً وبيعهن كسبايا مستعبدات جنسياً حيث يحدد سعرهن على أساس العمر والمظهر والعذرية.&

وقد تعرضت هؤلاء النسوة المباعات كجوارٍ مملوكات للتنظيم إلى الاغتصاب والانتهاكات المستمرة على يد محتجزيهن في نمط من الممارسة سنّه تنظيم داعش قبل أكثر من سنتين من خطف واغتصاب وعبودية جنسية وزواج وحمل وإجهاض قسري وإتجار بالبشر لا يزال مستمراً حتى اليوم.&

تدمير الطائفة&

ومن جهتها قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع زينب بانغورا "عندما زرت العراق في عام 2015 سمعت قصصاً صدمتني حتى النخاع عن ممارسة العنف الجنسي ضد الفتيات الأيزيديات اللائي وصفن كيف جرى تسجيلهن في قوائم وبيعهن في أسواق نخاسة العصر الحديث، ثم اغتصابهن من قبل عناصر التنظيم .. ولا يساورني أدنى شك في أن تنظيم داعش قد استهدف الأيزيديات بأعمال العنف الجنسي بقصد تدمير الطائفة الأيزيدية ويوجد الآن آلاف الأيزيديين من بينهم نساء وفتيات لا يزالون مفقودين".&

وأضافت بانغورا قائلة في تصريح صحافي تسلمته "إيلاف" الجمعة "تجرى الآن حملات عسكرية كبرى ضد تنظيم داعش ولكننا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى عملية دولية لتحقيق العدالة الحقيقية بخصوص هذه الجرائم عملية تحظى بثقة الضحايا وشعب العراق والمجتمع الدولي .. مثل هذه العملية سوف تكون بمثابة أداة فعالة جديدة لتقويض قدرات التنظيم في حين تؤكد مجدداً صون كرامة وإنسانية ضحاياه".&

واشارت الممثلة الخاصة الى أن "النساء والفتيات الأيزيديات وغيرهن من ضحايا فظائع داعش لا يزالون في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والدعم الاجتماعي". ودعت في هذا الخصوص جميع الزعماء الدينيين وقادة المجتمع في المنطقة إلى "استعمال سلطتهم الأخلاقية في مساعدة الأسر والمجتمعات حتى يفهموا أن وصمة العار المرتبطة بالاغتصاب والخجل يلحقان دوماً بالجناة وليس بالضحايا على الإطلاق".&

وشددت بانغورا على "أن أعمال العنف الجنسي المتطرف التي يرتكبها التنظيم لا يمكن أن تمضي دون عقاب .. ويتعين علينا اليوم في الذكرى السنوية للهجمات على سنجار أن نجدد التزامنا للنساء والفتيات اللائي عانين بعضاَ من أبشع الفظائع في عصرنا الحالي بأننا لن ننساهن وأن المجتمع الدولي يقف صفاً واحداً بهدف ملاحقة الجناة ومحاسبتهم".&

وقد تعرض الايزيدون في العراق الى جرائم ابادة عدما بدأ تنظيم داعش اواسط عام 2014 حربه في اقليم كردستان العراق الشمالي حيث إنسحبت قوات البيشمركة الكردية من سنجار بشكل مفاجئ الامر الذي مكن التنظيم من السيطرة على المدينة في الرابع من اغسطس ذلك العام وقتل عدد كبير من الإيزيديين يصل لحوالى 5,000 شخص وقام بسبي العديد من النساء الإيزيديات بينما هرب البقية الى جبل سنجار حيث حوصروا هناك لعدة أيام ومات العديد منهم بسبب الجوع والعطش والمرض إلى أن تمكنت قوات البيشمركة ومسلحو حزب العمال الكردستاني التركي ووحدات حماية الشعب الكردي بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من تأمين هروبهم من الجبل إلى مناطق أكثر أمانا وخدمة.

والايزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول مدينتي الموصل وسنجار في شمال العراق. وهناك أيضًا مجموعات في سوريا وتركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا حيث يُقدّر العدد الإجمالي للايزيديّين بحوالى 800 الف إلى مليون نسمة.&

ويشير الكثير من الباحثين الى أن اسم الايزيديّين جاء من اسم الخليفة من الأسرة الأموية يزيد الأول بن معاوية وقد اعتُبر هذا الخليفة في نظر الايزيديّين تجسيدًا للشخصية الإلهية ويُسمّى "سلطان عازي".

وتعتبر الثقافة الايزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.

&