نصر المجالي: توقع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن يفتح صفحة جديدة مع (صديقه) بوتين خلال محادثاتهما بوم الثلاثاء في سانت بطرسبيرغ، وتنادى الآلاف من الأتراك للتجمع في مدينة اسطنبول دعمًا له ورفضًا للمحاولة الانقلابية بلافتات تقول:"أنت نعمة من الله يا إردوغان" و"مرنا أن نموت وسنفعل".

وقال الرئيس التركي في إنه يتوقع أن المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستفتح "صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية بين البلدين "ولا بد لبلدينا عمل الكثير".

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية (تاس)، قال أردوغان: "ستكون زيارة تاريخية وبداية جديدة، أعتقد أن صفحة جديدة ستفتح في العلاقات الثنائية خلال المحادثات مع صديقي فلاديمير"، لافتًا إلى أن البلدين لديهما "الكثير من الأشياء للقيام بها سويًا".

كما أشاد أردوغان بأهمية الدور الروسي في التسوية السورية، قائلاً "من المستحيل التوصل إلى حل للأزمة السورية دون مشاركة روسيا. وسيكون بإمكاننا تسوية الأزمة السورية فقط بالتعاون مع روسيا".

وفي معرض تعليقه على علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، قال أردوغان: "الاتحاد الأوروبي تخلى عن وعود قطعها لتركيا... هو يخدعنا منذ 53 سنة... نحن وبشكل منهجي نبرهن على نزاهتنا وننتظر الرد بالمثل من الاتحاد الأوروبي...على الاتحاد أن يترك سياسة الكيل بمكيالين".

تجمع اسطنبول&

وإلى ذلك، تجمع مئات الآلاف من الأتراك في مدينة اسطنبول يوم الأحد استجابة لدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب واستعراض القوة في مواجهة انتقادات غربية لعمليات تطهير واعتقالات واسعة النطاق.

ويتوج "تجمع الديمقراطية والشهداء" في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في اسطنبول ثلاثة أسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها أنصار إردوغان في ميادين بأنحاء مختلفة من البلاد رافعين أعلام تركيا.

وتشكل الغالبية العظمى من المحتشدين من أنصار إردوغان، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "أنت نعمة من الله يا إردوغان" و"مرنا أن نموت وسنفعل".

واعتلى الزعماء المشاركون في تجمع "الديمقراطية والشهداء" في ميدان "يني قابي" بإسطنبول المنصة المخصصة لإلقاء الكلمات، وحيّوا ملايين المشاركين في التظاهرة.

مشاركون&

وصعد إلى المنصة كل من الرئيس أردوغان ورئيس الوزاء بن علي يلدريم، ورئيس البرلمان إسماعيل قهرمان، وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية المعارض دولت باهجة لي، إضافة إلى رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية حسين أوزغور غون، لكن لم توجه دعوة إلى حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد.

وحسب وكالة (الأناضول) حيّا الزعماء الجماهير المحتشدة بالميدان التي ردت عليهم بالمثل وبترديد الهتافات الوطنية.

وأعرب زعيم حزب الحركة القومية المعارض دولت باهجه لي عن سرورة للمشاركة بفخر في (انتفاضة تركيا)، وقال إن منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية هاجمتنا بقوات وطائرات شعبنا.&

وقال باهجه لي إن محاولة 15&يوليو كانت محاولة احتلال جديدة وحملة دمار ومذبحة، مشيرًا إلى أن "عملاء الإمبريالية تستّروا تحت زي الجيش التركي وكل الجهات الخائنة دعمت منظمة غولن الإرهابية".&

كلمة قليجدار أوغلو&

ومن جهته، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو إن تركيا تعيش يومًا هامًا لأن الحياة السياسية فيها خطت خطوة هامة في تاريخها الديمقراطي.

واضاف: كنت أتمنى لو كان زعماء الأحزاب غير الممثلة في البرلمان هنا يُشاركوننا وحدتنا (كلمة أمام تجمع "الديمقراطية والشهداء" بإسطنبول).

وقال قليجدار أوغلو: شهداؤنا الـ240 كُتبوا في تاريخ ديمقراطيتنا الذهبي، ولن ننساهم، وعلينا أولاً أن نُبعد السياسة عن المساجد والثكنات العسكرية والقضاء.

وأكد أن تركيا بدأت عهدًا جديدًا "وإذا تمكّنا من حماية ثقافة التفاهم والتصالح التي نشهدها اليوم نكون قد أنشأنا بلدًا جميلًا لأبنائنا".

وختم زعيم حزب الشعب الجمهوري قائلاً: الشعب استخدم قوته في مقاومة المحاولة الانقلابية من خلال مواجهة الدبابات بالصدور العارية لحماية الديمقراطية.