اعتبر معارض سوري أن قيام تحالف وطني شامل أمر اقرب الى الخيال&منه الى الواقع، لا سيما في ظل معارضة مشتتة.

إيلاف من لندن:&بعد حوالى ست سنوات من نزيف الدم السوري،&لا يزال الحديث يدور في الاجتماعات الخاصة بالمعارضة السورية عن مؤتمر جامع لكل أطيافها يؤدي إلى تحالف وطني شامل، فيما اعتبر معارض سوري أنه أمر أقرب الى الخيال منه الى الواقع في ظل معارضة مشتتة، كما أكد توجيه نصائح أميركية وجهها مايكل راتني المبعوث الأميركي للائتلاف الوطني السوري المعارض حول ضرورة التواصل مع روسيا وحزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الـ "بي ي ديه".

وفي هذا الصدد قال شلال كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا عضو الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي في تصريح خاص لـ"ايلاف"& إنه لا شك أن أي جهد يُبذل من اجل ان تجتمع مختلف اطياف المعارضة السورية لبناء تحالف واحد موحد" أمر جيد ومطلب كل الخيّرين من السوريين واصدقائهم ايضاً، ولكن تحقيق هذا الهدف ربما يكون أقرب الى الخيال منه الى الواقع".

واعتبر أن "المعارضة منقسمة على نفسها ومشتتة ومتناثرة هنا وهناك، ولكل طيف منها أجنداتها وقراءاتها المختلفة وكذلك ارتباطاتها الاقليمية والدولية، فضلاً عن اختلاف الرؤى السياسية لمستقبل البلاد وشكل الدولة السورية المنتظرة".

بالاضافة الى وجود معارضة سياسية مشتتة ومتناثرة في مختلف أنحاء&العالم، قال "هنالك معارضات أخرى عسكرية اكثر تشتتاً وتناثراً على طول وعرض الجغرافيتين السورية والاقليمية، وتتسم بالخلاف الحاد بينها في مختلف النواحي الايديولوجية والسياسية والفكرية والعقائدية، لدرجة تصل الى حد الاقتتال بين الكثير من هذه الفصائل التي تدفقت أفراد العديد منها الى الاراضي السورية من كل صوب وحدب على مر السنوات الماضية من عمر الثورة".

ورأى كدو أنه "من هنا فإن اي حديث عن تأسيس تحالف وطني عريض ينضوي تحت عباءته كل فصائل واطراف المعارضة السورية ربما سابق لأوانه ان لم نقل ضرب من التمنيات".

نصائح أميركية&

من جانب آخر، قالت وسائل إعلام عربية إن المبعوث الاميركي الى سوريا مايكل راتني وجه نصائح للائتلاف الوطني السوري المعارض حول ضرورة التواصل مع روسيا ومع صالح مسلم القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الـ بي ي دي، وحول ذلك أوضح كدو" أن نصائح راتني حول التواصل مع روسيا محقة، وكنا قد طرحنا هذا الامر في الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية للائتلاف، وكذلك دار حديث حولها في مختلف وسائل الاعلام مراراً وتكراراً نظراً للدور الروسي الذي يتعاظم في سوريا يوماً بعد آخر".

وفي هذا السياق قال "إن المعطيات تشير إلى أن أي حل سياسي او عسكري في البلاد لن يحصل بمعزل عن الروس، ان لم نقل بأنها سوف تكون روسية بامتياز، دون أدنى مراعاة لاجندات الدول الاقليمية، التي كان لها القول الفصل في الشأن السوري منذ بداية الثورة، حتى قبل التدخل الروسي العسكري، الذي بدأ يخلق ظروفاً جديدة، تنحو بسوريا نظاما وثورة منحىً آخر مغاير لما كان عليه في السابق".

مصلحة السوريين

أما بالنسبة إلى نصيحة الأميركيين للائتلاف بالتواصل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الـ بي ي ديه فأكد كدو أنها "هي ايضاً لمصلحة السوريين ولمصلحة الثورة السورية ايضا، نظراً لامكانات هذا الحزب الذي لا يُستهان بها، والتي من شأنها ان تغير موازين القوى داخل البلاد في حال تمكنت المعارضة من احتواء الحزب ".

وكشف كدو في هذا المجال أنه كان قد طرح على الكتلة الكردية في الائتلاف الوطني السوري هذه الفكرة بالذات أكثر من مرة" من خلال عدد من أعضائها، الذين كانوا يحاولون الدفع بالائتلاف لبذل مزيد من الجهود لكسب حزب الاتحاد الديمقراطي الى جانب المعارضة".

وقال: "حدثت لقاءات عديدة بين قادة الائتلاف وقادة هذا الحزب في الفترات السابقة، لكنها لم&تثمر&عن أية نتائج تذكر، لكن رغم ذلك فإن محاولة الحوار مع الاتحاد الديمقراطي بوساطة اميركية ربما يكون أفضل بكثير من حالة القطيعة، ومن شأن هذه الخطوة ان لاقت نجاحا ان تلقي بظلالها الايجابية على العلاقات المتأزمة بين المجلس الوطني الكردي وحركة (تف دم)&أيضاً".