قاذفات روسية جاثمة على مدرج قاعدة جوية قرب همدان في ايران

أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية إعلان روسيا شن غارات على مواقع في سوريا من قاعدة همدان العسكرية في إيران.

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا شن غارات من قاعدة في إيران منذ بدء الحملة الروسية في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر/أيلول.

ووصف بعض معلقين الإعلان الروسي بـ"المفاجأة"، فيما أشار آخرون أن الضربات الروسية سوف "تربك" واشنطن على حد قول بعضهم.

"مفصل جديد"

أبرزت البيان الإماراتية الحدث كـ" تطور هو الأول منذ بداية الأزمة السورية".

وتقول النهار اللبنانية: "وسعت موسكو أمس حملتها الهادفة إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد، متخذة ايران منصة جديدة لانطلاق مقاتلاتها لقصف أهداف لها داخل سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء تدخلها العسكري في النزاع في أيلول من العام الماضي، في تطور أثار تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة مجرد حاجة إستراتيجية أم أنها تنطوي على رسالة سياسية من الكرملين إلى البيت الأبيض".

يقول إيلي حنا في موقع الحدث المهتم بالشأن السوري واللبناني: "مفصل جديد تمرّ فيه الحرب السورية بدأت ملامحه تتكشّف بالإعلان عن فتح إيران قاعدة همدان الجوية أمام المقاتلات الروسية. الضربات التي نفذّتها قاذفات استراتيجية أمس تبرز حدثاً ميدانياً ذا أبعاد استراتيجية، يعيد تموضع محوري الصراع في الساحة السورية، ويشمل أيضاً تموضع الأفرقاء داخل الحلف الواحد."

ويضيف الكاتب: "الجانب الإيراني استفاد من التعنت الأمريكي تجاه روسيا، ويدرك أنّ الأخيرة لم تلجأ لهذا المستوى من التنسيق إلا بعد اصطدامها بالجدار الأميركي".

وتقول الوطن السورية إن موسكو قد ألقت "حجراً كبيراً في المياه الدولية بإعلانها عن نشر طائرات إستراتيجية في إحدى القواعد الإيرانية"، مشيرة أن روسيا وإيران أحدثتا "نقلة في تحالفهما ضد الإرهاب في سوري إلى مرحلة إستراتيجية".

"عاصفة بوتين"

بدوره، يرى خليل حرب في السفير اللبنانية أن "الخطوة أكبر من مجرد مفاجأة روسية"، مشيراً إلي أن الضربات الروسية "تربك واشنطن وتريح دمشق وتغري أنقرة".

يقول الكاتب: "عاصفة بوتين تتخذ شكلاً مغايراً، أكثر فاعلية، وربما أكثر خطورة في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي، من طهران شرقاً، الى بغداد ودمشق وأنقرة، وربما أبعد من هذه العواصم".

أما الرياض السعودية، فتنتقد في افتتاحيتها سياسات روسيا في المنطقة العربية قائلة: "في البدء اعتقدنا أن انخراط روسيا في أزمات المنطقة العربية سيوجد نوعاً من التوازن في عناصر القوى سياسيا وعسكريا، اعتقدنا ان روسيا ستلعب دوراً مؤثرا باتجاه الحلول السلمية ما يساعد على تخطي الازمات او تهدئتها على اقل تقدير.ما حدث بعد ذلك خالف اعتقادنا، ولم يكن في مستوى تطلعات آمالنا".

وبينما تقول الصحيفة إن العلاقات الروسية-العربية "جيدة في مجملها"، تعود لتحذر من أن "تباين المواقف تجاه الأزمات من الممكن أن يغير النظرة الى روسيا كطرف دائما ما كان منصفاً تجاه قضايانا".